نقلة نوعية وحضارية تلك التي نقلها وزير الإعلام أنس الفقي لمهرجان القاهرة للإعلام العربي. أولي هذه الخطوات كانت استخدام التكنولوجيا الحديثة في إرسال الأعمال المشاركة إلي لجان التحكيم المنتشرة في كل أرجاء الوطن العربي. وثانيها فكرته التي أعادت المهرجان إلي مكانته عندما قصر نشاط المهرجان علي الإعلام العربي فقط، وهي فكرة تؤكد بعد نظرة لأن المهرجان كان يحتاج إلي من يحدد توجهه إلي جمهور معين. كما أن مصر والوطن العربي كانا في أمس الحاجة إلي مهرجان يعبر عنهم تعبيرا حقيقيا ويلتف الجميع حوله من أجل ترسيخ مكان مصر ومكانتها في القلب والوجدان العربي. النقلة الثالثة كانت في الإبهار والحضور الحقيقي لكل الفنانين العرب في حفلات المهرجان رغم اعتذار الدولة ضيف الشرف عن عدم الحضور. ساعد علي نجاح المهرجان أيضا اقتصار أيامه علي أربعة أيام ترشيداً للنفقات في ظل الارتفاع المذهل في أسعار النقل والطيران وفي الفنادق وغيرها من الأمور الخاصة بإقامة مهرجان حقيقي تفخر به مصر، إن بصمات أنس الفقي علي الإعلام المصري وضحت خلال سنوات قلائل رغم أنه جاء إلي الإعلام بعد شخصية كاريزمية يمثلها رئيس مجلس الشوري الحالي ووزير الإعلام الأسبق صفوت الشريف الذي انطلق بالإعلام المصري إلي آفاق عالية فهي مرحلة كان يجب أن يتلوها مرحلة أخري هي ترسيخ هذا التواجد في محيطه الإعلامي. من هنا كان أنس الفقي علي موعد مع قدره عندما تولي حقيبة الإعلام في وزارة د. نظيف حيث بدأ في ترتيب البيت الإعلامي من الداخل بعد مرحلة د. ممدوح البلتاجي التي لم تتضح لها معالم أكثر من محاولة لتصفية الحساب مع الجميع، وهي مرحلة كان الإعلام المصري في غني عنها ونحمد الله انها لم تستمر طويلا. نجاح المهرجان مرحلة وخطوة أتوقع أن تتلوها خطوات وخطوات وهذا قدر الفقي وقدر الإعلام المصري في ظل منافسة فضائية شرسة وحرب شعواء علي قيم وتقاليد نحرص عليها من خلال أخلاقيات مجتمعنا وقيمه.