قالت وكالة مهر للأنباء إن الزعيم الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي هاجم يوم الخميس رسالة من أعضاء جمهوريين في مجلس الشيوخ الأمريكي هددوا فيها بإبطال أي اتفاق نووي بين واشنطنوطهران وأبدى قلقه قائلا إن من المعروف عن الولاياتالمتحدة أنها "تطعن من الظهر". وأضاف خامنئي صاحب القول الفصل في كل أمور الدولة الإيرانية خلال اجتماع مع الرئيس الإيراني حسن روحاني وكبار رجال الدين إنه كلما حقق المفاوضون تقدما اتخذ الأمريكيون موقفا "أكثر تشددا وتعنتا وصرامة". وجاء في الرسالة التي وقعها 47 عضوا جمهوريا في مجلس الشيوخ أن أي اتفاق نووي يبرمه الرئيس الأمريكي باراك أوباما مع إيران سيستمر فقط في الفترة المتبقية من رئاسته الأمر الذي يمثل تدخلا غير معتاد في صنع السياسة الخارجية الأمريكية. وكان البيت الأبيض قد وصف الرسالة بأنها عمل "طائش وغير مسؤول" وحذر من أنها تعد تدخلا في الجهود التي تبذلها القوى العالمية الست للتفاوض مع الإيرانيين. ونقلت مهر عن خامنئي قوله "أشعر بالقلق بالطبع لأن الطرف الآخر يشتهر بالغموض والخداع والطعن من الظهر." وأضاف "في كل مرة نقترب من مرحلة تلوح فيها نهاية المفاوضات في الأفق تصبح نبرة الطرف الآخر وخاصة الأمريكيين أكثر تشددا وتعنتا وصرامة. هذه هي طبيعة ألاعيبهم وخداعهم." وقال خامنئي إن الرسالة "تنم عن انحلال خلقي سياسي في المنظومة الأمريكية" كما وصف الاتهامات الأمريكيةلإيران بالتورط في الارهاب بأنها مضحكة. وقال وزير الخارجية الأمريكي جون كيري وهو كبير المفاوضين النوويين الأمريكيين إنه "لا يصدق" ما فعله أعضاء مجلس الشيوخ. وأضاف كيري أن قولهم إن بإمكانهم تعديل أي اتفاق تنفيذي بين زعماء الدول "خطأ صريح". ووصلت المفاوضات التي ستستأنف في لوزان بسويسرا الأسبوع المقبل إلى منعطف مهم إذ تحاول الأطراف الالتزام بمهلة تنتهي في مارس آذار للتوصل إلى اتفاق إطار على أن يوقع اتفاق نهائي في يونيو حزيران. وأضاف خامنئي أن الاتهامات الأمريكية بتورط إيران في الارهاب "مضحكة". وانتقد خامنئي أيضا خطابا ألقاه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أمام الكونجرس هذا الشهر وقال فيه إن الولايات تتفاوض بشأن اتفاق سيء مع إيران مما قد يتسبب في "كابوس نووي". ووصف خامنئي نتنياهو بأنه "مهرج صهيوني". وترى إسرائيل صاحبة الترسانة النووية الوحيدة المفترضة في الشرق الاوسط ان الاجندة النووية الإيرانية تمثل خطرا عليها وترفض إجراء محادثات مع الجمهورية الإسلامية إذ تقول إن طهران تحاول كسب الوقت إلى أن تصبح قوة نووية. وجدد خامنئي الدعوة لتنويع مصادر الاقتصاد الإيراني بخلاف عائدات النفط لتقليل قدرة العقوبات الدولية على التأثير. وقال "لو كان البلد والاقتصاد لا يعتمدان على عائدات النفط.. هل كان من الممكن أن يؤذينا العدو بالعقوبات؟"