أتصور أنه وكما أن الدولة تحتفل رسميا، بذكري انتصاراتها في المعارك الحربية، وتحرير الأرض، وكما أن الرئيس يشهد كذلك، من وقت لآخر، حفلات تخريج دفعات جديدة من خريجي القوات المسلحة والشرطة وضباط الصف، ويقلد أوائل دفعاتهم، أنواط الواجب العسكري، تقديرا لتفوقهم وتفانيهم في آداء مهماهم، خلال فترة دراستهم، فإنني أتصور عدة أمور، لا يجب أن تغيب عن ذهن مؤسسة الرئاسة يوم 6 أغسطس من كل عام، أولاها: اعتبار يوم حفل إفتتاح ممر قناة السويس الجديد أجازة رسمية، وأن يكون له مادة علمية، مقررة علي أبنائنا في المدارس، ضمن موضوعات القراءة مثلا، وأن تكون لمراحل الإنجاز رسومات ولوحات فنية تزين بها أسوار المدارس من الداخل، و داخل غرف التربية الفنية وفي الفصول، و"سي دي" بكل مركز شباب، وقصر ثقافة، ومكتبة عامة، بل وعلي شاشات عرض بالشوارع، وكأنها خريطة اقتصادية وجغرافية جديدة لمصر، ليعرف الكافة، أنهم قادرون علي صنع المستحيل، ويتأكد لغيرهم ، أن ارادة هذا الشعب، غالبة، إذا ماوجدت من يقودها مخلصا نحو النهوض بالبلاد، بل وليتأكد للعالم أن الجندي المصري، ليس خير أجناد الأرض في الحرب فقط، وإنما كذلك في البناء والتعمير. ثانيا: أن يتم الإشارة في شهادة آداء الخدمة العسكرية للمجندين، الذين خدموا في أعمال الحفر والتكريك، إلي ما يفيد ذلك نصا، وتكون لهم الأولوية في التوظيف، والإسكان الاقتصادي المعفي من الرسوم ولو بنسبة معقولة منه، بل والكثير من الإعفاءات، مثل الركوب المجاني في المواصلات العامة، وما شابه من خدمات، دون أن ننسي تكريم البعض منهم، بأنواط الواجب العسكري،قبل تكريم قادتهم. ثالثا: أن يلقي رئيس الجمهورية كلمة للشعب يوم 6 أغسطس من كل عام، يحكي خلاله حكاية انتماء المصريين لوطنهم، وكيف أنهم قادرون علي التنمية والبناء، في ظل حرب ضروس مع الإرهاب داخل أرض الوطن، وعلي الحدود، ويذكر كذلك العالم فيه، بإلتفاف الشعب حول رئيسه، وكيف أنه حين قال لهم أن مصر بحاجة الي 60 مليار جنيه لحفر قناة السويس الجديدة، وثقوا به، فكان بين يديه وخلال اسبوع واحد 68 مليارا من مدخراتهم للحج والعمرة، أو "خارجة" وفاتهم، بل ومنهم من باع بعض مايملك، ليشارك في مرحلة البناء الجديدة. رابعا: اأن يجدد رئيس الدولة في هذا اليوم ولاءه للشعب والوطن، مثلما يجدد العسكريون في يوم تخرجهم إعتزازهم بالوطن والجيش، ليصبح السادس من أغسطس عيدا قوميا، يحكي عزيمة المصريين حين يناديهم التحدي، ويجمعهم الولاء لمصر. This email address is being protected from spambots. You need JavaScript enabled to view it.