أنهت مفوضة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي كاترين آشتون المؤتمر الصحفي المشترك الذي عقد بالجامعة العربية مع الدكتور نبيل العربي الأمين العام للجامعة ووزير الخارجية اللبناني عدنان منصور رئيس الدورة الحالية لمجلس الجامعة بصورة تتنافى مع تقاليد المؤتمرات الصحفية. فبعد أن حاصر الصحفيون آشتون بالأسئلة التي دار معظمها حول الموقف الأوروبي من القصف الإسرائيلي لمصنع اليرموك السوداني، ومقاطعة أشتون اليوم لافتتاح معرض الصور الذي يجسد مأساة الفلسطينيين تحت الاحتلال بالجامعة العربية اضطرت آشتون لإنهاء المؤتمر بصورة بدت عصبية وغير مألوفة قائلة شكرا لكم. ووفقا لتقاليد هذه المؤتمرات كان يفترض أن يكون إنهاء المؤتمر الصحفي من جانب الأمين العام للجامعة أو وزير خارجية لبنان باعتبار أن الجانب العربي هو المستضيف للمؤتمر، إلا أن آشتون كسرت القاعدة. كانت آشتون ردت على سؤال حول عدم حضورها للمعرض الفلسطيني.. قائلة "لن أعلق على مسألة المعرض لأنني لم أشاهده". ووجه الدكتور نبيل العربي الأمين العام للجامعة العربية الشكر إلى الاتحاد الأوروبي على المساعدات التي يقدمها للدول العربية والتعاون الذي أبداه في غرفة الأزمات .. مشيرا إلى أهمية لقاء الوزراء العرب والأوروبيين نظرا للتاريخ المشترك بين المنطقتين، وأضاف "لقد بحثنا العديد من القضايا بحرية تامة، وكثير من الأمور كنا متقفين عليها". وقال إن الاتحاد الأوروبي منذ نهاية الاتحاد الأوروبي يمثل توازنا في العلاقات الدولية، ويهتم بالتنمية والسلام في العالم. وحول موقف الاتحاد الأوروبي من التوجه الفلسطيني للأمم المتحدة للحصول على وضع دولة غير عضو، قال العربي إن الدول العربية تعتمد كثيرا على مواقف الدول الأوروبية في القضية الفلسطينية، والاتحاد الأوروبي يقدم مساعدات عديدة للفلسطينيين، وبالنسبة لحصول فلسطين على وضع دولة غير عضو فإن الاتحاد الأوروبي يؤيد ذلك. وردا على سؤال حول عدم تطرق الجامعة العربية للانتهاكات التي يتعرض لها الشعب البحريني، قال العربي "لقد زرت مملكة البحرين والتقت الملك حمد بن خليفة وتحدثت بكل وضوح وهناك لجنة لإنشاء محكمة حقوق إنسان عربية يستطيع أي مواطن عربي أن يشكو حكومته فيها". وتابع "ليس من المفروض التدخل في أمور لم يطلب فيها التدخل، إلا إذا كان هناك أمر يستلزم ذلك". وحول ضعف رد الفعل العربي إزاء قصف إسرائيل مصنع اليرموك، قال العربي "لابد أن نكون واقعيين، وأيهما أهم ضرب مصنع اليرموك أم ضرب أمة كاملة في فلسطين، واستخدام القوة في العالم محرم دوليا، ومجلس الأمن هو المناط به التعامل مع الأمر ولكن لسنا نعيش في المدينة الفاضلة". من جانبه، قال وزير الخارجية عدنان منصور وزير الخارجية اللبناني رئيس الجانب العربي في المؤتمر الوزاري العربي الأوروبي إن اجتماع اليوم عقد في ظل تطورات عالمية وعربية سياسية واقتصادية، والموضوعات التي بحثت كانت متنوعة، وأهمها التواصل والحوار السياسي وعقد اجتماعات دورية بين الجانبين على كافة المستويات. وأكد أن الجانبين اتفقا على أهمية الالتزام بتعزيز وحماية حقوق الإنسان وإدانة كل أشكال التحريض وتفعيل عملية السلام من أجل التوصل لسلام عادل وشامل وفقا لقرارات الدولية. وردا على سؤال حول عدم مشاركتها في افتتاح معرض عن معاناة الشعب الفلسطيني وموقف الاتحاد الأوروبي من التوجه الفلسطيني للأمم المتحدة، قالت آشتون "لن أعلق على مسألة المعرض لأنني لم أشاهده، أما بالنسبة لتوجه فلسطين للأمم المتحدة فإن الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي سوف يجتمعون لبحث أمور عديدة منها عملية السلام، وما يمكن أن يقوم به الفلسطينيون في ذلك الأمر، وسوف نبني مواقفنا بناء على هذا الاجتماع، ولكننا نؤيد حل الدولتين". ثم غادرت آشتون القاعة فجأة، بعد أن بدا أنها استاءت من هذه الأسئلة وسط دهشة الحاضرين.