لا أحد يقبل أن يعود الباعة الجائلون، الذين تم نقلهم من شوارع وسط البلد الي ساحة الترجمان في أغسطس الماضي، الي الشارع مرة أخري، فيغلقون الطريق، ويهددون أصحاب المحلات في أرزاقهم، لكن لا أحد يقبل وفي المقابل، ألا يتم الترويج لهذه السوق اعلاميا، بالشكل الذي يفتح لها نافذة جلب زبائن اليها، ومعها بيوت الباعة، اللهم إلا إذا كان الحفل الغنائي الذي اقامته الحكومة هناك، مع افتتاح السوق بهدف الترويج لها، وفشل في مهمته، هو كل حيل الحكومة. واذا كنت لا أقبل، بتهديدات الباعة، بدعوي عدم تنفيذ الحكومة وعودها لهم بتحويل "وابور الثلج"، الي مول تجاري، يجمعهم، فلا يصح أن تخرج الحكومة لهم لسانها، بسحب وعدها، فتقول لهم " انسوا الكلام ده" حين تخل بالوعد أو تنوي!! كنت قد طالبت الباعة في اغسطس الماضي، عبر اذاعة البرنامج العام، ومع بداية انتقالهم الي الترجمان، بالصبر، لعلها تكون فاتحة خير عليهم ، ويصبح حالهم، كما الحال في وكالة البلح، او سوق الجملة في 6 اكتوبر، علي أمل أن تمد الحكومة يدها بالدعم الاعلامي الترويجي للسوق، لكن مرت سبعة شهور، وقد نسيت الدولة قرابة 2000 بائع من السيدات والرجال، إلا من حفل غنائي، لم يغن من جوع، فزبائن الترجمان، ان لم تكن قد جربت الشراء من هناك، هم من عابري السبيل، أو من النوع الطياري كما نقول، والذين يقصدون المكان للسفر وليس للشراء، ذلك بفرض أنهم علي علم بوجود سوق هناك من الأصل، وهو ما يعني أن الهدف من الترجمان لم يتحقق، اللهم إلا اذا كانت الدولة تري أن إعداد مكان لائق للباعة، وتجهيزه بالمياه والكهرباء، وفرض شرطة تحميهم وبضاعتهم ، دون وجود من يشتريها، هو الحل الأمثل للمشكلة، التي ازدادت اليوم تعقيدا، بالتهديد بين حين وحين، بالعودة الي شوارع وسط البلد، أو تنظيم وقفات احتجاجية عبر نقابتهم. من المؤكد ان بين بائعي الترجمان، من يحرض علي العصيان، لكن لماذا نعطيهم الفرصة، بسحب الحكومة وعدها بتسكينهم ساحة وابور الثلج بعد اعدادها والانتهاء من تجهيزها، والي متي سيتحملون خسائر شراء بضاعاتهم بالأجل، ثم لا يجدون زبونا لتصريفها، ويسدد عنهم ديون الشراء، والانتقال، والأكل والشرب طوال اليوم، في هذه السوق الحائرة. لا تقل لي ، كما قال لهم مسؤلومحافظة القاهرة: " اصبروا" ، دون دعمهم بالترويج الاعلامي الكافي، الذي يجر رجل الزبائن الي هناك، ولا يصح أن يقول لهم نائب المحافظ ، كما قال لي أحدهم مثلا:" عقبالكم لما تكونوا زي بياعين سوق جملة 6 اكتوبر والعبور، اللي تذمروا في بداية نقلهم الي هناك، لكن اللي صبر منهم.. نال، ووصل سعر محله لأكثر من 10 ملايين جنيه "! الأدهي والأمر كما يقولون، أن تلزم الحكومة، باعة الترجمان ، بالتوقيع يوميا في دفتر حضور، بحسب كلام بعض البائعات لكاتب السطور، وإلا فرضت عليه غرامة بقيمة 500 جنيه، واعتبرته متغيبا بغرض البيع خارج السوق! بالذمة ده كلام ؟! This email address is being protected from spambots. You need JavaScript enabled to view it. ! ◀