دعاني التحقيق الصحفي، الذي كتبه زميلنا النابه محمد عبد المنصف، يوم الأربعاء الماضي، تحت عنوان " عودة الكلب الضال"، إلي البحث عن نتيجة ما كنت قد أشرت اليه قبل عشرة أعوام، علي صفحات جريدتنا المحبوبة "المسائية"، تحت عنوان " إخصاء الكلاب". بإختصار، كنت قد تلقيت في يوليو2005 دعوة، من الدكتورة نبيلة شاكر استاذ ورئيس قسم الطفيليات وأمراض الحيون بالمركز القومي للبحوث، لحضور ورشة عمل لتعقيم الكلاب الضالة، بالتعاون مع الجمعية الدولية النمساوية لرعاية الحيوان، ضمت 14 خبيرا من ست دول هي ألمانيا والنمسا وبلغاريا ورومانيا ومقدونيا والهند، وقد أخبرتني د. نبيلة في حينه، أنه تم اختيار900 كلب من عدد من المدن السياحية- شرم الشيخ ودهب والغردقة- كنموذج لهذه التجربة، للترويج للسياحة، علي إعتبار أن "التعقيم" أو "الإخصاء"،بإزالة الاعضاء التناسلية، وسيلة آمنة وفعالة وآدمية، تساهم في خفض عدد الكلاب الضالة، بدلا من الإعتماد علي الطرق التقليدية ، كالقتل بالسم أو بالخرطوش أو بالصعق الكهربائي، وذلك في محاولة جادة لتقليل فرص العقر، والتخلص من مرض السعار. وحين تعلم أن أنثي كلب واحد، ينتسب إليها، نسل تعداده 67 ألف كلب، علي مدي 12 جيل، أي خلال ست سنوات، هنا يكون للسؤال "مطرحا "مهما يبحث في حال مئات الآلاف ، بل الملايين من الكلاب الضالة، التي تسرح في حاراتنا وشوارعنا، قبلي وبحري، عشوائيات ومدن ساحلية، صباحا ومساء، تتهدد معها، صحة الإنسان، حين تنتشربسببها، بحسب الخبراء، أمراض أورام الثدي والخصية والبروستاتا السرطانية، إلي جانب مرض السعار الذي يصيب مايقرب من مائة شخص- يلقون حتفهم- من بين مائة وخمسين ألفا، من المعقورين سنويا، بحسب آخر الإحصاءات الرسمية بوزارة الصحة!! بالطبع، لست الآن، بحاجة للإجابة عن السؤال الذي تبادر الي ذهنك، وهو : ماذا بعد هذة الورشة العلمية، ومانتيجتها، وبماذا أسفرت، وذلك بعد أن لفت نائب رئيس الهيئة العامة للخدمات البيطرية، في تحقيق "الأخبار المسائي"، للزميل محمد عبد المنصف، إلي أن إجراء عملية التعقيم للكلاب الضالة، لاتسمح بها إمكانات الدولة حيث تتكلف الجراحة الواحدة 400جنيه، وهو ما يعني أننا ، حين قمنا بهذه التجارب، كنا نضيع وقت الخبراء الدوليين الذين استضفناهم! وبما يعني كذلك، أن انتشار الكلاب الضالة في المدن السياحية، والتي يضج منها اصحاب القري والبازارات والمطاعم، كل يوم، وتنشر اخبار مطاردتها للزائرين، لا تجد حلولا ناجعة لدي الحكومة، التي "تتنشق" علي سبيل واحد يجذب السائحين، فإذا بها "تعقم "سبل الجذب، بدلا من "تعقيم" الكلاب الضالة، ثم تجلس لتبكي علي أطلال السياحة المفقودة ! This email address is being protected from spambots. You need JavaScript enabled to view it.