تمضي سنوات العمر والكل مشغول بما هو مشغول بأمانيه وآلامه وآماله سواء في الدنيا والآخره وطلاب الأخرة ولا شك أقل من طلاب الدنيا فما بالنا بالمحبين..؟! فما بالنا أيضا بالعاشقين.. نادرون كالماس في أرض الله الواسعة.. وها هو المفكر الرائع والكاتب الصحفي محمد جاد هزاع يخرج علينا بما هو مشغول به علي مدي نصف قرن من الزمان وهو يقيم في الشوارع والمساجد والمنتديات والمكتبات وأروقة الأحزاب اليسارية تارة واليمينية تارة أخري ويتنقل من مراحل فكرية من أهل اليسار إلي أهل اليمين حتي كانت محطته الأخيرة بعدما قرأ الآلاف من الكتب في محطة «العشق علي طريقتي» كتاب يضم خمسمائة صفحة صدر عن كبريات إحدي دور النشر الكبري في الوطن العربي.. فكان عشقه نور من نفخة من نور الله.. لله ونفحة من فيض النور إلي آفاق الخلود والنور أيقظ فيه النائمين في القبور وأمات فيه الأحياء بين القصور سابحا في عالم الروح والأمر ونور الحضرة بين حجب الجلال والكمال والجمال.. فكان عشقه لفضاء النور المقدس من حكيم عركته الحياة وأثقلته التجارب فانصاعت له اللغة انصياعا فكتب بمداد من روحه النقية عن نون القلم والألف القطبية بنفس زكية زكاها مع أقطاب العلوم الخاصة علي يد شيوخ وعلماء الطريقة التجانية من علي دكة «فراش» في مدرسة بالدقي هومولانا الشيخ سيد حتي الخلوة الأربعينية في السودان فأخبره الشيخ سيد في مقابلة قصيرة وهو يقلب كفه الأيمن برحيل الرئيس النميري بعد أيام رغم أنه يحيا في أوج الحكم وراح يتحدث القطب الأمي عن المرسل والمستقبل فيقول لكى تتم عملية الاتصال بين الجانبين لابد أن تكون أداة الإرسال سليمة والرسالة نفسها صحيحة والمرسل ذاته مطمئن إلي سلامة الأداة وصحة الرسالة كما لابد أن تكون أداة الاستقبال سليمة والرسالة المستقبلية مفهومة والمستقبل ذاته صاغ. راح يطوف محمد هزاع بين نور الحضرة والنفس والروح والنار والجنة ومقام السحق والتلوين والفناء الروحي والموت الجسدي والتجليات ليثبت بالأدلة القرآنية أن هناك تشوها أصاب الدين المنزل والذي يحياه الناس الآن هو الدين المبدل الذي ينشره خوارج العصر وأذناب داعش المتأسلمين في هذه الأيام.. لأن الدين هو الحب والإيثار والعشق.. فعشق الكاتب والشاعر هزاع الذات الإلهية وراح يبيع الدنيا بكل ما فيها لمن يشتري بثمن بخس لأشباه الرجال.. فالرجولة هي الثبات والمثابرة والسعي عبر الأشواك التي سار عليها في حياته الزاهد فيها ليرتقي سلم المجد الأخروي مع الهائمين في نور الله وتجلياته بالذكر علي مدار الساعة وليحيا في جناب الحضرة الأحمدية ثم الحضرة الواحدية ثم الأحدية فقد نجح هزاع في أن يكتب اسمه في ديوان الذاكرين والخالدين.. ندعوا الله أن يهب لنا العشق علي طريقته ولنا في عشقه عودة بإذن الله.