لا شك أن التعليم عماد أى وطن يريد أن ينهض سياسياً واقتصادياً واجتماعياً حيث تخصص البلدان الناجحة ميزانيات ضخمة للتعليم والبحث العلمى فى شتى مناحيه ومراحله المتدرجة، بل قد يصل الأمر فى كثير من الأحيان لدى بعض الدول المؤمنة بأن نجاحها حتما يبدأ من القراءة والكتابة وينتهى بإنتاج جيل مبتكر ومخترع ومثقف وواع كل فى تخصصه. إلا أن ما يحدث فى مصرنا الغالية يجعلنا نأسف على حال التعليم وما وصل إليه، إذ إن كوارث المسئولين فيه وعليه لا تنتهى ولعل أغربها وأبشعها ما يحدث فى أوقات الامتحانات التى من المفترض أن تكون على أفضل حال نظرا لكثرة الترتيبات المعدة لها، ولكن ما حدث ويحدث كان عكس المتوقع، ففى سقطة لم نشهدها فى أى بلد من قبل من التسيب والإهمال واللامبالاة تم توزيع أوراق الاجابة على الطلاب بدلا من الأسئلة فى مادة الانجليزى بإحدى المناطق ثم تلاحظ للمراقبين بأن ما بيد الطلاب إجابة المادة لا أسئلتها وقاموا بجمع الأوراق مرة أخرى ، وتوزيع نفس الأسئلة على الطلاب واستؤنف الامتحان وذلك بمدرسة للغات بمنطقة تعليمية بالقاهرة من جراء أفعال المغيبين، ولم تهدأ الأحداث بعد حتى فوجئنا بكارثة أخرى لتلحق بسابقتها، حيث جاء بورقة الامتحان سؤال فى القرآن الكريم عن سورة القلم، وذكر واضع السؤال آيات منها طالبا من التلميذ إكمال السورة من سورة «نوح» ولا نعرف العلاقة حتى وإن كانت السورة المذكورة بالورقة أتت قبل السورة المطلوب الإجابة عنها فكيف يعرف هذا التلميذ أن «القلم» تعقبها سورة نوح وتم اكتشاف الأمر وذلك بمادة التربية الإسلامية للصف السادس الابتدائى بإحدى مناطق القاهرة التعليمية، ولم تنته الكوارث فقد تم أيضا توزيع أسئلة الحاسب الآلى بالعبور للصف الأول الإعدادى بدلا من الصف الثانى وتم اكتشاف الأمر وأعيد جمع الأوراق وتسليم الطلاب الأسئلة الخاصة بهم، وسمعنا عن حالات للتحقيق والتدقيق، ولكن ياسيادة الوزير ألا يستحق أن تحقق أولا فيمن يتم اختيارهم لوضع رسم مستقبل شباب الوطن صغيراً وكبيراً وأن تدقق جيدا عند اختيار مسئوليك للمناطق ولواضعى الامتحانات، إن المسئولية كبيرة وتحتاج من أجهزة الدولة التكاتف حتى نجنى ثمار التقدم وأتمنى أن يكون قريبا.