بعد تصدر مصر قائمة الأمراض المزمنة على مستوى العالم، باتت بؤرة مشعة للأوبئة العالمية، وأصبح المواطن مجبرا على تحمل فاتورة العلاج غير المتوفر والغالى الثمن إضافة إلى مايعانيه ويتحمله من الآم جراء تلك الأمراض، خاصة أمراض السكر وارتفاع ضغط الدم، والإلتهاب الكبدى الوبائى وأمراض القلب، والأورام، ونجد أن بعض الأمراض لايوجد بها معلومات وإحصائيات واضحة عن المصابين بالمعاهد القومية والمستشفيات الحكومية، ويكون القياس على النسب العالمية، فكشفت إحصائيات منظمة الصحة العالمية عن زيادة في أعداد المصابين بالأمراض المزمنة "غير المعدية" بمصر من العام السابق، حيث وصلت أعداد المصابين بمرضى السكري إلى 11 مليون مواطن خلال السنوات الأخيرة، بالإضافة إلى الزيادة المستمرة في أعداد المصابين بفيروس التهاب الكبد الوبائي التي بلغت نسبتها 22% من المصريين، أى بمعدل إصابة وصل إلى مليون مواطن، ونسبة مرض الفشل الكلوي 10% وضعف جهاز المناعة 40% وأمراض الصدر 15% والمرضى النفسيين 14% والسرطان 11%. وتنتشر الامراض المزمنة في الدول ذات الدخل المنخفض والمتوسط، وتعد مصر إحداها، وتوقعت الإحصائيات أن ترتفع نسبة الإصابة بالأمراض المزمنة لتصل إلى 73٪ خلال عام 2020، وعدد مرضى السكري بمصر سيتخطى 20 مليون مصاب خلال السنوات المقبلة، وهو مايمثل عبئًا اقتصاديًّا كبيرا على الدولة، لإرتفاع أعداد المصابين بتلك الأمراض المزمنة، لابد من الإتجاه إلى طريق الوقاية لمحاولة تخفيض الأعداد المصابة، فالوقاية دائما خير من العلاج و"أرخص"، ومن خلال السطور القادمة نتعرف على روشتة من الأطباء للوقاية من أكثر الأمراض المزمنة التى تهاجم المصريين بشراسة وكأنها وحش يودى بحياتهم دون رحمة أوشفقة… بلغت معدلات الإصابة بالسرطان فى مصر يصل لحوالى 100 ألف حالة سنويا، فأصبح هذا المرض اللعين يهدد ملايين المواطنين ..طبقًا لآخر نتائج أصدرها البرنامج القومي لتسجيل الأورام في مصر، فالمعدل السنوى للإصابة بمرض السرطان يعادل 114.5 حالة لكل 100 ألف شخص (الذكور117.3، والإناث 111.7)، ومن أكثر أنواع الأورام انتشارًا في مصر هي سرطان الثدي وسرطان الدم اللذان يحتلان مركزين من أعلى خمسة أمراض سرطانية في مصر، و"سرطان الثدي"يصيب نحو 520 ألف سنويًا ووفقا لاحصائيات العالمية نجد أن "سرطان الرئة" يتسبب في وفاة مليون وستمائة ألف شخص سنويًا""، و"سرطان الكبد" يؤدى بحياة نحو 750 ألف شخص سنويًا، ، وسرطان "القولون" ينهي حياة 700 ألف إنسان سنويًا. .. وهناك توقعات من منظمة الصحة العالمية بارتفاع عدد مرضى السرطان خلال السنوات المقبلة ليصل إلى 19 مليون إنسان حول العالم سنة 2025، وتشير التقديرات ان مرض السرطان يودي بحياة ما لا يقل عن 15 مليون إنسان كل سنة، وترتفع هذه النسبة بواقع 70% في البلدان النامية بإفريقيا وآسيا وأميركا اللاتينية، وفق ما كشفه تقرير المركز الدولي لأبحاث السرطان، سنة 2014. ..بزيادة أعداد المرضى المصابين بالسرطان، يزيد معه تكاليف العلاج، وقوائم الإنتظار للكشف أو لإجراء العمليات الجراحية أو للعلاج الإشعاعي والكيماوي، فتصل تكلفة المريض الواحد إلى مايقرب من 35 ألف جنية شهريا فى مصر حسب نوع الورم وتطور الحالة. قال الدكتور محمد عبد الرحمن حسن أستاذ مساعد علاج الأورام بطب القصر العينى جامعة القاهرة، إن نسبة الإصابة بأورام "الرئة والحنجرة والفم والمثانة" مرتفعة جدا لغير المدخنين، بالاضافة الى نسبه المدخنين ,مضيفا أن الكشف المبكر لأمراض "الثدى" يساعد على تخفيض أعداد المصابين به، فهو من أكثر الأورام المنتشرة فى السيدات، ويأتى فى سن انتاجى من سن 30 عام وحتى سن الخمسين أوالستين، مشيرا إلى أن الأورام المنتشرة على المستوى القومى هى أورام الكبد، وعلى المستوى القومى لعمل برنامج للوقاية لابد من أن يكون نوع الورم منتشر بشكل ملحوظ، لأن المبالغ المدفوعة فى التوعية ضخم، فمثلا برنامج الكشف المبكر عن أورام الثدى سيتكلف 50 مليون جنيه ومن خلاله يتم اكتشاف 50 الف حالة مبكرة، وكل حالة تم اكتشافها مبكرا توفر مثلا مايقرب من 10 الاف جنيه، إذن مجموع الحالات يوفر 500 مليون جنيه ، مؤكدا أن الوقاية من فرص الإصابة بالأورام السرطانية يوفر على الدولة مليارات الجنيهات. -الإبتعاد عن الطعام الملوث، وتناول الخضروات الملونة والفواكه. -حماية الأطفال من الإكثار من المنتجات المحتوية على المواد الحافظة ومكسبات الطعم واللون. -الإقلاع عن التدخين والكحوليات . – ممارسة الرياضة بشكل مستمر لمنع حدوث السمنة. -الإبتعاد عن الوجبات السريعة المحتوية على الدهون. – الكشف المبكر للسيدات بالفحص الذاتى لنفسها كل شهر للفتيات، وبعد سن الأربعين يتم عمل اشاعة ميموجرام كل عام. مرضى القلب.. أزمة فى شريان المصريين ميزانية مريض القلب لعمليات القسطرة والدعامات تتراوح بين 5000 إلى 10000 جنيه أمراض القلب والأوعية الدموية من الأمراض المزمنة التى هاجمت قلوب المصريين، وفى الآونة الأخيرة لوحظ زيادة أعداد المصابين من صغار السن، وتأتى الإصابة بأمراض القلب نتيجة لتاريخ مرضى بالعائلة (وراثة)، أو لإرتفاع نسبة الدهون فى الدم، بالإضافة إلى عوامل أخرى تشكل خطرًا مثل التدخين وأمراض السمنة وارتفاع ضغط الدم والسكر، ونجد أن المصابين بقصور الشريان التاجى وصلت نسبة إصابتهم حسب النسب العالمية إلى مايقرب من 10 إلى 20 % فوق عمر ال45 عاما، وفى مصر لايوجد إحصائيات واضحة عن مرضى القلب، ولكن بملاحظة أعداد المترددين على مستشفيات القلب نجد أن المرضى فى ازدياد مستمر، وبالتالى زيادة فى ميزانية العلاج التى تكبد الدولة عبئا اقتصاديا طائلا، فتتراوح ميزانية مريض القلب الواحد لعمل عمليات القسطرة والدعامات مايترواح بين 5000 إلى 10000 جنيها بخلاف العلاج الشهرى، وبالتالى فالوقاية من أمراض القلب تساعد فى حماية المواطنين وتخفيض العبء الإقتصادى على الدولة الذى يصل لعشرات الملايين… فى هذا الصدد يتحدث الدكتور أحمد الشاذلى مدرس أمراض القلب والأوعية الدموية بكلية الطب جامعة عين شمس، قائلا أن أعداد مرضى القلب فى زيادة مستمرة، بالرغم من عدم وجود إحصائية واضحة عن مرضى القلب فى مصر، ويتم القياس على النسب العالمية، ولكن أعداد المترددين على المستشفيات والعيادات الخارجية تؤكد الزيادة الكبيرة فى الإصابة، وخاصة صغار السن وهو مايثير الدهشة خلال ال10 سنوات الأخيرة، وبشكل عام زادت أعداد مرضى القلب خلال ال40 عام الماضية، مرجعا أسباب الإصابة بضيق الشريان التاجى لأمراض العصر المعروفة ومنها السكر والضغط والتدخين وزيادة الوزن وضغط العمل والتوتر وارتفاع نسبة الكوليسترول فى الدم بنسبة 50%، ولكن حتى الآن هناك أسباب غير معروفة تماما لسبب الإصابة، وذلك على مستوى العالم وليس فى مصر فقط، وزيادة المرضى يعود لطبيعة الطعام "الفاست فوود" والمواد الكيماوية والأسمدة والمبيدات والتلوث البيئى، وزيادة ضغوط الحياة، والتدخين، وارتفاع نسبة السكر والضغط فى الدم. – تناول الطعام المشوى أو المسلوق والإبتعاد عن "المسبكات". -الإتجاه إلى أساليب طهى الطعام بدون مواد دهنية، عن طريق استخدام "القلاية" المستخدمة بملعقة زيت واحدة، لأنها طريقة صحية. -الإكثار من تناول الخضروات والفواكه الطازجة، والتقليل من الأطعمة مرتفعة السعرات الحرارية، لعدم زيادة الوزن. -السير خمسة أيام على الأقل فى الأسبوع لمدة نصف ساعة، ومتابعة الوزن دائما ومراقبة زيادة حجم البطن لأنه يسبب مشكلة كبيرة، فهناك علاقة وثيقة بين زيادة حجم البطن والوسط وبين الإصابة بالشريان التاجى. – ضبط نسبة السكر والضغط دائما، والامتناع عن التدخين. -الإهتمام بتحليل نسبة الكولستيرول فى الدم بداية من سن العشرين كما أوصت مؤسسات أمريكية، أو عند سن الأربعين كما أوصت الجمعية الأوروبية، بالإضافة إلى إعطاء العلاج اللازم لتخفيض نسبة الدهون فى الدم لمنع تصلب الشرايين. التهاب الكبد الوبائى أو مايعرف ب"فيروس سى" من الأمراض القاسمة لظهور المصريين، والذى زاد بشكل ملاحظ فى الآونة الأخيرة، نتيجة لزيادة لإنتقال الدم الملوث، سواء كان عن طريق نقل الدم، أو طبيب الأسنان، أو استخدام أدوات ينتقل من خلالها الدم، فعدوى "فيروس سى" حققت أعلى معدل في العالم بأكمله، وبحسب الإحصائيات المعلنة وصل عدد المصابين ب"فيروس سى" إلى 15 مليون مصرى، حيث تحتل مصر المرتبة الأولى فى قائمة مرضى التهاب الكبد الوبائى على مستوى العالم العربى بنسبة تبلغ 14% من جملة المصريين، وفقا لتقارير منظمة الصحة العالمية، ويشكل مرضى الكبد تقريبا 50% من إجمالى مرضى الجهاز الهضمى فى مصر، وتبلغ الإصابة فى الرجال حوالى 8%، بينما تمثل النساء 6%، وتختلف الإصابات فى محافظات مصر، حيث تبلغ النسبة فى القاهرة 8%، والإسكندرية 6%، والدلتا 28%، والصعيد 26%، وتكمن خطورة أمراض الكبد فى مضاعفاته التى تصل لحد الإصابة بتليّف أو سرطان الكبد، وعلى المستوى العالمي فإنه يُصاب سنوياً ما يتراوح بين 3 و4 ملايين شخص بعدوى فيروس سى، ويموت سنويا أكثر من 350 ألفا آخرين من جراء الإصابة بأمراض الكبد الناجمة عن هذا الالتهاب . قدم الدكتور أحمد نعمان حسيب أستاذ الأمراض الباطنية والجهاز الهضمى والكبد ومناظير الجهاز الهضمى روشتة للوقاية من "فيروس سى"، لتوفير ملايين الجنيهات على الدولة المدفوعة للعلاج، وقال إنه بالرغم من أن هناك علاج جديد للفيروس سيتم طرحه فى الأسواق قريبا فى مصر أقوى من السوفالدى، ولكن الوقاية أفضل من العلاج، مشيرا إلى أن تكلفة علاج فيروس سى بعدما كانت تكلف المريض مايقرب من 19 ألف جنيها للمريض، وصلت الآن إلى 1500 جنيها لكورس العلاج فى الثلاث شهور، وبالوقاية يوفر مليارات الجنيهات. -الكشف عن أكياس الدم بالمستشفيات التى يتم تلقى التبرعات من المتبرعين، قبل سحب عينة الدم، وذلك على كافة المستشفيات ومراكز الهلال والصليب الأحمر. – لابد من فصل أجهزة الغسيل الكلوى الخاصة بمرضى فيروس سى عن أجهزة الإنسان السليم. -لابد من اتباع نظام حرق الإبر المستخدمة والأدوات الحادة عن طريق محارق تابعة لوزارة الصحة، والتأكد من استخدام وسائل حقن معقمة بطرق آمنة والإقلاع عن تعاطي المخدرات. -توعية الأشخاص ببعض الخطوات الاحترازية، وهى تخصيص أدوات للمريض لايستخدمها باقى أفراد الأسرة كالملعقة والطبق. -ممنوع استخدام فرشاة الأسنان وأمواس الحلاقة الخاصة بالمريض. الضغط" قاتل فى صمت .. و" السكر" عشرة عمر التوتر والوراثة اسبابه .. والمؤشرات تتجه لإرتفاع المصابين إلى 650 مليون فى 2040 من الأمراض الشائعة التى اعتدنا على معايشتها هى ارتفاع ضغط الدم ويطلق عليه "المرض الصامت"، بسبب عدم وجود أعراض خاصة به، وفي كثير من الحالات لا يشخص المرض إلا بعد ظهور مضاعفات الإصابة به، فيوجد 90% من المصابين بارتفاع ضغط الدم لا يعرف سبب لإصابتهم، ويرجع فى كثير من الأحيان السبب فى الإصابة بالضغط والسكر لعوامل الوراثة أوالإجهاد والتوتر أوالقلق، بالإضافة إلى أسباب أخرى خاصة بكل مرض، ويقدر عدد المصابين به على مستوى العالم 10%، وتختلف نسبة الإصابة به بين دولة وأخرى. ويعتبر انتشار مرض السكري في الوطن العربي من أعلى النسب في العالم، ففي السعودية 16%، الإمارات 24%، مصر 10%، البحرين 10%، أما في الولاياتالمتحدةالأمريكية فتصل النسبة إلى 10%، وهناك نوعان لمرض السكري الأول يصيب الأطفال عادة ويقدر ب 10% من عدد المصابين بالسكري، والثاني يصيب البالغين ويصل عدد المصابين به إلى 90%، وهناك أنواع أخرى منها سكر الحمل الذي يظهر أثناء فترة حمل المرأة ويظهر عادة بعد الشهر الرابع من الحمل ، ومايقرب من ربع المصريين البالغين معرضون للإصابة بمضاعفات مرض السكر، فهو يحتل المرتبة الثانية بعد ارتفاع ضغط الدم، ويصيب 415 مليون شخص فى العالم، ومن المتوقع ارتفاع العدد ل650 مليونا فى 2040. قدم الدكتور أحمد عبد الرحمن أستاذ أمراض الباطنة بعض النصائح للوقاية من السكر وضغط الدم. -الامتناع عن تناول الأطعمة السكرية والخبز والنشويات والأطعمة الخارجية التى يوجد بها مواد حافظة. -التقليل من تناول البطاطس المقلية لمنع زيادة الوزن عند الأطفال. -على الكبار الإلتزام بالسعرات الحرارية المحددة للجنسين فى الوجبات الثلاثة، للرجال 2200 سعر حرارى والسيدات 1800 سعر حرارى فى اليوم. -تناول الخضراوات من العائلة الصليبية (البروكلى والقرنبيط)، لإحتوائها على فيتامين "أ" و"ج" و"ه". -تناول الفواكه الغنية بالمعادن والفيتامينات خاصة فيتامين "ج" ومضادات الأكسدة مثل الكيوى والجوافة، والموز والفراولة والمشمش، لإحتوائهم على البوتاسيوم. -تناول السالمون والماكريل لإحتوائهم على السيلينيوم والأوميجا-3. -تناول المسلوق والمشوى والإبتعاد عن الدهون فى الطهى. -الاعتدال أو التقليل من الكافيين في المشروبات. -تناول الشاى الأخضر الغنى بالمركبات المضادة للأكسدة لزيادة مناعة مرضى السكر. -ممارسة الرياضة بشكل منتظم. -يجب الحذر من استخدام الملح في الطعام والتقليل منه إلى أقصى حد.