كالعادة.. إعلامنا المرئي أو المكتوب، ينتظر أي "جنازة ليشبع فيها لطم"، فما أن انتشر فيديو "سيدة المطار" التي تطاولت على ضابط الشرطة المهذب الصبور على المواقع الإلكترونية، حتى انتشر الفيديو على مستوى العالم العربي وأيضاً الخارجي، فقد تداوله بعض العرب في أوروبا وأمريكا، كما حظي ب "هاشتاق" على موقع "تويتر" وحقق عشرات الآلاف من التغريدات، فضلا عن انتشاره على موقع الفيسبوك، كتابة وصوتا وصورة، وكأن الصحف والفضائيات تتحدث عن فيلم سينمائي بطلته ياسمين النرش، وسيتم عرضه في جميع دور السينما، ولا يقل أهمية عن أفلام السبكي التي يتم الإعلان عنها في كل مكان، حتى على أتوبيسات النقل العام.. ما حدث أن إعلامنا ألقى الضوء على قضية عادية لإمرأة "فاقدة للوعي"، كانت تحت تأثير مخدر لا نعلمه، فليس هناك امرأة في حالة طبيعية تستغني عن ملابسها على أرض مطار أمام العشرات، وهي تعلم أن كاميرات هواتفهم ترصدها وتسجل كل حركة تقوم بها أمام ضابط شرطة ظهر في الفيديو كالحمل الوديع، وأعطى مثالاً للشرطي المهذب الذي يصبر على أبناء الشعب "السفلة" و"الهمج"، والذين لا يحترمون القانون ولا "البدلة الميري" التي تحفظ أمن الوطن... إعلامنا،، سلط الضوء على قضية تافهة، لإمرأة على خصام مع الحياء، وأفرد لها الشاشات وصفحات الجرائد، بشكل يفوق كل أحداث العالم العربي من إرهاب يهدد وطننا والدول المحيطة بنا، واضطرابات مدبرة تميزنا عن باقي دول العالم..! إعلامنا، ترك أحداث العالم المشتعلة، وقرر الانتقام من ياسمين النرش، وكأنها المرأة الحديدية المسؤولة عن أزماتنا السياسية والاقتصادية والاجتماعية، في محاولة للاستهزاء بعقلية المشاهدين والقراء، الذين اصيبوا بأمراض الاكتئاب والاحباط، وفقدان الأمل في المستقبل، من جراء متابعة برامج تنحدر بنا إلى مستوى هابط هدام..! إعلامنا ترك أزمات وطن، وصب جام غضبه على النرش، وركض خلفها ليكشف أسرار حياتها الخاصة والخطيرة، وأين يقع منزلها، وبدأ الخيال يلعب دوره ويحاول الغوص في أعماق حياة هذه السيدة ليكشف الرجال الذين في حياتها، وابنتها الصغيرة وهل نجحت في اجتياز الامتحانات في مدرستها أم لا.. وغير ذلك من الأمور التافهة التي لا تقل تفاهة وسذاجة عن إعلامنا الموقر، الذي اثبت أنه ليس جديراً بأن يخاطب شعباً سقط وعيه، في ظل هذه ظروف عصيبة يمر بها الوطن..! ** همسة: - استضافة وائل الإبراشي للمدعو حسين سالم، سارق أموال الشعب، لا يعد سبقاً إعلامياً، بقدر ما هو إهانة للمشاهد الذي لا يزال يبحث عمن سرقوه ويستمتعون بأمواله في فنادق أوروبا..! - لا زلنا نبحث عن برلمان "يمثل الشعب"، لا أن "يمثل عليه"،،،! This email address is being protected from spambots. You need JavaScript enabled to view it.