مدينتي قلين لا يوجد بها مكان ثقافي أو ترفيهي واحد.. وكأننا نترك الشباب وبأيدينا لمنابع الانحراف. لا يخفي علي أحد من شعب مصر ما تقومين به يا سيدتي من عمل تطوعي عام لدعم الثقافة والتعليم والعناية بالأسرة .الطفل الفتاة المرأة ذوي الاحتياجات الخاصة. للوصول إلي مشروع متكامل لتنمية المجتمع مع تأصيل معني المواطنة الحقيقية وترسيخ معاني الوطنية والانتماء الذي عجزت حكومات متعاقبة ووزارات بعينها عن تحقيقه، فأعمالك يا سيدتي شعاع النور الأبلج وسط الظلام الأدلج للصورة الضبابية التي تحجب الرؤي عن العيون. أعرف يا سيدتي أن الأوسمة والنياشين وشهادات التقدير تنهال عليك من أكبر المؤسسات المحلية والعالمية وأعرف أن التي تقوم بالعمل التطوعي النموذج بكل هذه الهمة وكل هذا الإخلاص إضافة إلي مشقة العمل الرسمي لا تنتظر الجزاء والشكر من أحد فمثلك وهم كثر في المجتمع المصري يؤكد أصالة معدن المواطن المصري وقوة إرادته في كل موضع مسئول ويعلن عن وفرة المخزون من الحب للعمل وللذين تعملين معهم ومن أجلهم. وأعرف أيضاً أن العظماء وأصحاب الأيادي البيضاء إذا وجدوا كلمات الثناء والتقدير المخلصة لوجه الله، تلين عريكتهم وتصفو نفوسهم وتنشرح أساريرهم من التبجيل والتكريم عملاً بمنهج الله عز وجل ونبيه الكريم عليه الصلاة والسلام بإنزال الناس منازلهم. واعلمي يا سيدتي أن كثيرين من شعب مصر يتخذون منك القدوة والمثل ويقومون بأعمال تطوعية متنوعة في شتي المجالات ولا ينتظرون من أحد جزاء، ولا شكوراً رغم ما يقابلهم من جحود ونكران للجميل في الوقت الذي تذهب حفلات التكريم لمن لا يستحق جهراً وظلماً.. إن مصر .الريف والحضر. سوف تبقي حبلي بالعباقرة والعلماء والأدباء والمبدعين وصناع الخير والقادرين علي العطاء كحائط الصد المنيع في مواجهة الفساد والمفسدين وأعداء النجاح. وإلي الذين لا يرون نصف الكوب المملوء أقول: إن المبادرة التي أطلقتها المواطنة المصرية لسوزان مبارك منذ حوالي عشرين عاماً لإثراء الحياة الثقافية ضمن المشروع الوطني الضخم القراءة للجميع .سوف يسجلها التاريخ كأعظم خدمة ثقافية للشعب المصري علي مر السنين. هذا بالإضافة إلي الحدث الثقافي الجليل بإحياء مكتبة الإسكندرية التي أصبحت منارة وأثراً حضارياً حديثاً ومركزاً للإشعاع الثقافي للمنطقة كلها. لقد أدركت يا سيدتي أهمية أن نتثقف، فكان مشروعك العظيم الذي أتاح لراغبي الثقافة الحصول علي كنوز التراث العربي والعالمي بأثمان زهيدة .وأنا منهم.، وكم أتمني ومعي غيري أن يكبر الشعار ويصبح القراءة للجميع والكتابة أيضاً يقول آني الحكيم المصري القديم موصياً ابنه: عليك بالكتابة فهي مهنة مقدسة وهي أشرف المهن وأعلاها. ولعل أحدث الأعمال والخاص برعاية المشروع الوطني لتطوير مدارس الحكومة التي هي عصب العملية التعليمية في مصرنا الغالية وذلك لإعادة تأهيليها لتعود صالحة لعملية التطوير الشاملة وفقاً للخطة الاستراتيجية للتعليم الذي به تنهض الأمة وبإصلاحه تصلح كل أحوال مصر، إن هذا المشروع عمل أقف عنده طويلاً كأحد المهتمين بالعملية التعليمية من خلال مجلس أمناء مديرية كفر الشيخ عن إدارة قلين التعليمية، وأطمع أن تدرج مدارس محافظتي ومركزي ضمن الخطة العامة لبرنامج التطوير أسوة بمحافظات القاهرة والجيزة وأن تلحق باقي المحافظات قطار التطوير السريع دعماً لوزارة التربية والتعليم وشدا من أزر وزيرها النشيط كان الله في عونه. ولا يتوقف سقف الطموح عند هذا الحد فمدينتي .قلين. عاصمة المركز لا يوجد بها مكان ثقافي أو ترفيهي واحد والناس محرومون من .مسارح سينما قصر ثقافة لائق مركز إعلام مركز إبداع مكتبة عامة. ونترك الشباب لمنابع الانحراف بأيدينا والأسرة المصرية تنتهي حياتها بعد صلاة العشاء. أعرف يا سيدتي أنك كمواطنة مصرية لا تقبلين ذلك وتتمنين الرخاء والسعادة لكل أبناء مصر في الريف والحضر.. وأملي كبير أن تتحقق بعض الطموحات علي يديك.. ويبلغ طموحي عنان السماء أن أدعو سيادتك لرؤية الجانب المضيء في ريف مصر بحصول مدرسة .قلين. الثانوية بنات علي الجودة العام الماضي وتحضرين وتشرفين افتتاح مدرسة سوزان مبارك التجريبية وقد طال الانتظار. هذه يا سيدتي رسالة إليك من مواطن مصري نبت في ريف مصر وشرب من نيلها وتمرغ في طينها وتربي وتعلم في مدارسها وجامعاتها الحكومية وعمل في مصانعها ومن أجلها ويتمني أن يتحقق حلمه بأن يحيا حتي يري بلاده .مصر أم الدنيا. وقد وضعت أقدامها علي أولي درجات سلم المجد بالارتقاء بالتعليم والثقافة والصحة من خلال منظومة اقتصادية تعظم قيمة العمل الجيد تحت مظلة من المساواة والعدل. دمت لمصر مواطنة من الطراز الأول ونموذجاً يحتذي وابنة بارة لبلدها، متعك الله بجيد الصحة والعافية وأعانك علي ما تقومين به من أعمال الخير الباقيات. www.mahmoudhammam.blogspot.com