فى مفاجأة من العيار الثقيل تسجل جريدة الأخبار المسائي انفرادا جديدا لها بنشر أحدث و أخطر الأبحاث الأثرية التى تتناول حقبة تاريخية كانت و ستظل دائما محط جدل و أسرار على مدار التاريخ لما تتمتع به من أحداث جسام ترتبط بالعقيدة اليهودية و بالمصرى القديم و بالقصة التى استحوذت على النصيب الأكبر من القصص القرآنى كادت تقارب نصف القرآن .. و ذلك لما حوته من ألغاز و أسرار و أحداث مازلنا نحاول فك طلاسمها .. و هذا البحث يتعرض لجزء هام و محورى لفترة معيشة اليهود على أرض مصر الفرعونية و يميط اللثام عن سر خطير يسغير مجريات الأفكار و الأبحاث و يفتح الباب على مصرعيه من جديد لإعادة ترتيب الأوراق البحثية من جديد .. حيث طرح البحث سؤالاً هاما متمحورا حول أين ذهبت مومياء فرعون موسي التى و لابد لها حسب النص القرآنى أن تكون ظاهرة و معروفة للناس على مر الزمان حتى تتحقق الآية القرآنية " فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ لِتَكُونَ لِمَنْ خَلْفَكَ آيَةً وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ عَنْ آيَاتِنَا لَغَافِلُونَ (92) ( يونس ) و من هذه الآية الكريمة فلابد لمومياء فرعون موسي أن تكون معلومة للجميع حتى تصير آية لمن خلفه .. و لكن الذى حدث أنها ظلت مجهولة و غير معلومة و كأنها اختفت بفعل فاعل أو بتعتيم متعمد وهو ما يعد مخالفة و تكذيبا للآية الشريفة .. و من هذه النقطة انطلق البحث ليكشف الأسرار و يحطم الأسوار التى تم فرضها على تلك القضية ليخرج لنا باكتشافات هامة و مثيرة حول حقيقة وجود مومياء فرعون موسي بالمتحف المصرى من عدمه و التى تم الكشف عنها بالطريقة الخاصة و البدائية التى تم تحنيطها بها .. و فى السطور التالية يتحدث معنا الدكتور سعيد ثابت رئيس جمعية محبى الاثار و السياحة بجامعة القاهرة و التى قامت بالبحث العلمي المثير حيث يقول : قامت جمعية محبي الاثار بطب القاهرة بعمل بحث عن بداية التحنيط وأنواعه والسبب الذى من أجله قام المصرى القديم باجراء هذه الطريقة للحفاظ على أبدان وأجساد ملوك مصر وبعض رجال الدولة الكبار. بالإضافة لذلك فقد شمل هذا البحث أيضا دراسة علاقة هذا التحنيط ببعض الأحداث العقائدية السماوية، ودراسة بعض الأجساد المحنطة التى أمكن الوصول إليها بالمتاحف المصرية ومتاحف خارج مصر وتقارير مدونة عن مومياوات أخرى لم تتواجد بتلك المتاحف. وقد ثبت من هذا الفحص وتلك الدراسة أن التحنيط كان يتكون من ثلاثة أنواع رئيسية كانت هى كما يلى: التحنيط التلقائى: وهو من الطرق النادرة نسبيا و حنط به كثير من رجال الدولة الكبار وبعض العامة من المصريين وبعض الملوك أيضا. وفى هذا النوع من التحنيط يتم عمل المقابر بأماكن من أرض مصر تتميزبجفاف أرضها وارتفاع درجة حرارتها فتجف تلك الأبدان وتتحنط تلقائيا. التحنيط الشائع أو المصنع: وهو التحنيط المتداول والمعروف لعامة الناس، وقد حنط به عامة ملوك مصر. عمل هذا النوع من التحنيط بتجفيف أجساد وأبدان الملوك المحنطين بعد إزالة الأحشاء المختلفة والحفاظ عليها بمواد كيماوية خاصة في أواني كانت تعرف باسم أواني الأحشاء ، كما كانت تلك الأبدان تعالج أيضا ببعض مواد كيماوية مماثلة وتملأ الفراغات بأنسجة حشو معينة ثم تغلف الأبدان بأشرطة كتانية معينة وتحفظ في صناديق مومياوات لها نفس شكل صاحب المومياء . تتم عملية التحنيط عادة بهذه الطريقة وبالطرق الأخرى في مدة تبلغ حوالى أربعين يوما. والتحنيط الشائع المصنع يعتبر من العادات والطقوس العقائدية وكان يتم إجراءه بالمعبد الرئيسي للدولة وبواسطة كهنة خصوصيين بهذا المعبد . وكان يحتفظ فى معظم مقابر الملوك المحنطة بهذه الطريقة على بعض حبوب نباتات مستزرعة وغير مستزرعة غالبيتها كالتى استعملت فى تحنيط بدن فرعون موسى الملك "أوزير"، هذا ولم يرد بشأن تلك الحبوب مدونات واضحة أو أكيدة تشير أو توضح سبب احتفاظ هذه المقابر بتلك الحبوب . ويحتفظ المتحف المصرى بالتحرير على كميات ليست قليلة من تلك الحبوب التى كان لابد وأن تدرس بعناية فيما يتعلق بعلاقتها بالتحنيط وسبب تواجدها بمقابر الملوك المحنطة. ورد بالكتب السماوية المقدسة خاصة القران الكريم أن فرعون موسى قد تصدي لدعوة موسي عليه السلام الإيمانية وأنه قد طارد بني إسرائيل ومعهم موسي عليه السلام الذين نجوا بعد أن انشق لهم البحر وسار هناك طريق يبسا خلاله فاجتازه بني إسرائيل و نجوا من فرعون وبطشه . ولما حاول فرعون عبور البحر أيضا من نفس المكان وتتبع بني إسرائيل أمر الحق سبحانه البحر فانطبق عليهم وغرق فرعون وكل جيشه وابتلع البحر كل أجسادهم ولم يلفظ البحر إلا بدن فرعون الذي ورد عنه قرآنيا ما يفيد نجاة بدنه ليكون آيه للناس علي طول الزمان وحتي لا يدعي أحد أنه قد صعد إلي السماء بعد غرقه كإله كما ادعي، فقد ورد عنه : فاليوم ننجيك ببدنك لتكون لمن خلفك آيه وإن كثيرا من الناس عن آيتنا لغافلون ( يونس : 92 ) . وغفلة الناس عن تلك الآية حتى الآن كانت هي السبب في عدم التعرف علي بدن فرعون وعن الآية الملحقة به، وذلك علي الرغم من نجاه هذا البدن من مياه البحر ومن فناء البدن بعد مصرعه غرقا. ونجاة البدن بعد أن لفظه البحر كان لابد وأن يكون بسبب التحنيط الذي أجراه المصري القديم لبدن فرعون وذلك ابتكارا منه أو وحيا ربانيا لرجل من المصريين المؤمنين لفعل هذا الأمر، والرجل الأخير قد يكون هو مؤمن آل فرعون والله تعالي أعلي وأعلم . والإحتمال الثاني هو غالبا الأرجح، وعليه يكون تحنيط بدن فرعون وبقائه دون تحلل أو إضمحلال عبر الزمان وذلك كما يدل عليه النص القرآنى القائل : فاليوم ننجيك ببدنك لتكون لمن خلفك آية،وعليه يكون تحنيط بدن فرعون الذى حكم مصر بالحقبة الزمنية التى بعث فيها سيدنا موسى عليه السلام نبيا كان غالبا وبصفة خاصة قدرا ربانيا وليس صناعة أو ابتكارأ مصريا فقط . أما بقية تحنيط الملوك الذين حكموا مصر بعد الفرعون السابق فقد كان تطويرا مصريا للطريقة التي حنط بها فرعون موسي وذلك طبقا لما أمكن استنتاجه بعد فحص مومياء فرعون موسي والنماذج الخاصة به والمومياوات الأخرى، والله تعالي أعلي وأعلم. التحنيط عامة وتحنيط بدن فرعون والنماذج التي صنعت مشابهة له بصفة خاصة. أن جميع الأبدان المحنطة للملوك وغيرهم من رجال الدولة الكبار كانت محنطة بالطريقة المطورة للطريقة التى حنط بها بدن فرعون موسى والتي تناولناها فيما سبق .هذا وقد شمل هذا التطوير طريقة تجفيف البدن وأنواع لفائف المومياء و أنواع أنسجة الحشو وغير ذلك . ولم يتم العثور إلا علي مومياء واحدة فقط هي التي تم تحنيطها بالطريقة التي دونها المصري القديم واعتبرها طريقة خاصة حنط بها ملك واحد فقط من ملوك مصر الذين ادعوا الألوهية هو "أوزير" ولم يحنط آو يرد ما يثبت تحنيط غير هذا الملك بها، وعليه كان لابد وأن يكون هذا الملك وهذا المسمى لفرعون موسى. وهذه الطريقة هي التحنيط باستزراع بدن الملك أو رجل الدولة بعد موته بمجموعة من الحبوب التي كان أهمها هو القمح، والعدس، والشعير، والحلبة وغير ذلك من الحبوب المعروفة ، وقد تميز هذا التحنيط الإستزراعي بما يلي : اختلاف نوعية الحبوب حسب نوع الجزء المحنط من البدن، فقد أمكن تقسيم البدن إلي رأس وأطراف تشمل الأيدي والأرجل ثم الصدر والبطن والأحشاء . وتحديد مدة الإنبات علي كافة أجزاء البدن بحوالي أسبوع ، ثم تستكمل عملية التحنيط كيميائيا للحفاظ علي البدن المستزرع وزرعه، وبذلك تصل مدة التحنيط إلي أربعين يوما. و تحتفظ العاصمة المصريه بهذا البدن المستزرع بالمعبد الرئيسي لتلك العاصمه في حين تحتفظ عواصم المقاطعات أو المحافظات بنماذج مصنعة لتلك المومياء. وهذه المومياء هي الوحيدة التي أمكن التعرف علي نماذج مصنعة لها دون غيرها من المومياوات . حيث كانت نماذج البدن المستزرع أو المحنط تعتبر نماذجا مقدسة أيضا فاحتفظت بها بعض المقابر للتبرك بها أو لإثبات علاقتها واعترافها بصاحب تلك المومياء. وقد إحتفظ أيضا ولنفس السبب ببعض الحبوب مثل التى استعملت فى تحنيط بدن فرعون موسى والتي غالبا ما يكون البعض منها كان له أصل واقعى لمأ استعمل بالفعل في تحنيط بدن فرعون وذلك بعد استزراعه للحصول علي كميات كافية من تلك الحبوب التى اعتبرها المصرى القديم حبوبا المقدسة. و قد قام المصري القديم بالأشارة ألى بعض تلك المعلومات بصفة خاصة عن هذه الطريقة التحنيطية الأستزراعية وبين بعض التفاصيل العقائدية المرتبطة بهذه الطريقة . وقد ورد عن فرعون وسجل القران الكريم أنه قام فى حياته بتجميع عموم الناس ثم قال : أنا ربكم الأعلي (النازعات: 24)، وكان لابد من عقابه علي ذلك فكان الغرق ثم خروج البدن إلي البر بعد الغرق ثم التحول إلي آيه بعد إجراءات معينة قام المصري بها لهذا البدن وكانت تلك الإجراءات تشمل إجراءات خاصة بالحفاظ علي البدن من الفناء وبقائه كآيه دائمة للناس طبقا للنص القراني الذى أكد أن الآية لعامة وخاصة الناس من بعد فرعون (يونس : 92) وعليه فالآيه كانت تشمل : التحنيط، فقد كان بدن فرعون موسى هو أول بدن تم تحنيطه عامة وتم تحنيطه بطريقة الإستزراع خاصة . بقائه علي الأرض جثة هامدة ومحنطة وذلك بعد أن جمع الناس فى حياته ثم قام بإعلانهم أنه ربهم الأعلي، أي ربهم الذي في السماء كما سبق وتناولنا . واليوم يأتي جميع الناس أيضا ليشهدوا كذب هذا الملك في كل ادعاءاته وقد نمت نباتات الحق سبحانه وتعالي علي بدنه وهي ترتوي من سوائل بدنه المحنط . وعليه وفي إيجاز شديد فالآية هي بقاء بدن فرعون محنطا وبطريقة خاصة دون أي فناء أو هلاك . هذا وقد تم التعرف علي هذا البدن الفرعوني المستزرع ونماذج خاصة به وذلك بقاعة المومياوات بالمتحف المصري للآثار بالتحرير وتم التاكد من نسبه لفرعون موسي مما يلي : أنه كان هو المومياء الوحيدة المحنطة بطريقة استزراع البدن بمجموعة مختلفة من الحبوب. أنه قد تم تحنيطه دون غيره من الملوك بالطريقة السابقة وذلك لتشبع بدنه بالمياه نتيجة لغرقه. أنه هو المومياء الوحيدة التي صنع لها نماذج مشابهة كما سبق وتناولنا . أنه هو المومياء الوحيدة التي كانت تتميز بكبر حجم أعضائها الجسمانية وعملاقية حجمها عامة كما عرف عن فرعون موسى. كان صاحب تلك المومياء هو ملك مؤله كما ورد كذلك عن فرعون موسي . كان هذا هو بعض ما أمكن التوصل إليه من معلومات عن التحنيط وأسراره،وقد شمل تلك المعلومات أول من حنط وسبب تحنيطه وطريقة تحنيطه والتغيرات التي أدخلها المصري القديم علي هذه الطريقة لتحنيط ملوك ورجال دولة أخرين . وكان أهم تلك المعلومات هو علاقة التحنيط بالحفاظ علي مومياء فرعون موسي لتكون أيه للناس عامة وعبر كل الزمان . هذا ويمكن لكل المهتمين بالتاريخ المصري القديم وبالتحنيط عامة وبتحنيط فرعون موسي خاصة مراجعة الأستاذ الدكتور/ سعيد محمد ثابت للحصول علي المعلومات اللازمة ومراجعة المتحف المصري للمزيد من المعلومات .