الالاف من الشباب هم حصيلة تراكم سنوات من الخريجين الذين يجلسون في البيت أو علي القهوة ينتظرون حتي تأتيهم الوظيفة أو يأتيهم ساعي البريد راكعاً متوسلاً أن يقبلوا العمل الذي منحته له الدولة!! هذا هو حال الكثير من أصحاب النظرة (التواكلية) الذين يعتمدون علي الدولة في تصريف أمورهم في كل شيء أو ربما يبتسم الحظ عن طريق (واسطة) يمكن من خلالها الحصول علي عمل محترم؟! (وظيفة) وليس (فرصة عمل) هو ما يريده هؤلاء ولكن هيهات وألف هيهات لهم لقد ولي عهد الانتظار وجاء وقت القيام من السبات الذي هم فيه فها هي الحكومة المصرية تكافح قدر المستطاع لإيجاد فرص عمل للخريجين وغيرهم وإن كانت الفئة الأولي تمثل مستقبل الوطن ولكن ليس بيد الحكومة شيء وهي تقف عاجزة أمام ثقافة شعبية متوارثة ما أنزل الله بها من سلطان مفادها (إن فاتك الميري اتمرغ في ترابه) فهذا ليس كلام العقل وإنما كلام الأربعينيات والخمسينيات فإذا عاب البعض علي الحكومة في شأن المطالبة بخفض معدل الزيادة السكانية نقول لهم إذن أوجدوا نوعاً من التوازن بين الزيادة السكانية وزيادة الموارد عن طريق العمل والإنتاج حينئذ لن تكون هناك أزمة زيادة سكانية فها هي صحراء مصر تفتح ذراعيها لشبابها للخروج من الوادي الضيق وقد قامت الحكومة بعدة مبادرات في ذلك المجال لتشجيع الخريجين والمساعدة والتمويل في مشروعاتهم إيماناً منها بقيمة هؤلاء الشباب في المستقبل، وعدم الانتظار علي القهوة اللي علي ناصية الشارع حتي يأتي الفرج فالقطار لم يفت بعد ولكنه مازال يتحرك فإذا أسرع ّهؤلاء بترك الانتظار فسيلحقون القطار، وإن لم يكن كذلك فلا يلوموا إلا أنفسهم علي ما صنعت أيديهم، فقد أصبح العالم كله الآن بمثابة مدينة واحدة كبيرة ونحن هنا في بلاد جزء من هذا العالم وهذه المدينة فلا يجوز أن ننفصل عنها بأي حال من الأحوال فإذا كانت الطريقة التي يفكر بها هؤلاء ترجع إلي العصور الوسطي فلا يجب أن ينسوا أننا الآن في القرن ال 21 ولابد من مواكبة تطور وتقدم الأمم الأخري فتعداد مصر يقارب أو يزيد علي 85 مليون مواطن. وعلينا أن نستغل هذه الطاقة عن طريق المؤسسات في الدولة وليس الحكومة فقط فكيف نطالب الحكومة بشيء ونحن نعلم مسبقاً أن هذا الشيء فوق امكانيات أي حكومة في العالم في ظل الثقافة السائدة عندنا.. وتبقي لنا في النهاية كلمة.. إذا كانت ثقافتنا (إن فاتك الميري اتمرغ في ترابه) فلينتظروا ساعي البريد فسوف يمر عليهم كلها 20 أو 30 سنة فقط؟!