باحث مصري يؤكد: حل مشكلة العشوائيات ممكن.. تقول الاحصائيات الرسمية ان في مصر1034 منطقة عشوائية وان عدد سكان العشوائيات في القاهرة 3 ملايين نسمة وفي الجيزة 206 مليون نسمة والقليوبية 1.3 مليون نسمة والاسكندرية حوالي مليون نسمة وهي ارقام تعكس خطورة مشكلة العشوائيات وإذا كانت المناطق العشوائية تمثل بؤرا للجريمة بجميع أنواعها وأشكالها.. وبيئة خصبة للمجرمين والخارجين علي القانون.. ومسرحاً كبيرا لبيع الأعضاء البشرية وأوكارا سرية للدعارة وتجارة المخدرات وحقلا لزراعة جميع الجرائم غير الاخلاقية الأخري فإنها بذلك تمثل تهديدا حقيقياً للسلام الاجتماعي والاستقرار المجتمعي بطول البلاد وعرضها.وإذا كانت تقارير الأمن العام قد رصدت المئات بل عشرات المئات من المناطق العشوائية فإن القاهرة الكبري قد احتلت نصيب الأسد من إجمالي هذه المناطق وهو الأمر الذي جعل الحكومة تنتبه إلي خطورة هذه العشوائيات وتحاول حل مشكلاتها إلا أن جميع الجهود الحكومية المبذولة في هذا المجال مازالت قليلة بل وقليلة جدا ولا تتناسب مع حجم الخريطة العريضة للعشوائيات التي تغطي مساحات متداخلة في أطراف وقلب المدن المختلفة بكل ما تمثله من خطورة وما تعكسه من فوضي وما تسببه من قلق وازعاج وتهديد لأمن واستقرار سكان المناطق المجاورة والمحيطة بهم. جعل العشوائيات مشروعاً قوميا أصبح حتمياً 97 مهنة يوفرها تعمير العشوائيات لامتصاص بطالة الشباب تفعيل المسئولية الاجتماعية لرجال الأعمال هو البداية استغلال الطاقات الممكنة لأبناء العشوائيات في تعميرها رغم أن جهود الحكومة لإصلاح أحوال العشوائيات تسير بخطي وئيدة وربما يكون السبب في ذلك هو أن إصلاح العشوائيات وإعادة تدويرها وتشكيلها يحتاج إلي ميزانيات باهظة في ظل ارتفاع الدعم لإسكان محدودي الدخل في موازنة العام الحالي 2010 2011 من 3.1 مليار جنيه في موازنة 2009 2010 إلي مليار جنيه فقط في موازنة العام الحالي بانخفاض قدره 1.23% فإن الدكتور إسماعيل مصطفي بكر عميد المعهد العالي للخدمة الاجتماعية بكفر صقر شرقية لديه حل موضوعي لمشكلة العشوائيات التي أرقت العديد من مسئولي الحكومة الحالية والحكومات السابقة حيث يقول: يمكن حل مشكلة العشوائيات في مصر بجعل العشوائيات مشروعا قوميا يتم البدء في حل مشكلته من خلال الخطوات التالية: تحديد المناطق العشوائية تحديدا كاملاً من حيث الطبيعة الطبوغرافية والخرائط المساحية ويؤكد الدكتور إسماعيل مصطفي بكر أن النسبة العظمي من الأراضي العشوائية مقامة علي أراض تملكها الدولة ويجب أن يشمل هذا التحديد حصر ما تحتاجه المناطق العشوائية من عمليات هدم وتخطيط وإعادة بناء اعتمادا علي تصميمات معمارية تحقق للعشوائيات شكلا حضاريا جديدا مع تحديد برامج زمنية للتنفيذ. المسئولية الاجتماعية تحديد التركيبة السكانية لكل منطقة عشوائية وتصنيفها طبقا للعمر والمهنة والخبرات والقدرات والإمكانيات ومحاولة توظيف كل ذلك في إطار دعم القطاع الخاص لأعمال الهدم والبناء وإعادة التعمير.. ولن يتأتي ذلك إلا من خلال تحفيز واستنفار القطاع الخاص للمشاركة في هذا المشروع القومي لتعمير العشوائيات انطلاقاً من مسئوليتهم الاجتماعية تجاه الوطن، ولكي يتم ذلك بصورة فاعلة يجب منح رجال الأعمال بالقطاع الخاص المشاركين في هذا المشروع القومي بعض المميزات التي تجذبهم وتشجعهم علي المشاركة. كتائب شبابية ويعتمد المشروع القومي لإعادة بناء وتعمير العشوائيات بصفة أساسية علي استغلال قدرات وطاقات الشباب من خلال تكوين فرق عمل شبابية .كتائب تعمير. في إطار خطة تنظيمية يتم من خلالها استغلال طاقات وقدرات وخبرات طلاب الجامعات خصوصا طلاب كليات الهنندسة والكليات العملية الأخري والمعاهد الصناعية والخريجين المتعطلين عن العمل، خصوصا أن هناك عددا كبيرا من خريجي كليات الهندسة لا يعملون ولا يجدون فرصة عمل مناسبة.. أمثال هؤلاء سوف يتم استغلالهم وحل مشكلة بطالتهم من خلال تشغيلهم بأجور معتدلة تمكن لهم الاستمرار في هذا المشروع القومي ويتم توفير الأجور اللازمة لهؤلاء من خلال مشاركة رجال الأعمال أو من خلال الحكومة التي ينبغي عليها أن تدعم مثل هذا المشروع القومي من خلال خبرائها بوزارة الإسكان والتعمير. 97 حرفة ومهنة ويقول الدكتور إسماعيل إن تعمير العشوائيات من جديد يخلق أمام طالبي العمل من الشباب المتعطلين ما يقرب من 97 حرفة ومهنة ينخرط فيها الشباب وأبناء العشوائيات وذلك في إطار تنظيم دقيق وجداول زمنية للإنجاز. العائد أما العائد من إعادة بناء وتطوير العشوائيات فيحدده الدكتور إسماعيل مصطفي بكر في أن تعمير العشوائيات بهذه الصورة الحضارية سوف يخلق مجتمعات جديدة ذات سلوكيات تختلف تماما عن سلوكيات سكان المناطق العشوائية، وهو الأمر الذي سيوفر ما يتم انفاقه علي عمليات مكافحة الجريمة التي كانت تتم في مثل هذه المناطق العشوائية خصوصا إذا تمت إعادة تشكيل جديدة لسلوكيات سكان هذه العشوائيات وإعادة دمجهم في المجتمع كأشخاص أسوياء ولن يتحقق ذلك إلا بتوفير فرص عمل مناسبة لأبناء العشوائيات تحقق لهم دخولاً مادية تمكنهم من العيش السوي في المجتمع.. ومن الممكن تحقيق ذلك من خلال الاستغلال الأمثل لطاقات وخبرات أبناء العشوائيات وتوفير فرص العمل لهم بما يتناسب مع طاقاتهم وخبراتهم.. باختصار لن تصل العشوائيات إلي صورتها التي نرغبها إلا بإعادة بناء وتطوير المكان وأيضاً إعادة بناء وتطوير الإنسان المقيم في هذه العشوائيات بما يجعله إنساناً جديدا يعطي لوطنه ولا يمثل خطراً عليه.