علي مدي يومين احتضنت شرم الشيخ مدينة السحر والجمال والسلام منتدي إفريقيا 2016 الذي تنظمه مصر ويشارك فيه رؤساء ووزراء واقتصاديون من جميع أرجاء القارة السمراء.. اجتمع رجال المال والاقتصاد والسياسة حول مائدة الحوار يبحثون سبل مواجهة المشاكل التي تواجه القارة وكيفية إزالة العقبات والحواجز التي تمنع سوقاً إفريقية موحدة علي غرار السوق الأوروبية المشتركة التي خلقت مجتمع أوروبياً متناسباً فرض كلمته علي العالم وتحكم في الاقتصاد العالمي. الرئيس عبدالفتاح السيسي نجح عقب توليه المسئولية أن يعيد مصر إلي إفريقيا بعد سنوات طويلة من الجفاء وأن يعيد إفريقيا إلي قلب مصر النابض. شعرت بارتياح وأنا استمع إلي كلمات الزعماء والكبراء الأفارقة خلال حضوري جلسات المنتدي وتأكدت من تعليقاتهم أنهم يحملون لمصر حبا لا ينتهي بالتقادم.. تحدثت معي خبيرة اقتصادية من جنوب إفريقيا وأكدت لي أنها تعشق مصر وتحرص علي زيارتها بشكل مستمر وأنها ورثت حب مصر من والدها الذي يحتفظ بصورة للرئيس الراحل جمال عبدالناصر الذي اقام علاقات متميزة مع زعماء وشعوب القارة الإفريقية وأكدت في حوارها لي أنها تري في الرئيس السيسي امتدادا للرئيس الراحل جمال عبدالناصر. قالت إن السيسي بدأ عهده بمد جسور التواصل مع زعماء إفريقيا عبر مشروعات اقتصادية وتنمية علاقات سياسية وشعبية.. وأكدت أن إفريقيا محط أنظار العالم وتحولت في السنوات الأخيرة من قارة ظلماء إلي أرض للمستقبل لتصبح محط أنظار العالم لكن تظل هناك بعض المشاكل التي تحتاج إلي حلول علي رأسها الكهرباء والطاقة وسوء التغذية.. قالت لي الخبيرة الإفريقية إن القارة السمراء اصبحت الآن مقصد الاستثمارات العالمية وان حجم الاستثمارات المتوقعة حتي عام 2025 يبلغ أربعة تريليون دولار لتنمية الدول واستقرار الشعوب. نعم مصر عادت لتتبوأ مكانتها الإفريقية في إطار علاقات متوازنة قائمة علي الاحترام المتبادل وبلغ حجم استثمارات مصر في القارة الإفريقية 8 مليارات دولار وبدأت الشركة المصرية في اقامة مشاريع تربط دول القارة علي رأسها الطريق البري بين القاهرة وكيبتاون والطريق البحري حتي بحيرة فيكتوريا.. لقاءات الرئيس الثنائية كان من نتيجتها قيام البنك الإفريقي للتنمية لمنح مصر 1.5 مليار دولار للمساهمة في تمويل مشروع العاصمة الإدارية التي تتكلف 45 مليار دولار. أتمني أن ينتهز رجال الأعمال المصريين هذه الفرصة للاستثمار في إفريقيا في جميع المجالات لأن إفريقيا يمكن أن تكون سلة غلال العالم، ان نجاح المؤتمر في شرم الشيخ يعد مثابة رسالة للعالم بأن مصر واحة الأمن والأمان رغم محاولات الآلة الإعلامية الإخوانية التي تبث سمومها لإقناع العالم بعكس الحقيقة.