ملفات شائكة ومتشابكة ومتداخلة مازالت تنتظر الحلول الجذرية حتى ولو على المدى الطويل وفى مقدمة هذه الملفات يأتى ملف العدالة فى الأجور لمختلف طوائف الشعب فلم يعد معقولا ولا مقبولا أن يتقاضى الحاصل على بكالوريوس تجارة فى أى بنك من البنوك عشرة أضعاف حامل نفس الشهادة فى السكة الحديد وأن يتقاضى خريج دبلوم الصنايع ومعين حديثا فى جهاز المترو ما يساوى دخل صحفى يعمل منذ 25 عاما ولا أن يتقاضى خريج الحقوق المعين حديثا فى قطاع البترول آلافا بينما زميله فى الوحدات المحلية يتقاضى جنيهات معدودة.. فهذا ظلم مبين والظلم ظلمات يوم القيامة.. كيف يتقاضى رجل سبعين ألف جنيه شهريا ومثله فى مجال آخر يتقاضى مائة وسبعون جنيها فقط لا غير.. كيف يعيش المصريون؟ وكيف يقضون شهرهم فى ظل الارتفاع الجنونى للأسعار بعد أن بات كيلو اللحم بمائة جنيه لقد أصبح الإقبال على »أرجل الفراخ« التى من المفترض أن ترمى فى صفيحة الزبالة شديدا وتجد الزحام يحاصر البائعين فى الأسواق هذا عن العدالة بين المعينين.. ؟ فكيف هو حال الملايين من الآباء الذين طفحوا الدم على تعليم أبنائهم والبطالة تنهش فى ظهورهم حتى أنك تسمع لجدران البيوت أنينا تقشعر له الأبدان.. أليس لها من دون الله كاشفة؟.. أليس من حل لمشكلة البطالة؟ إن كل بيت يضم بمعدل اثنين أو ثلاثة من الشباب المتعلمين يعانون اليأس والقنوط وكادوا يكفرون بكل المبادئ والقيم لولا البقية الباقية من قيم الطبقة الوسطى التى تحافظ على الستر وحمد الله على كل حال ويساندهم والدهم فى طعامهم وكسائهم بل وزواجهم.. فمن يتحمل كل هذا العناء والجهد وهو ما يفوق طاقة البشر بل إن الجبال تنوء عن حملها.. لقد استوقف المواطن أحد المحافظين ثم انهار فى البكاء وهو يقول للمحافظ عندى ثلاث بنات.. علشان خاطر ربنا الكبيرة تتعين ولو شهر واحد فسأله المحافظ .. لماذا شهر واحد؟ فأجاب.. يمكن لما تخرج تشتغل شاب يجى يخطبها أى بؤس هذا؟.. أليس فى الوطن من علماء يضعون روشته سريعة لحل مشكلة البطالة مع كثرة هذه المشروعات التى يقوم بها الرئيس . إن الفرحة والبسمة تنطفئ مع كل مشروع ما لم نستوعب مشكلة البطالة.. إن ملف العدالة فى الأجور مغلف بألغام ويحتاج إلى حكومة أشد قوة تساوى بين المواطنين فى الحقوق والواجبات.. وملف البطالة مشتعل دوما كالحريق يبحث عن حكومة أبطال تطفئ هذه النيران المشتعلة فى الصدور وليس كما قال محلب بالصوت العالى »مفيش شغل« مفيش توظيف تانى فى الحكومة.، وأضاف: أجرة نجار المسلح مائة وخمسون جنيها فى اليوم، وهو ما لا نرضاه لشباب مصر الذى حفر بأظافره لكى يتعلم وهل يرضى رئيس الوزراء أن يحصل ابنه على ليسانس حقوق بتقدير جيد ويعمل نجار مسلح بمائة وخمسين جنيها. اسكتوا آنين البيوت فإن الشيطان الرجيم ينتظرهم على الباب يحضهم على الكفر بالوطن.