منذ اليوم الأول لتعيين نائبات لأكبر ثلاث محافظات فى مصر وهى القاهرةوالجيزةوالإسكندرية والجميع يترقب كيف ستستطيع المرأة الحفاظ على فرصتها فى تقلد منصب تنفيذى رفيع وما هو شكل الأداء وهل سيجدن تعاون من المحافظين ويقمن بتفعيل المنصب أم يصبحن مجرد ديكور حكومى وكمالة عدد ? بعد مرور عدة أشهر على أداء اليمين الدستورية أمام الرئيس تباينت درجات الأداء وظهرت ملامح التقييم والصعوبات وكيفية تقبل المحافظين الرجال لنساء تزاحم من أجل إثبات الوجود أملا فى التعيين كمحافظ يوما ما كما وعدهن اللواء عادل لبيب وزير التنمية المحلية فى اجتماعه معهن حينذاك أثناء دورات إعداد نواب المحافظين قائلا " أنتن محافظات المستقبل وإستثمرن الفرصة وتدربوا جيدا " ووقتها ردت عليه جيهان عبد الرحمن نائبة محافظ القاهرة وكأنها تستشرف المستقبل "بس ياريت المحافظين يتعاونوا ويدونا الفرصة " وبالفعل كان على النائبات أن يأخذن إختصاصهن من المحافظين كما يقول المثل الشعبى "بالحيلة والدراع" خاصة أن قانون الإدارة المحلية لا يحميهن أو يوضح إختصاصهن حيث ينص على "يباشر نائب المحافظ مهامه تحت إشراف و توجيه المحافظ طبقا لنص المادة 30 من قانون الإدارة المحلية رقم 43 لسنة 79" وكذلك لم ينص دستور2014 على منصب نائب المحافظ فكيف كانت رحلتهن مع المنصب? المرأة الحديدية من الإسكندرية نبدأ حيث معركة شرسة وخفية تدور من اليوم الأول بين المحافظ المثير للجدل هانى المسيرى ونائبته الدكتورة سعاد الخولى القادمة من القاهرة حيث كانت تشغل منصب وكيل وزارة ومديرة مديرية الطب البيطرى ونقيب البيطريين ومن فرط حماستها وتفاؤلها أعلنت فى تصريحاتها إن تطبيق تجربة منصب نائب محافظ جاءت متأخرة، وكان يجب أن تطبق من فترة طويلة، منذ تأسيس المركز القومى للمرأة، لأن المرأة شغلت منصب قاض ووزيرة ومناصب قيادية عليا بالدولة، فلماذا لا تشغل منصب نائب محافظ، خاصة وأن لها نتائج إيجابية فى كل منصب تشغله وأضافت أن هانى المسيرى، محافظ الإسكندرية، فوضها من أول يوم بجميع الصلاحيات، حيث إنه جاء فى مهمة معينة للتنمية الاستثمارية بالمحافظة، والعمل على المشروعات التنموية، وعلى هذا الأساس تم تفويضها لتولى الملف الخدمى بالمحافظة ولكنه إستدركت قائلة "ما أقوم به يتم عرضه على المحافظ فى النهاية، وأنا أديت اليمين أمام رئيس الجمهورية، وتكليفات رئيس الجمهورية واضحة لكل منا، وصلاحياتى ناتجة عن طبيعة دورى المكلفة به من رئيس الجمهورية".وعلى هذا الأساس بدأت النائبة ممارسة مهامها وفرض سيطرتها حتى لقبها أهالى الثغر بالمرأة الحديدية ولكنها فوجئت بوجود زوجة المحافظ أميرة نعيم أبو طالب تحضر إجتماعات المجلس التنفيذى وتقوم ببعض المهام وقام المحافظ بتقليص صلاحيات الخولى وأسند لها ملفى القمامة والصرف الصحى فقط وهو ما اثار ضيق النائبة وقتها وقالت فى إحدى تصريحاتها "لا أحد يستطيع أن يهمش دورى كنائب محافظ بقوة القانون وبقرار رئيس جمهورية وبنفس درجة المحافظ، وزوجة المحافظ الدكتورة أميرة أبو طالب لها اهتمامات خاصة بالنظافة والبيئة ووجودها فى أى اجتماع لا يؤثر على دورى كنائب محافظ". وهنا بدأت الحرب الخفية ومسلسل الشد والجذب بين المسيرى وسعاد الخولى وإعتبرها تتعدى على إختصاصاته حين قامت بالنزول بنفسها لتنفيذ قرار إزالة لإحدى العقارات ومؤخرا قيل أن المحافظ بتجميد نائبته وسحب كل إختصاصاتها بشكل غير رسمى خاصة بعد أن شعر فى الأونة الأخيرة أنها ترحب فى مكتبها بمن يطالبون برحيله وما يتردد عن أنها تستعد لتولى المنصب بعد أن قام أحد مواطنى الإسكندرية برفع دعوى قضائية بعزل المحافظ من منصبه لإزدواج جنسيته وهى الدعوى التى تأجلت إلى الشهر القادم للنطق بالحكم كى تظل النار تحت الرماد ولا يعرف كيف سينتهى الصراع الخفى الطموحة الوضع فى محافظة القاهرة يختلف بعض الشيئ حيث ساعدت خبرة جيهان عبد الرحمن نائبة محافظ القاهرة أن تتعامل مع الوضع بدبلوماسية لا تخلو من الطموح المشروع خاصة وأن عملها سابقا كقائم بأعمال رئيس الجهاز المركزى للتنظيم والإدارة منذ عام 2013 خلفا لصفوت النحاس جعلها تحتك كثيرا بعالم الإدارة المحلية ورغم ما أشيع عنها وقتها بميولها الإخوانية بعد تعيين محمد مرسى المعزول لها وهو ما نفته فى حينها خاصة وانها كانت من المحسوبين سابقا على نظام مبارك ولعل خروجها من الجهاز جعل حملة الماجستير والدكتوراة يتنفسون الصعداء وقتها حيث كان هناك صدام معها فى قضية التعيينات ،،، ومنذ اللحظة الأولى بدت إختصاصات النائبة ضبابية غير واضحة وفى البداية قيل أنها مسئولة عن ملف المرأة بالمحافظة وبالفعل قامت بتنظيم أكثر من مؤتمر عن قضايا المرأة فى ديوان المحافظة ثم قام المحافظ جلال السعيد بإسناد ملف التنمية البشرية والادارية لها خاصة وأنها سبق وقدمت دراسة لتدريب وتطوير أداء 20 ألف قيادة ب700 جهة وقطاع حكومي، للدفع بعمليات التنمية داخل المصالح أثناء رئاستها لجهاز التنظيم والإدارة وشيئا فشيئا تزداد الملفات مثل التدريب والتشغيل إضافة إلى الاشراف على تنشيط السياحة مؤخرا وغالبا ما يقوم المحافظ بتفويضها فى إفتتاح المعارض ولكن تظل كل هذه الملفات بعيدا عن ملعب العمل التنفيذى الحقيقى بإعتبارها ضيف شرف بلا صلاحيات فى إتخاذ القرارات ولا يتناسب مع طموحها ولكنها بذكاء إبتعدت عن المواجهات
الهادئة المحطة الأخيرة فى رحلة النائبات هى الجيزة حيث تم تعيين الدكتورة منال عوض ميخائيل وكيل معهد الأمصال واللقاحات البيطرية للأبحاث والدراسات بوزارة الزراعة، نائبا لمحافظ الجيزة الدكتور خالد زكريا ويلقبونها بملاك المحافظة نظرا لهدوئها الشديد ،،،حصلت الدكتورة منال ميخائيل على بكالوريوس العلوم البيطرية جامعة بنها عام 1989 وماجستير من جامعة الإسكندرية 1995، ودكتوراة فى العلوم الطبية جامعة الإسكندرية 1999.كما حصلت على جوائز الدولة التشجيعية فى العلوم الدراسية عام 2007 عن أبحاث تأثير العدوى والتحصين بفيروس ولقاح جدرى الأغنام ومنذ قدومها كنائبة للمحافظ تتسم بالهدوء والأدب الجم والنشاط حيث يحرص المحافظ على إصطحابها فى جولاته الميدانية وتفقد المشروعات وأحيانا يتركها منفردة كما حدث فى زيارتها لمستشفى العجوزة لمصابى بعض التفجيرات ولكنه لم يقم بإسناد مهام معينة أو إختصاصات وملفات كى تكون مسئولة عنها بشكل مباشر ويكاد يكون وجودها شرفى وعلى إستحياء فى ظل ثقة محافظ الجيزة وإعتماده شبه الكامل على خبرة نائبه النشيط علاء الهراس والرجال الأقوياء بالديوان اللوائين أسامة شمعة و محمد الشيخ الذين يعلمون كل صغيرة وكبيرة عن ملفات الجيزة ومشروعاتها ومشكلاتها كى تظل منال ميخائيل نائبة مع وقف التنفيذ