سأل الشاعر الكبير حافظ ابراهيم سؤالاً فى أحد أبياته الشعرية قائلاً.. يا مصر هل بعد هذا اليأس متسع.. يجرى الرجاء به فى كل مضطرب..؟ ورغم مرور كل هذه السنوات لم تأتيه ولم تأتينا الاجابة حتى الآن.. بل إن اليأس يتسع وتعانى من مشكلات وقضايا ضخمة لا تحتاج الى ثورات ولا الى مظاهرات بل تحتاج الى زلزال »مدمر« يدمر القلوب الميتة، وضاع الموت والتطرف بكل أشكاله وصوره وزلزال لا يترك تجار الجشع والنصب والسرقة والتسلق على أكتاف البشر، بل ويدمر محفوظ عجب وكل أمثاله فى المؤسسات والهيئات الحكومية حتى يأخذ ذوو الكفاءات أماكنهم المناسبة إن روسيا العاتية »وقعت« بمهمة رجال المخابرات الأمريكية وتجنيدهم للقيادات بأن يختاروا أسوأ الناس لتولى المناصب الحكومية والوزارات وغيرها.. ونحن فى مصر كذلك لم يعد لأصحاب الضمائر اليقظة من الأيدى الطاهرة مكاناً فى دنيا النفاق والكذب والغدر والخيانة والمجاملات والمحسوبيات والهدايا والرشاوى نريد زلزالاً يعصف بذوى الضمائر الميتة من ناهبى المال العام ومصاصى قوت الشعب الكادح نريد زلزالاً مصنوعاً من ديكتاتور عادل يعيد الأمور فى نصابها ويجعل من العدل عنواناً ومنهجاً فليس معقولاً ان يتقاضى حامل ليسانس حقوق بإحدى الجهات على 60 ألف جنيه فى الشهر وامه وأبوه فى نفس المكان فيدخل بيتاً واحداً حوالى 250 ألف جنيه شهرياً، بينما باقى البيوت خاوية من طعام العشاء وحامل بكالوريوس تجارة فى احدى الجهات أيضاً يتقاضى أربعين ألف جنيه وزميله لا يجد فرصة عمل.. من لليتامى وللفقراء فى هذا الوطن القاسى بإعلامه »الراقص« على أوجاع ومتاعب الملايين الذين خاصم النوم أعينهم من الهم والغم والنكد.. متى يكون الزلزال على القيم الفاسدة واللغة الهابطة التى انتشرت فى كل مكان.. وأين يجد الشباب القدوة؟ كل ذلك أمراض داخلية فى جسد مريض فضلاً عن الفيروسات القاتلة الخارجية التي تحاول وتنجح وتسرح كيفما تشاء فى الجسد المريض. ان الحقيقة المؤكدة ان الحاكم مهما كانت قدرته وانحيازه لكل المبادئ الجميلة لن يستطيع ان يفعل وحده شيئاً حتى لو كان الفاروق بن الخطاب، لأن سيدنا عمر كان أميراً على رجال طاهرين أمثال الامام على بن ابى طالب اما اى حاكم على مصر.. فهو حاكم على شعب جعل من »الشاى« رشوة لمن يقضى مصالحه، ومن »الهدية« مأرباً »لكسر« عين المسئول.. وإذا أردت ان تنجز فعليك بالونجز.. شعب يستهلك.. وأرحام تدفع وأرض تبلع وما بينهما الدفع والبلع مشاكل تستعصى على الحل.. كان الله فى عون كل مسئول شريف يتعين عمله ولا ينام من أجل الوطن.