إذا كانت المؤسسات التعليمية في مصر، تبني أسوار الخطاب الديني الجديد، حين تعتقد - خطأ- أن حصتها في التجديد، تنحصر في حرق الكتب الفكرية والحركية، المنسوبة لعلماء ومفكرين محسوبين علي الجماعة الاخوانية، في مدارسها، كما حدث في الجيزة ، وإذا كانت بعض الفضائيات، تري هي الأخري، أن حصتها في المساهمة، تتبلور في استمرار عرض برامج يسمونها "دينية" قولا ، فيما هي "تدميرية" عملا ، حين تشتت أوقات متابعيها وتدخلهم في نقاشات لا طائل منها ولاعائد، بين سب الآئمة والتابعين، وبين الدفاع عنهم، وتستهزيء بكتب التراث، فتثير الجدل، حين تدعي مثلا بأن الأزهر طالب بتطبيق حد الردة علي الملحدين، أو تفتعل قضية وهمية، تتعلق بوجود فتاوي تتبني زواج الطفلة الصغيرة علي غير الحقيقة، فإنه وفي هذه الحالة، لن نكون بحاجة الي عشر سنوات فقط لتجديد الخطاب الديني كما سبق أن قال وزير الاوقاف د. مختار جمعة، انما الي عشرين عاما، وربما أكثر!! لكن لماذا؟ وأجيبك، بأنه اذا كان وزير الأوقاف، قد أشار الي أن هناك مقاومة متوقعة للتجديد، من جانب العلماء التقليديين والمحافظين، والمستفيدة من الأوضاع المستقرة، فإن عمر المقاومة هنا، سيتضاعف ولا شك، ما استمرت مهازل بعض الفضائيات، ومهاترات كل من هب ودب من اعلاميين، يعتقدون بالخطأ المبين، أنهم مجددون، بينما في الحقيقة هم مخربون، يدسون السم في العسل، بزعم بناء تنويري قوي، بينما الحقيقة وكما تابعنا"هش"، وهو ما وضح جليا، في سقوط " بناء" الباحث اسلام بحيري، في برنامج " ممكن"، للاعلامي المحترم خيري رمضان، حين ناظره، أستاذ الحديث بجامعة الأزهر الدكتور أسامة الازهري، والداعية الإسلامي اليمني الحبيب علي الجفري. من هنا كان حرص الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر في كلمته خلال الندوة التحضيرية لمؤتمر "التجديد في الفكر والعلوم الإنسانية"، الأربعاء الماضي، علي ألا يكون التجديد المنشود، مجرد تعبير مطاطي، و" أن تكون الأولوية، للقضايا التي شكلت مباديء إعتقادية، عند جماعات التكفير والعنف والإرهاب المسلح". إن هذا الذي قاله شيخ الأزهر، بين قوسين، يعني أن للمؤسات الدينية، فكرا منظما، يعي فقه الأولويات في أجندة التجديد، متمثلا في قضايا الخلافة، الجهاد، التكفير،علي أن يكون هذا المنهج، يمثل جميع الدول الاسلامية، وبإجماع علمائها، مع ضرورة أن يعي الكافة، أن التجديد لا يعني الإلغاء ولا التبديل و التبديد ولا المساس بالثوابت والمسلمات ،ولا إهدار مابذله المجتهدون عبر القرون، انما برؤية واقعية لمستجدات العصر، بشكل علمي وموضوعي، وهو ماتحرص عليه مصر الأزهر. This email address is being protected from spambots. You need JavaScript enabled to view it.