الشعر القصصي ظل الشعر عبر رحلته الطويلة هو الأسلوب الوثائقي الذي تناقلته الأجيال منذ الشعر الجاهلي الذي يصعب علي طلاب اليوم فهم معانيه. الأزهري اتفق فقهاء الكلم والكلام علي أن الشعر هو ديوان العرب وهو علي ثلاثة أضرب: الضرب الأول.. هو الشعر القصصي الضرب الثاني.. هو الشعر التمثيلي الضرب الثالث.. هو الشعر الغنائي. أما الضرب الأول فهو الذي يعنينا في هذا المجال.. لأن منه بعض الملاحم الشعرية.. التي تعتبر تراثاً إنسانياً.. يوجد القليل منه في المكتبات الثقافية في العديد من دول العالم المتحضر.. ومن أمثلة الشعر الملحمي: 1 الالياذة.. لهوميروس.. وهو شاعر يوناني اهتم بتمجيد أبطال طروادة الذين من أهمهم .أخيل. هيكتور وألحق بالإلياذة .الأوديسا.. 2 الالياذة.. للشاعر الروماني فرجيل. 3 المهابياراتا.. لشاعر هندي. 4 الراميانا.. وهي لشاعر هندي أيضاً. 5 الشهنامة.. وهي للشاعر الفارسي أبو القاسم الفردوسي الطوسي. .. وهناك بعض الملاحم الأخري.. التي طواها الزمن ولكن هذا النوع كان موجوداً قبل الميلاد وبعده بسنوات قليلة.. أما الأدب العربي.. فقد وجد في الشهنامة ما هو قريب الصلة بالواقع العربي.. بالأحداث والبطولات للفروسية العربية.. خاصة أن الفردوسي اهتم بالتركيز علي ملوك وأبطال الإمبراطورية الفارسية. ولهذا نجد أن اهتمام بعض شعرائنا الآخرين بهذا الشعر القصصي لم يظهر إلا في الدراسات النقدية والتي تحفل بها مكتبة الإسكندرية.. التي تزخر بالملحمة العربية الوحيدة التي نسجها الشاعر العربي .ابن الأثير. وسماها الأمير حمزة البهلوان. ونعود إلي الشهنامة التي نظمها بالفارسية أبوالقاسم الفردوسي وترجمها نثرا الفتح بن علي البنداري الذي قارنها بالأصل الفارسي وأكمل ترجمتها في مواضع وصححها وعلق عليها وقدم لها الدكتور عبدالوهاب عزام ومما جاء فيها يخر علي الدهر كل بناء بفطر السحاب وحر ذكاء بنيت من الشعر صرحاً أغر يمل الرياح ويعي المطر وقد أراحني أمر ذلك أنني وجدت في مكتبتي الخاصة مجلداً ضخماً يحمل عنوان .الشهنامة. وطبع في أول يوليو 1932 بمطبعة دار الكتب المصرية كطبعة أولي.. أما الطبعة الثانية فتمت في 1992 في دار .سعاد الصباح.. ومثل هذه المعاجم الملحمية المترجمة إلي اللغة العربية تفيد كثيراً طلاب البحوث والدراسات العليا وان كانت لا تهم القراء العاديين لثقلها وكثرة ما تحتويه من احداث. وقد صدرت أيضاً الالياذة لهوميروس وبعدها الاوديسا وهما يقدمان لونا آخر من الشعر القصصي الذي يحتاج إليه أي باحث يضرب في الماضي. أما العرب فلم يهتموا إلا بالأشعار الفصحي.. والتي كان من أبرزها المعلقات السبعة أو العشرة والتي كانت مثار فخر للشعراء القدامي الذين تفننوا في استخدام المحسنات اللفظية التي تزخر بها لغة الضاد. وكانت الغزوات والبطولات التي تغني بها الشعراء العرب الأقدمون والتي قام بحصر الكثير منها أبي الفرج الاصفهاني في الثمانية والعشرين مجلداً التي كتبها باسم .الأغاني. والتي حوت مئات القصائد والمطولات.. منها ما كان مدحاً ومنها ما كان قدحاً ومنها ما كان فخراً لمجتمع نبت فيه شاعر مثل السموءل بن عادياء اليهودي الذي كتب مطولة يمتدح فيها قومه وهو الذي يقول فيها: إذا خلا منا سيد قام سيد قئول لما قال الكرام فعول وقد ظل الشعر عبر رحلته الطويلة هو الأسلوب الوثائقي الذي تناقلته الأجيال منذ الشعر الجاهلي الذي يصعب علي طلاب اليوم فهم معانيه، وانتهاء بالشعر المرسل الذي بدأه علي أحمد باكثير وبدر شاكر السياب ونازك الملائكة وانتهاء بالقصيدة النثرية التي ظهرت في لبنان في أوائل الثمانينيات ثم انتقلت إلي سوريا بزعامة الشاعر محمد الماغوط وجاءت إلي مصر بعد ذلك. ومن يكتبون في الشعر أو يطالعون معناه سوف يجدون المتعة التي لا نهاية لها ولكننا في حاجة إلي من يلخص الملاحم العظيمة التي هي تراث لصانعيها وحتي نهاية التاريخ.