صفية السيد : بعض المناطق العربية لاتهتم بقضايا كبار السن تغريد شمس الدين : البعد عن تعاليم الدين والخوف على الميراث سبب رئيسى فى رفض الأولاد للفكرة كتبت :أمل أيوب طلبت منى إحدى صديقاتى أن أنشر عن معاناة المسنين وحجود الأبناء وانانيتهم فى كثير من الأحيان مما يؤدى إلى وحدة الآباء فى سن الضعف الانسانى وبعد أداء رسالتهم السامية واتجاه الأبناء لتكوين أسر صغيرة ، وشق طريقهم بعيدا عن الآباء ،هى من الموضوعات التى أهتم بها .. وفى الحقيقة أن الدكتورة الراحلة سوسن عثمان ( المرحومة بإذن الله ) رئيس جمعية تدعيم الأسرة ونائب رئيس منظمة الأسرة العربية وعميد معهد الخدمة الاجتماعية سابقا بحثت وبعمق الحالة الاجتماعية للمسنين ، وكانت من أوائل الذين تبنوا فكرة وتطبيق زواج المسنين أو مايسمى ب "زواج الونس " بل هى كانت رعاية للفكرة من البداية فى محاولة منها للقضاء على الوحدة القاتلة للمسنين بعد ترك الابناء لهم ، ونجحت تجربة زواج المسنين فى نسبة قليلة من الحالات وفشلت فى كثير منها قبل أن تأخذ الفكرة حيز التنفيذ أو التطبيق بالنسبة للمسن ،وتلخصت الأسباب فى تصدى الأبناء بكل قوة للفكرة أما خوفا على الميراث أو بزعم أن مثل هذه الزيجات تؤثر على سمعتهم بين اقارب ازواجهم أو زوجاتهم وكذا بين اصدقاءهم ، كما تعنت بعض الأبناء فى رفض فكرة إقامة الأباء فى دور المسنين لذات الأسباب الواهية . والحقيقة أن فكرة زواج المؤانسة للمسنين جديرة بالحفاوة والاحترام ،لأن فقدان شريك الحياة قد يعصف بالزوج أو الزوجة, بعد خلو البيت من الدفء والصحبة, واستقرار الأبناء فى حياة جديدة بعيداً عن بيت الأسرة, مما يؤدى إلى فقدان المسن الرغبة فى الحياة بعد أن تهاجمه الأمراض وتفترسه الهواجس وسط جدران باردة وحياة فقدت بهجتها ولذتها ولا تساوى فى عين بعض المسنين شيئا ، وتصبح الوحدة وأمراض الشيخوخة والفراغ هي أصدقاء المسن أو المسنة , وفى المقابل يقف الأبناء والمجتمع في كثير من الأحيان بكل أسلحتهم حائلا ضد إتمام هذا الزواج .. وفى بعض الأحيان تسيطر غيرة الأبناء على زواج الأم بشكل خاص من منطلق أنهم يرفضون أن يشارك حياتها أحدا غير والدهم حتى بعد وفاته ! . ويظل الهاجس الذى يسيطر على تفكيرالمسن ويزادد يوما بعد يوما الايموت وحيدا ولايسمع به أحد الا بالصدفة ! .. وأتذكرموقف لأحد الرجال المسنين توفى منذ سنوات ،شغل أولادة مواقع مرموقة خارج وداخل الوطن ولكنهم رفضوا جميعا أن يقيم والدهم فى دار المسنين وتخيلوا أن السيدة التى تأتى له كل أسبوع لتنظيف البيت وتطبخ الطعام كافية ،كما أنهم رفضوا فكرة زواج والدهم من أمرأة مسنة لذات الأسباب السابقة ، وهددوا والدهم بعدم السؤال عنه ومنع الأحفاد من زيارته ، اذا أقبل على تنفيذ هذه الفكرة المجنونة من وجهة نظرهم ،على الرغم من أن والدهم كان تخطى السبعين من عمرة و أعلن عن رغبته فى الزواج حيث كانت فكرة الموت وحيدا تسيطر عليه وتؤرقه ، وحدد مواصفات الزوجة بأن تكون مسنة وتستطيع أن تقوم بمهام البيت وتكون قارئة للقرآن ، وحدث فيما بعد ما كان يخشاة الأب المسن وتوفى وحيدا فى بيته و "الخادمة ابلغت أبناءة بوفاته عندما جاءت فى موعدها الأسبوعى ! وصفت تغريد شمس الدين المحامية بالنقض وعضو رابطة المرأة العربية ورئيسة جمعيتى رعاية الأسرة والتحرر الأقتصادى موقف الاولاد ب "الانانية " وقالت فى تصريح ل صفحة " منظمات " ربما من باب الغيرة أو الخوف على الميراث يقف الأبناء حجر عثرة أمام إتمام هذا الزواج.. وأضافت مستنكرة الاولاد تبعدهم حياتهم عن متابعة أحوال الوالدين وفى نفس الوقت يقفون حائلا أمام راحة الوالدين ،لذلك وصى الله سبحانة وتعالى فى القرآن الكريم الأبناء وليس الآباء ، وقالت يلجأ الرجل المسن للزواج تنفيذا لرغبته فى وجود شخص يعاونه فى شئون حياته يكون معه طوال الوقت يشعر به ويسمع شكواه ، وأكدت أن الميراث فى كثير من الأحيان سبب رئيسى وراء رفض الأولاد زواج والدهم أو والدتهم مرة آخرى ، وأضافت شمس الدين أن قائلة أن البعد عن الدين السمح وغياب صورة "الكبير " فى العائلات المصرية أدى لتفاقم المشاكل الأسرية بين الكبار والصغار على حد سواء ، وزيادة المشاكل الاجتماعية بصفة عامة ، وانتقدت رئيسة جمعيتى الرعاية الاجتماعية والتحرر الاقتصادى الإعلام المصرية لتجاهلة مناقشة القضايا الاجتماعية الجادة وتوعية المجتمع بتعاليم الدين السمح فى بر الوالدين وحقوق الجار ، وقالت : الإعلام عندنا سمك لبن تمر هندى والكذب ماركة مسجلة عند البعض منهم ، وتابعت لو تعاملنا بما أمرنا الله لن نسمع ولا نقرأ مطلقا عن مسن مات وحيدا وعلَم جيرانة الخبر بالصدفة بعد موته بأيام وحيدا وانتشار روائح كريهة ! وفى ذات السياق قالت صفية أحمد السيد أمينة المرأة فى الاتحاد العام للمتقاعدين المصريين وعضو الأمانة العامة فى الاتحاد العام للمتقاعدين العرب فى تصريح ل "صفحة منظمات " أن أوضاع المسنين لا يهتم بها أحد, لا الحكومات ولا مؤسسات المجتمع المدني, ولا الأبناء أنفسهم, الذين جرفتهم دوامة الحياة بعيداً وانشغلوا بالمستقبل وطموحات بلا حدود ، وأضافت : وإلى الآن عدد قليل من البلدان التي تتعامل بإنسانية مع المسنين باعتبارهم جزءاً من المجتمع يمكن الإفادة منه, ولهم الحق في الاستمتاع بمختلف مباهج الحياة وفي حدود علمي, فإن كندا واحدة من تلك البلدان.وتابعت قائلة بل أن البعض وصف المسنين الذين يفكرون فى الزواج وخاصة المرأة ب "بالخرف" نظرا لأن فكرة الزواج فى نظرهم مقتصرة على الإنجاب ، ولايعترف البعض أن هناك أسباب آخرى للزواج فى سن معينة مقتصرة على الصحبة والونس والرغبة في الشعور بأهميته لدى الآخرين واحتياجهم له، وأنه ( زواج الونس ) عبارة عن روشتة علاج للاستمرار في الحياة, وليس نوعاً من الترف أو السفه أو الخرف ،وترى صفية أحمد السيد أن أسباب المرأة تختلف عن مبررات الرجل في البحث عن شريك لاستكمال مسيرة الحياة وذلك بعد أداء رسالتهم السامية وليس على حساب زوجة أخرى على قيد الحياة وأطفال صغار , واستطردت قائلة فالمرأة يدفعها الاحتياج للشعور بالأمان والحماية, بينما يبحث الرجل عن الونس والصحبة ولغة الحوار, ويحتاج غالباً لمن يدبر شئونه الحياتية ويلبي احتياجاته من طعام وشراب, وأشارت إلى أن كلا من الرجل والمرأة يتفق في دافع واحد, هو الرغبة في الاطمئنان إلى أن هناك شريكاً يعيش معه, تحت سقف واحد, ينقذه إذا ما تعرض لأزمة صحية مؤكدة أن الخوف من الوفاة أثناء النوم هاجس يسيطر على كل من يعيش وحيداً, وقالت : هذه المشاعر تزداد في السن المتقدمة, خشية أن يموت الشخص دون أن يشعر به أحد. وقالت إن فكرة " زواج المؤانسة " للمسنين مثالية وجديرة بالحفاوة ولابد من الأخذ بها على محمل الجد,على الرغم من صعوبة التنفيذ لدى بعض العائلات فى بعض الأحيان ،لافتة أن بعض المناطق فى المجتمع العربي أصبحت مستعدةً لقبول فكر