نبض الشارع: ليس أمامنا سوي ماسبيرو لإعادة هيكلة دماغ المصريين! في مجتمع انقرض فيه القارئ ليس أمامنا سوي التليفزيون لإعادة هيكلة الدماغ المصري.. إنه كتاب العصر! هل يغادر أسامة الشيخ ماسبيرو الي البيت بيتك.. ؟.. الهمس الذي يتردد في دهاليز اتحاد الاذاعة والتليفزيون يقول ان عمدة ماسبيرو تلقي من قناة البيت بيتك عرضا ب3,5مليون جنيه سنويا.. عرض مغر يصعب علي الكثيرين رفضه.. ومع ذلك اسرع الشيخ في تصريحات صحفية قاطعة بنفي امكانية تخليه عن عمودية ماسبيرو .. حين قال: مهما كانت المغريات والتحديات، أنا أعتبر وجودي في منصبي، تعبيرا عن دور وطني وأنا لست علي استعداد أن أرحل عن مبني التليفزيون في هذا الوقت الحساس قبل أن نستكمل خطط التطوير التي بدأناها منذ فترة. وفي مجتمع.. اختزل.. بل زيف الانتماء الوطني وأصبح مجرد علم نلوح به في ماتش كورة .. يبدو الحديث عن الوطنية خارج الملاعب أمرا فريدا وربما يتسم بالسذاجة أو متاجرة بالشعارات!.. لكن أسامة الشيخ ليس بساذج ولايتاجر بالشعارات.. هو يعني تماما ما يقول.. والجهد الذي يبذله للارتقاء بالمنظومة الاعلامية ليس لأنه فقط موظف مخلص.. بل الأهم لأنه مصري منتم.. علي طريقة أبطال أكتوبر 73 وليس علي طريقة التراسات الكورة ولإيماني بأن هذا الرجل وطني قلبا وقالبا.. مهجوس بقضية الارتقاء بالاعلام المصري.. أوجه له رسالتي تلك من قلب مصري مثله.. يعيش رعب المخاطر التي تهددنا عبر سلفية تسعي الي سحبنا من حواضر القرن الحادي والعشرين لتلقي بنا في غياهب جاهلية صحاري الربع الخالي.. ودين هؤلاء السلفيين سيدي مجرد صيحة نذير هبطت من السماء علي الرجال كي لايقعوا في حبائل النساء! وصرخة تحذير للمرأة أن تكف عن غواية الرجل..! أحدهم.. داعية تليفزيوني شهير للغاية لديه شريط كاسيت حصلت شقيقتي علي نسخة منه .. وبعد أن أنصتت اليه هاتفتني في فزع : هل هذا مصيرنا يوم القيامة.. أن نعلق من شعورنا ونرجم ونشوي! هل يكره هذا الشيخ النساء ؟ لديه اربع زوجات يستمتع بهن علي سنة الله ورسوله.. احداهن صبية من قريتنا وما كانت قد تجاوزت الثامنة عشر.. أي أخدود من أربعة عقود تفصلها عنه.. فما المتعة التي يجدها رجل مع شريكة تحت سقف الزوجية منشطرة عنه بأربعين عاما سوي متعة الجنس..! .. وأين الانسجام الفكري وأين التناغم الروحي..! لاشيء من هذه الأمور في مخيلتهم.. لهذا يتزوجون ثلاثا وأربعا.. وصبايا.. فان شخن ببلوغ الثلاثين أوالأربعين! فهو التسريح الجميل أو الابقاء علي ذمتهم يأكلن ويشربن ويرتدين من الثياب والنقاب أغلاها.. فليست لدي هؤلاء المشايخ مشكلة مادية.. انهم من أكبر تجار الأشرطة والسيديهات في عالمنا العربي.. ولو دخل أي شيخ منهم مسابقة الأسطوانة البلاتينية لاكتسح عمرو دياب وتامر حسني ونانسي وهيفاء.. وبالطبع غير الدعم البترودولار الذين يتلقونه من شرق البحر الأحمر! وبسبب الأخيرة تلك أخشي ان يكون الأمر مرتبا..! هل قرأت سيدي كتاب " من يدفع أجر الزمار "؟.. مؤلفته البريطانية مارجريت ساندوز .. تفضح فيه دورالمخابرات الغربية التي نجحت بالمال في استقطاب مثقفين حول العالم ليروجوا لفكر مناوئ للشمولية السوفيتية.. وعنوان الكتاب مأخوذ من مثل بريطاني : من يدفع أجر الزمار يعزف له ما يريد من ألحان..! وهذا حال ما يسمي ببعض القنوات الدينية.. تمويلها من شرق البحر الأحمر.. وتدفع بسخاء لبعض مشايخنا فيعزفون ما يريد الممول من فتاوي وآراء مخربة.. ودعني سيدي أحكي لك بعضا من تداعيات الخراب الفكري الذي يتعرض له الدماغ المصري بسبب هؤلاء.. "طالبة في كلية الحقوق ".. أعرفها جيدا.. طلقت بعد عقد قرانها بساعات لأنها مدت يدها وسلمت علي شاب.. هذا الشاب شقيق العريس..! ورغم انها كانت ترتدي قفازا ويختبيء وجهها تحت النقاب الا أن ذكرها رأي في سلامها علي رجل غريب سلوكا مشينا فصب غضبه عليها وعلي اهلها لينتهي الأمر بالانفصال.. وأخري - أيضا أعرف أهلها - تواعدت مع خطيبها لشراء بعض لوازم الفرح.. وقد تلاشت من شعر رأسها الي أخمص قدميها داخل خيمة سوداء طبقا لأوامره.. لكنه اكتشف فجأة وهو يعاينها أنها فاسقة.. لأن المعصم الذي ترتديه في ذراعيها لونه أبيض مما يجعلها مثار فتنة.. وانتهي الأمر بمشاجرة في الشارع.. وهي أيضا خريجة كلية التجارة.. أي أمضت في صفوف الدراسة 16 سنة..! ولم ينته الأمر الا بوعد قاطع منها ومن أهلها أن هذا السلوك "الفاجر" لن يتكرر..! هذا يحدث في بلد كان عقل المرأة تماما مثل عقل الرجل مصدر اشعاع لحضارتها عبرالاف السنين.. ويكفي ان أول امرأة في التاريخ حصلت علي وسام عسكري كانت في مصر الفرعونية.. المرأة في مصر القديمة كانت تجوب الوادي بملابسها العادية والتي نراها علي جدران المعابد .. ولم يقل لنا التاريخ أن تلك الملابس كانت سببا في انتشار الرزيلة.. فما عرفت مصر الفرعونية الرزيلة.. لأن العلاقة بين المرأة والرجل ما كانت الا جزئية من جزئيات الحياة.. اطلاق طاقاتهم الفكرية والابداعية كان هاجسهم الأكبر.. لهذا بنوا اعظم حضارة في التاريخ.. اما نحن لو تركنا امورنا هكذا.. فسوف يكون انجازنا خيمة وبداخلها ذكر وأربع نساء وفي مرحلة لاحقة ربما عشرات النساء حين يشعر الذكر بأن اربعا لاتكفي مع ظهور الفياجرا.. ولابد من ضخ الحياة مجددا في " ما ملكت ايمانهم "!! وهل تلك السلفية المهلكة هي الخطر الوحيد الذي يتهددنا..! جاري.. المفتش السابق في الوكالة الدولية للطاقة النووية قدم استقالته من الوكالة .. وعاد الي مصر بطموح آخر غير طموحه النووي.. نشر زراعة النباتات الطبية لسد مسام الجسد المصري امام الفيروسات الخطيرة.. أسس شركة تدير حوالي 400 فدان.. وبدأ يبحث عن عمالة وكان يظن أن الأمر سهل في مجتمع يعاني من البطالة.. والمطلوب شباب بشهادات متوسطة يجري تدريبهم علي العمل في المزرعة بمرتب مبدأي 600 جنيه.. وعاني الرجل ومازال من صعوبات في هذا الشأن.. لماذا ؟ سألته في دهشة.. فقال : لأن شبابنا يستسهل ..! تدريب وزراعة.. امور في حاجة الي صبر وجهد..! ألهذا انتشر التسول..! "حرفة " سهلة.. تدر آلاف الجنيهات شهريا.. وأكثر من مرة عرضت علي بعض من يطرقون بابي عملا.. لكنهم يرفضون.. صبي حدد ما يريده.. جنيه ليشتري طعام الغداء.. قلت له نظف السيارة وسأعطيك اضعاف ما طلبت.. رفض.. امرأة شابة سألت زوجتي المساعدة.. طلبت منها زوجتي ان تنظف الشقة وسوف تمنحها مبلغا كبيرا .. اختفت! وثقافة القبح التي تفشت بيننا.. ألا تري عمارات وسط البلد.. درة القاهرة.. هذه العمارات تضم مكاتب محامين ومهندسين وشركات تصدير واستيراد وعيادات أطباء.. نخبة مصر.. و دخل بعضهم آلاف الجنيهات يوميا.. ومع ذلك انظر الي العمارة .. دا مقفل بلكونته ودا شايل الشبابيك ودا عامل لون أحمر والتاني لون بمبي.. فرح العمدة يعني.. .وفيه عمارات لونها واحد.. لون الموت.. الجدران باهتة وجربانة وما حدش من المليونيرات المقيمين بها - بايجار قديم 10جنيهات في الشهر - فكر يديها شوية بوية..! ويقينا قرأت هذا.. أننا نفقد في حوادث الطرق أكثر مما فقدناه في جبهات القتال خلال حروبنا مع اسرائيل! حمقي يمارسون بالميكروباصات رقصة الموت.. ومساطيل البانجو خلف عجلات القيادة في التريلات.. والبيه الصغير بدلا من أن يأتي له ابوه ببزازة اشتري له سيارة..! ويقينا أيضا نتابع تقارير منظمة الشفافية العالمية.. ترتيبنا في منظومة الدول الفسدانة 114..!ان كانت دواخلنا متخمة بكل هذا الاحساس بالانتماء الوطني كما نلمسه في ماتشات الكورة.. فمن أين ينضح كل هذا الفساد!! وكلها سيدي افرازات دماغ تم تجريف طبقتي التفكير والتذوق به. وما أكثر الكتب التي تصدر عن اختلالات الدماغ المصري.. لذا ليس أمامنا الآن سوي التليفزيون.. انه كتاب العصر الذي يتحمل مسئولية اعادة ضخ الدماغ المصري بثقافة تعلي من شأن الوجدان.. و تحتفي بالعقل.. وتستفز ملكة الطموح.. وتزهو بالجمال وتمجد الطهارة وتسمو بالشفافية وتكرس التسامح الديني وترسخ العدالة وتبجل الحرية.. وأشد ما اخشاه ياسيدي ان يقودنا التنافس مع القنوات الخاصة الي السعي نحو جذب المشاهد بأي ثمن.. وكما نري.. جذب المشاهد هو غايتهم.. ولاشيء بعد ذلك.. الأمر يختلف في ماسبيرو نعم.. جذب المشاهد هدف نحو غاية أسمي تتعلق بالأمن القومي المصري.. حماية دماغ المصريين.. وكما قلت في رسالة سابقة لمعالي الوزير أنس الفقي أن أداء تلك الرسالة ليس في حاجة الي برامج أكاديمية وضيوف ينظرون بما لايفهمه الناس عن رولان بارت وجاك دريدا ونعوم تشومسكي.. بل عبر كل المواد التي تبث.. ترفيهية ومنوعات ودراما.. كل المواد الاعلامية قابلة كما تعلمون سيدي لأن توظف جيدا دون اخلال ببنيتها الفنية لبث قيم التنوير في الدماغ المصري بما يساهم في تحديثه.. فهل رسالة سامية مثل هذه جلية أمام أهل ماسبيرو.. من مذيعين ومخرجين ومعدين.. ولماذا ألح علي مسألة " الرسالة الاعلامية " الآن.. رغم يقيني ان حديثا في شأن مثل هذا يتهم صاحبه تماما مثل الحديث عن الوطنية بالسذاجة وربما المتاجرة بالشعارات! لأن بعضاً من جنرالات الفضائيات الحكومية والخاصة تسببوا في حرب بين شعبين شقيقين بسبب ماتش كورة.. وكنت أحد الذين حذروا عبر مقالاتي في صحيفتي القاهرة والمسائية حتي قبل موقعة أم درمان من الانسياق وراء سفهاء الاعلام هنا وفي الجزائرالذين يسوقونا الي حرب غبية شبيهة بحرب هندوراس والسلفادور عام 1969 . بل وكثيرا ما دعوت الي تنظيم محاكمة لهؤلاء في اتحاد الكتاب أو نقابة الصحفيين لمحاكمتهم علي غبائهم الاعلامي..! وصدقوني كم أشعر الآن بالاذلال النفسي وأنا اري هؤلاء مازالوا في مواقعهم بدلا من محاكمتهم.. ولو كان هؤلاء يمارسون عملهم من خلال رسالة اعلامية جلية لما انزلق الشعبان الشقيقان في صراع سيثير حتما سخرية المؤرخين وهم يكتبون عن زمننا هذا!.. ورغم كل هذا ورغم الغموض الذي تحيطون به خططكم للتطوير الا أنني بحس مواطن مؤرق بمستقبل بلده ينتابني شيء من التفاؤل من امكانية أن يكون لدينا اعلام رائد.. في جاذبيته ورسالته!. Kasapi2005*yahoo.com