بين التفاؤل وصناعة البهجة، يأتي عام 2014 محملاً بموسم غنائي مليء بالألبومات الغنائية المتنوعة، والأغانى ال"السينجل" التي حملت معها قدرًا كبيرًا من الفرحة للجميع على مستوى مصر والوطن العربي، في رسالة واضحة من صناع الموسيقى والغناء تهدف لإزالة لحظات الألم والقلق التي صاحبت الشعوب في أعقاب ثورات الربيع العربي، والتي أحدثت تغييرات في المنطقة العربية بأكملها على مدار 3 سنوات، باعثين في دقائق قصيرة لحظات من الفرحة والتفاؤل. كما عادت الموسيقى والأغنية خلال العام الحالي إلى مناقشة موضوعات اجتماعية، ورومانسية تناساها الجميع خلال الأعوام السابقة حيث سيطرت الأغاني الوطنية الحماسية على الساحة الفنية تماشيًا مع الظروف التي عاشتها البلاد. بشائر العام الجديد جاءت مع طرح عدد من الفنانين لألبوماتهم الغنائية منهم النجمة شيرين عبد الوهاب بألبومها "أنا كتير" والذي حققت من خلاله نجاحًا كبيرًا، ومثل لها عودة قوية بعد إخفاقات ألبومها "اسأل عليا"، خصوصًا وأنها خاضت تجربة جديدة من خلاله وهي طرحه عبر الإنترنت مما حقق له نصيبًا أكبر من الرواج والانتشار. وتنافس مع شيرين في أوائل النجمة التونسية لطيفة والتي طرحت ألبومها "أحلى حاجة فيا"، والذي عادت به برؤى موسيقية وفنية جديدة، وجريئة أيضًا على مشوارها الغنائي قدمت من خلاله كلمات وألحانًا مختلفة عن القالب الذي اعتاد جمهورها عليه منها خلال السنوات الماضية. ويعود الفنان هيثم شاكر في العام ذاته بعد غياب سنوات ليدخل في حلبة المنافسة في بداية العام مع شيرين، ولطيفة، يكلل عودته بألبوم قوي ومختلف يحمل اسم "أحلى قرار" حمل معه تنويعات موسيقية جديدة، كل ذلك مع الحفاظ على الهوية الطربية. ودخلت نجمة الموسم الأول لبرنامج "آراب آيدول" كارمن سليمان في السباق مع كبار المطربين، بطرح ألبوم "أخباري" والذي حضرت له على مدار عامين، وقدمت خلاله نماذج غنائية تتلاءم مع فئات عمرية تتقارب منها، وتنسجم أيضًا مع فئات الشباب الأكبر، والتى استطاعت كارمن الوصول إليهم بما قدمته من أغان متجددة في ألبومها. النجمة اللبنانية نانسي عجرم والتي طرحت ألبومها "نانسي8" لم يحالفها الحظ كثيرًا هذا العام، حيث لم يحقق الألبوم النجاح الواسع المتوقع من نجمته، كما أنه يأتي في مرحلة متأخرة للتفوق الكبير الذي حققته في بداية مشوارها باستثناء أغنية "ماتيجي هنا" والتي كانت طوق النجاة في هذا العمل وحققت نجاحًا واسعًا مع الجمهور. كذلك كان الحظ السيئ مواليًا لمواطنتها اللبنانية إليسا، والتي طرحت هى الأخري ألبومها "حالة حب" فقد جاء الألبوم باهتًا وبعكس حالة التفاؤل التي عكستها في ألبومها قبل الأخير "أسعد واحدة" أو البهجة التي حملتها ألبومات وأغاني العام. وجاء ألبوم "شفت الأيام" للنجم الكبير عمرو دياب ليقف في مرحلة تتقدم على ألبوماته التي طرحها خلال عام 2011، 2013 لوجود تنويعات موسيقية مميزة به، إضافة إلى تقديمه لمجموعة من الشباب الجديدة في مجالات التلحين والتأليف. كما طرح الفنان تامر حسني ألبومه "180 درجة"، ويقف في مرحلة وسط لمشواره الفني "لم تضف أو تنتقص منه" إضافة إلى عدم تحقيقه صدى واسعًا مع الجمهور. كذلك كان هناك عودة لاثنين من كبار المطربين اللبنانين وهما الفنان راغب علامة بألبومه "حبيبي ضحاتي"، ووائل كفوري بألبومه "الغرام المستحيل"، واللذين حققا نجاحًا ملحوظًا على مستوى مبيعات الألبومات العربية. هذا بالإضافة إلى ألبوم الفنانة يارا "ياعايش بعيوني"، والفنان مروان خوري ألبوم "العد العسكي" واللذين مثلاً نجاحًا ملحوظًا مع الجماهير، وأبدي الجميع انبهارهم به عبر مواقع التواصل الاجتماعي. ويعود الفنان تامر عاشور بألبوم جديد ومختلف يحمل اسم "عشت معاك حكايات" حمل تنويعات موسيقية مختلفة، إضافة إلى حمله قدرًا من البهجة بعكس حالة الحزن التي كانت تسيطر على أغلب ألبوماته السابقة. كما طرح "محبوب العرب" الفنان محمد عساف ألبومه الأول الذي حمل اسمه، وانتظره الكثيرون من محبينه ليحقق أيضًا نسبة مبيعات مرتفعة. ولم يخل العام الحالي من طرح مجموعة من الأغاني صاحبة البهجة على أذن المسمتعين من بينها "اللي بينا" للديفا سميرة سعيد، و"سهرانين" للنجمة كارول سماحة، "ليه لا" لفريق واما، "ولاد النهارده" ل آمال ماهر، وأغنية الفنان المغربي شوقي "فرحة العالم" وهي النسخة العربية من أغنية كأس العالم، "يخرب بيت سنينه" ل محمد نور، والنجم محمد منير بأغنيته "متحيز". ولعل الحدث الأعظم للأغاني المنفردة أغنية "بشرة خير" للنجم حسين الجسمي، التي حققت ملايين المشاهدات، ورقص عليها العالم كله، وكانت دافعًا قويًا وحماسيًا لنزول جموع الشعب المصري في انتخابات الرئاسة لعام 2014.