كلما جاءت ذكري انتصارات أكتوبر الميمونة تحل علينا نشوة الانتصار والفرح والغبطة القومية العربية والروح الوطنية التي نحلم بها من الزمن الجميل وبعد مرور سبعة وثلاثين عاماً عليها تزداد يوماً بعد يوم في نفوسنا عزة وكرامة وأنها تحمل في نفوسنا كثيراً من الذكريات العظيمة التي نفخر بها كمصريين وعرب فهي إذ جاءت في شهر كريم فيه انتصارات وفتوحات وروحانيات وفيه يجيء الحق ويزهق الباطل إن الباطل كان زهوقاً، وفيه تتجلي عبارات الوطنية الخالدة والعسكرية الفذة التي مازالت تحير العالم وتدرس في أكاديميات عسكرية عالمية بزهو وافتخار لنا وجاء علي لسان نبينا الكريم (صلي الله عليه وسلم) بعد إحدي الغزوات وقال: (لقد جئنا من الجهاد الأصغر إلي الجهاد الأكبر) وهو جهاد النفس وكما قال الرئيس الراحل (أنور السادات) قائد الحرب والسلام: إن حرب أكتوبر ستكون آخر الحروب في المنطقة وقد كان حتي الآن لم تقم حروب باستثناء بعض الحروب بين لبنان وإسرائيل وإن سلاح السلام أقوي من سلاح الحرب حيث تشحذ له الهمم والحجج والقوانين وسيظل نصر أكتوبر خالداً في نفوسنا وكما يقال في الأمثال النصر له سبب واحد والهزيمة لها عدة أسباب وكما جاء في قوله تعالي: (وما النصر إلا من عند الله) وأيضاً (إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم) وجاء أيضاً في سورة النصر (إذا جاء نصر الله والفتح ورأيت الناس يدخلون في دين الله أفواجا فسبح بحمد ربك واستغفره إنه كان تواباً). فكان الرسول والصحابة يستقبلون النصر بالتسبيح والحمد لله علي نصره وليس بالحفلات والرقص الماجن وإننا في مثل هذه الأيام في حاجة ماسة إلي الانتصار علي النفس بالتقرب إلي الله والاستغفار والدعاء وأن يحفظ مصرنا من كل سوء وأن يجعلها في أعلي عليين وتتبوأ مكانتها العظيمة المرموقة التي كانت عليها منذ قديم الزمان والذي دعا لها وأوصي بها رسولنا الكريم في قوله: إن أهل مصر في رباط إلي يوم القيامة وقال: إذا فتح الله عليكم مصر فاستوصوا بأهله خيراً فإنهم خير أجناد الأرض فما أحوجنا إلي التمسك بكتاب الله وسنة رسوله الكريم وشحذ الهمم ونبذ الخلافات كي تعيش مصر في انتصارات دائمة وتوفيق من الله العزيز الحكيم وكل انتصارات ومصر شعباً ورئيساً بخير وسعادة.