بسبب تلاحق الأحداث التي تمر بها البلاد، تأخرت شهورا في الكتابة عن "الشهادة" التي كان قد أهداني إياها، السيد احمد أبوالغيط وزير الخارجية الأسبق، والتي ضمها كتابه التاريخي والتأريخي معا " شاهد علي الحرب والسلام". بدأ ابو الغيط توثيق "شهادته"، بعدة مقالات بجريدة الأهرام، قبل أن يكون الكتاب فكرة في عقل مؤلفه، لتعكس تجربته الشخصية، خلال عمله في جهاز الأمن القومي المصري (1972-1974) مع السيد محمد حافظ اسماعيل، مستشار الأمن القومي آنذاك، فسجل وبعناية شديدة عبر السنوات، الاستعدادات والمشاهدات، لكل المراحل التي انطلقت فيها مصر، خلال حرب اكتوبر 1973وما بعدها علي مدي العقود. يحرضك أبو الغيط، علي ان تبدأ بسؤاله : لماذا هذا الكتاب،و لماذا أنت، في ظل إلتزاماتك ومشاغلك الأخري، كوزير لخارجية مصرآنذاك، وقد كان أولي منك بالتوثيق لهذه الفترة الزمنية، مثلا، الدكتور أسامة الباز،المستشار السياسي لرئيس الجمهورية الأسبق، ولأكثر من ثلاثة عقود، أو السيد أحمد ماهر السيد وزير الخارجية الأسبق، وله ما له في هذه المرحلة من المساهمات والتأثيرات، سواء خلال فترة عمله مع مستشار الأمن القومي في أثناء حرب اكتوبر، او مع وزير الخارجية محمد ابراهيم كامل، خلال الفترة التي تلت زيارة الرئيس السادات للقدس في نوفبر 1977، وحتي انعقاد فمة كامب ديفيد في سبتمبر 1978 ، واستقالة الوزير المصري. كأن أبو الغيط كان علي موعد مع السؤال، فيجيبك في مقدمة الكتاب، عن الدافع، متفقا مع حقك المشروع في الحيرة، دون ان ينفي أمنياته هو كذلك، فيما سألت، فيقول: " أسهم في تحفيزي علي القيام بهذه المهمة، حدثان ، أولهما : متابعتي لتدهور صحة د.اسامة الباز، ووضوح ذبول ذاكرته، ومن ثم ضياع فرصة قيامه، بكتابة تجربنه الطويلة الممتدة في المتابعة والعمل علي سرد الصراع، أو التسوية الفلسطينية الاسرائيلية، أما التاثير الثاني ذو الأهمية المماثلة: فكان في الوفاة المفاجأة للوزير احمد ماهر السيد في سبتمبر 2010، بما كان يمثل خسارة كبيرة لمصر وتاريخها الدبلوماسي، من هنا كان قراري بإتاحة الوقت والظروف لكتابة المزيد في المستقبل بعد انتهاء مهمامي الحكومية للمزيد من التسجيل" واستعراض مشاهداتي خلال فترات هامة – ان لم تكن محورية – في تاريخ العمل الدبلوماسي المصري، وبالتالي قمت في الشهور الثلاثة الأخيرة من عام 2010، بكتابة ثمانية مقالات أخري، تحت عنوان " شاهد علي السلام " نشرتها جريدة الأهرام، طوال ما تبقي من العام، ومع تركي مهام منصبي الوزار ي في 6 مارس 2011، وهنا قررت كتابة المزيد. وغدا نكمل بإذن الله This email address is being protected from spambots. You need JavaScript enabled to view it.