اتهم المرشد الأعلى للثورة الإسلامية علي خامنئي، الدول الكبرى الست، المنخرطة في المفاوضات حول الملف النووي الإيراني، ب"المكر والخداع" في تعاملها مع طهران، طبقا لما ذكرت وسائل الإعلام الإيرانية الرسمية. وقد انتقد "خامنئي" الرسالة، التي هدد فيها 47 من أعضاء مجلس الشيوخ الجمهوريين بإفساد أي اتفاق، في حال تم انتخاب رئيس جمهوري للبلاد بالانتخابات المقبلة، بحسب ما ذكر التليفزيون الرسمي الإيراني، ونقل عنه قوله، في كلمة له بطهران: "بالطبع، أنا قلق بسبب تدليس وخداع الطرف الآخر، وطعنه في الظهر". ووصف "خامنئي" رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نيتانياهو ب"المهرج الصهيوني"، مشددا على أن واشنطن حاولت النأي بنفسها عن مزاعم هذا المهرج، وما قاله في خطابه بالكونجرس، ولكنها، في الوقت نفسه، أطلقت تصريحات سخيفة تتهم فيها إيران بالإرهاب. وقال بشأن التحديات التي تواجهها العلاقات بين إيرانوأمريكا وبعض الدول الأوروبية، ومنها الموضوع النووي: "يجب، من خلال تجنب السطحية، البحث عن جذور التحديات والمشاكل، والتوصل إلى حلول منطقية، لتسويتها"، مشيرا إلى أنه "كلما اقتربنا من انتهاء المفاوضات تصبح لهجة الطرف المقابل، لا سيما الأمريكيين، أكثر حدة وتشددا وتصلبا، كما هو الدأب في خداعهم". ووصف رسالة أعضاء الكونجرس بأنها "تظهر انحطاط الأخلاق السياسية في النظام الأمريكي.. فالدول تلتزم بتعهداتها وفق المقررات الدولية، ولا تنقض التزاماتها بتغير حكوماتها". وشدد "خامنئي" على أن الإدارة الأمريكية، والدول الحليفة لها في المنطقة، هي التي أوجدت أخبث الإرهابيين ك"داعش" وأمثاله، كما أن هذه الإدارة تدعم إسرائيل، التي وصفها بأنها "كيان إرهابي". وتقول إيران إن برنامجها النووي مخصص لأغراض إنتاج الطاقة، وليس لإنتاج أسلحة نووية، وكان قرار أعضاء في مجلس الشيوخ بتوجيه رسالة إلى إيران قد أشعل عاصفة سياسية في الولاياتالمتحدة، ووصف وزير الخارجية جون كيري الرسالة، أمس الأربعاء، خلال جلسة استماع بالكونجرس، بأنها "سابقة غير صحيحة، ونقض للعهد لم يحدث منذ أكثر من قرنين من الزمن". وأوضح كيري: "أنها دلالة تخبر العالم بأنه إذ أردتم ضمانا لصفقاتكم مع أمريكا، عليكم التفاوض مع 535 عضوا في الكونجرس"، مشيرا إلى أن "هذا الاقتراح باطل، ومن غير الملائم تبنيه". وقد كتب الرسالة توم كوتون، العضو الجمهوري الجديد من أركنساس، والتي تؤكد أن اتفاقية مقبلة تحتاج لكي تدوم إلى دعم الكونجرس، ولم يكن خجولا من محاولته تدمير مفاوضات إدارة الرئيس أوباما مع إيران، وقال، الثلاثاء، إن الرسالة "تتعلق بمنع إيران من الحصول على اتفاق نووي".