المدارس والجامعات الخاصة لا تقوم بالعملية التعليمية كما يجب، بل أكثر سوءاً من المدارس المجانية ولكن تأخذ آليات وسلوكيات تظهرها انها الأفضل والأحسن. نحن في حاجة إلي صياغة جديدة للعملية التعليمية.. لكي ننهض وندخل في سباق الدول المتقدمة، وإذا لم نفعل ذلك سنكون من الدول المتخلفة التي لا حول لها ولا قوة، ويجب أن نقف وقفة ضمير تجاه اجيالنا وابنائنا الذين الغينا عندهم الفكر والتفكر والابداع من خلال ما يحدث الآن في التعليم فأبناؤنا الآن يتسلمون شهادات علمية في نهاية مشوارهم التعليمي ولكن لا يحصلون عليها وأصبحت المسألة تسليم شهادة للمتخرج وكل اطراف العملية التعليمية يساهمون بقصد ومن غير قصد في هذه المهزلة التي انتابت التعليم الآن، فمنذ نعومة أظافر أطفالنا والتحاقهم بالحضانات ما قبل التعليم الابتدائي، وسرطان الدروس الخصوصية يواجههم، ولكي ينجح الطفل يجب أن يغذي بالدرس الخصوصي، ويستمر الأمر في المرحلة الابتدائية ثم الاعدادية ويزداد بشكل مخيف في الثانوية العامة ويصبح كارثة في الجامعة، فتحولت الجامعة في الزمن الأخير إلي معقل للدروس الخصوصية ومن خلال هذا المشوار يتم الغاء الفكر عند الطالب ويلقن فقط دروساً لكي يستطيع أن ينجح، الاخطر من ذلك أن هذا المشوار يكبد المواطنين الآلاف من الجنيهات وتأتي الصدمة الكبري في الجامعة التي اصبحت أغلي تجارة الآن في المجتمع، فالطالب في الثانوي لم يحصل علي درجة جيدة ويلتحق بكليات كنا نسميها زمان كليات قمة، وتحولت العملية التعليمية إلي تجارة يتكسب منها رجال الأعمال والاثرياء وتحول التعليم إلي تسليم شهادة بعد مشوار طويل كل مرحلة أخذت (فلوس) كثيرة جداً، وكل سنة جديدة تغزو المجال التعليمي جامعة خاصة جديدة بمميزات أكثر وفلوس أكثر والقائمون علي التعليم نسوا أن لدينا أجيالاً محتاجة لتوجيه أفضل وتعليم ينمي عندهم الفكر والابداع والرؤية بدلاً من أن يغزو عقولهم أن يتسلموا شهاداتهم من خلال الجامعات التي تحصد جيوب الأهالي وساهم في هذا الجو التعليمي الآن تراجع المدارس المجانية بشكل ملفت للنظر في ادائها التعليمي رغم أن المدارس والجامعات الخاصة لا تقوم بالعملية التعليمية كما يجب، بل أكثر سوءاً من المدارس المجانية ولكن تأخذ آليات وسلوكيات تظهرها انها الأفضل والأحسن، ولكن المضمون واحد والكارثة واحدة وإذا كنا لم نفق ونغير من المنظومة التعليمية، فسوف نتراجع كثيراً ونحن نري ونشاهد أن ثروات البلاد تأتي من خلال العلم والعلماء، فدول مثل النمور الآسيوية والهند وغيرها تعتمد الآن علي دخلها القومي من تصدير تكنولوجيا المعلومات وقد غزت العالم في السنوات الأخيرة، بتكنولوجياتها المتقدمة، فالتعليم هو شريان الحياة في الدول المتقدمة، لأن هذه الدول بها منظومة تعليمية تستطيع تخريج دفعات تمتلك من الفكر والابداع ما يساهم في تطوير بلادهم، أن اطراف العملية التعليمية عندنا لا يفكرون في شيء غير الحصول علي المال، ولا يمتلكون أي رؤية للتطوير، المهم (يكسبوا كام) ولنا أن نتصور أمة يتخرج فيها الاطباء والمهندسون ويتخرجون لا يفقهون شيئاً، ولك أن تتخيل طلاباً التحقوا بكليات الهندسة، لمجرد ابائهم عندهم فلوس، ثم يتخرج الابناء ليس لهم دراية بما تعلموه، وليس لديهم الدافع ليكونوا مهندسين علي مستوي عال، ويدخلون في مجال العمل وإذا بالعمارات التي صمموها تنهار فوق رؤوس ساكنيها، وعلي نفس المستوي الكليات الادبية التي يتخرج فيها الشباب لا يعلم شيئاً وتكون المصيبة الكبري التي نسمع عنها أخيراً بيع شهادات الماجستير والدكتوراه بالفلوس، والمفروض أن الذين يحصلون علي الدكتوراه هم صفوة المجتمع ونخبته العلمية المختارة، واخيراً سمعنا عن غسيل الشهادات التي تمت أخيراً في الجامعات في التعليم المفتوح بعدما رسب الطلبة في الامتحانات ودخلوا الامتحانات مرة ثانية ونجحوا وحصلوا علي شهادات أيه اللي بيحصل في مصرنا الحبيبة بلد الحضارة 7 آلاف سنة وعلمائها الذين غيروا وجه العالم بالكامل وساهموا في تنوير وتطوير بلاد كثيرة منها أمريكا التي تعتبر أول المدن الآن في الحداثة والتطوير إن علماءنا غزوا العالم بالكامل ولكن هؤلاء تخرجوا في زمن كان التعليم له مكانة عندنا وخصوصية وكانت المنافسة والابداع روح التعليم، والقائمون علي التعليم مؤمنين بالعملية التربوية والتعليمية، وظهر عندنا الكتاب والمفكرون الذين خرجوا من القري والنجوع اننا نتساءل: هل ممكن أن يكون لبلد مستقبل سرقت فيه الصفوة شهادات الدكتوراه?!