إقالة أو إستقالة المستشار محفوظ صابر وزير العدل، علي خلفية تصريحاته حول صعوبة عمل ابن عامل النظافة بالسلك القضائي، كشفت عن ثلاثة أشياء مهمة، الأول: هو احترام هذا الوزير لنفسه، بعد أن شعر أنه صدم المجتمع وأبناء الطبقة الفقيرة اجتماعيا، رغم قناعاته بما صرح، وإن غضب من غضب ، حرصا ومن وجهة نظره التي لها وجاهتها، علي هيبة وسمو مكانة السلك القضائي، ، أما الشيء الثاني: فهو انحياز حكومة المهندس ابراهيم محلب عمليا، للطبقة المعدومة اجتماعيا، برفض تصريحات الوزير، الذي أوحت إليه بالاستقالة، فقدمها طواعية بعد أن هزت الرأي العام هزا، وكنست حفيظة عمال النظافة عليه، وهو مالم يحدث منذ ثورة يوليو 1952. كان من الممكن أن نسمع من الحكومة كلاما انشائيا معسولا، دفاعا عن وجهة نظر الوزير، وأن تصريحاته- مثلا- تم تحريفها، أو إخراجها من سياقها، أو أنها زلة لسان لا تستأهل هذه الضجة الاعلامية، كما كان يحدث في الأزمنة السابقة، لكن الحكومة تعاملت بشفافية مع الحدث، لتؤكد نها ضامنة لتحقيق وصيانة الكرامة الانسانية، كأحد روافد ثورة 25 يناير، وهو ما يحسب لثورة 30 يونية. أما الشيء الثالث، فهو أن غضب عاملي النظافة، والذي لم يكن في الحسبان، صحصح ، إن جاز التعبير، الحكومة والمجتمع، علي أن هناك ولا يزال، وعيا شعبيا، بضرورة وصول العدالة الاجتماعية الي كل فرد في هذا البلد، مادام يعمل بشرف، في أي مهنة، دون انتقاص لحقوقه، وهو ما جعل أحد عمال النظافة، يرد علي تصريحات الوزير المستقيل" أنا مش نفسي ابني يكون قاضي وبس، ده أنا عاوزه يبقي رئيس جمهورية، بعد ما ربيته بالحلال". كان من المهم جدا، أن تترجم الحكومة تصريحات الرئيس السيسي، في الاحتفال بعيد العمال، بأنه من الشعب، ثم تفعل تصريحات محلب ، بأن حكومته لا يمكن أن تتعالي علي مواطن، وقوله في كل موقع من مواقع العمل والانتاج: " نحن خدام الشعب" و" انني خادم للزبال"، و" كلنا جئنا الي مناصبنا لنخدم هذا الشعب، وكل ابن من أبناء مصر العظام له منا كل الاحترام والتقدير"، بالفعل كان مهم جدا، وأعتقد أن الدولة نجحت في استثمار المشهد بإيجابية، لتجدد عهدها مع الشعب، وأنها تسابق الزمن لتحقيق أمنياته، في رفع معدلات التنمية، رغم التحديات التي تواجهها داخليا وخارجيا، في مسارات الغلاء والبطالة والأمية والمياه والصرف المغطي وغيرها ، فضلا عما يواجهها وبشراسة، من نوبات ارهابية، تلتهم فرص الإرتقاء السريع، نحو مستوي معيشي أفضل، نعم كان من المهم كل ذلك! This email address is being protected from spambots. You need JavaScript enabled to view it.