اقتراح لاشك وجيه، ذلك الذي قدمه المهندس ابراهيم محلب، للرئيس، فوافق عليه، يتعلق بإنشاء وحدة خاصة بإفريقيا في مجلس الوزراء، خاصة وأن مصر الجديدة الآن تعيد صياغة علاقاتها بدول القارة السمراء، لتسترد كامل عافيتها. يستدعيني نموذج من الدعم الإفريقي لمصر، وفي المقابل، اعتراف بالفضل للمحروسة، سجله أحمد أبو الغيط وزير الخارجية الأسبق، في كتابه الممتع " شهادتي"، علي لسان الدكتور عصمت عبد المجيد وزير الخارجية الأسبق، حين كان مندوبا دائما لمصر لدي الأممالمتحدة ، يقول : " بعد توقيع مصر معاهدة سلام مع اسرائيل في مايو 1979، بدأت مناوشات الدول العربية، أو أغلبها، وبدعم من الاتحاد السوفيتي وشركائه وتابعيه، في محاولة لإثارة المشكلات أمام مصر، في كافة المحافل الدولية، ومن بينها حركة عدم الانحياز، ومنظمة المؤتمر الإسلامي، والجامعة العربية، وبعض المحافل الآسيوية والإفريقية. انصبت المحاولات عندئذ، علي الرغبة في طرد مصر، من عضوية هذه التجمعات، أو علي الأقل، تجميد أو تعليق عضويتها، وحين حل موعد مؤتمر عدم الإنحياز، في سبتمبر 79 بكوبا، كانت هذه القوي، قد أعدت أسلحتها لضرب مصر، يقول أبو الغيط في "شهادته" : " طلب الدكتور عبد المجيد انعقاد المجموعة الإفريقية بالأممالمتحدة، بنيويورك قبل سفره الي هافانا عاصمة كوبا- الدولة الثورية الحليفة للاتحاد السوفيتي- وعرض الموقف علي سفراء الدول الإفريقية بالأممالمتحدة، وهم نفس السفراء الذين سيصحبونه الي هافانا للمشاركة في أعمال قمة عدم الانحياز، وقال لهم ان مصر الدولة الافريقية الشقيقة، تتعرص حاليا لهجمة، من بعض أشقائها العرب، وبدعم من الاتحاد السوفييتي، ودعاهم للوقوف بجوار مصر، في هذه المواجهة القادمة، وتايييدها وإفشال محاولة طردها، أو تجميد عضويتها بحركة عدم الإنحياز" . أسرع السفراء الأفارقة بالتعبير عن مواقف ايجابية، بأنهم لن يسمحوا بالإضرار بشقيقتهم مصر، ووعدوا بأن يعرضوا الموقف علي رؤساء دولهم، ووزراء خارجيتهم، ثم تحدث أحد هؤلاء السفراء أمام هذا الجمع، وقال مخاطبا عبد المجيد : " لقد رأيناك طوال الوقت معنا في اجتماعاتنا، ولم تغفل عن مشاركتنا في كل جهودنا ، من أجل الدفاع عن مصالح دولنا أمام الأممالمتحدة، كما وقفت الشقيقة مصر معنا دائما منذ منتصف الخمسينيات ، تساعدنا في مساعينا نحو التخلص من القوي الإستعمارية"، وبالفعل كما جاء ب" شهادتي" ، هزمت محاولة طرد مصر، من حركة عدم الانحياز في قمة هافانا، لوقوف الدول الإفريقية الي جوارها . اقتراح محلب كما أسلفت وجيه جدا، ولولا ادراكي خوفه، من تضارب الاختصاصات مع وزارة الخارجية، لقلت أنه سيطالب بوزارة لإفريقيا وليس "وحدة خاصة" بمجلس الوزراء، وساعتها كنت سأتحمس لمطلبه، وأصفق له. This email address is being protected from spambots. You need JavaScript enabled to view it.