هل كل ما يتمناه المصرى يدركه ابدا فهناك عوامل عديدة تتدخل فى هذا اولها الامكانات وثانيها الارادة ولكن للاسف الشديد ارى انه فى كثير من المجالات الامكانات متاحة وخصوصا البشرية منها ولكن بسبب ضعف الارادة يتوقف كل شيء فكثيرا ما نجد علمائنا واساتذتنا وباحثينا يقدمون حلولا علمية لكثير من مشاكلنا ويقدمون ايضا رؤى اقتصادية تعتمد على العلم والدراسة ويقدمون اختراعات ربما تساهم بشكل كبير فى تغيير حال وطننا ولكن كل هذا كان يذهب ادراج الرياح بسبب عدم وجود ارادة لتبنى افكار هذه الفئات . اقول هذا اليوم وانا فى غاية السعادة بعد تكريم الرئيس عبد الفتاح السيسى للعلماء المصريين وتأكيده على دورهم وشكره لهم وقناعته ان مصر لن تتقدم بدون العلم والعلماء بعد ما كان العلماء المصريون يهربون من الاوطان بسبب عدم وجود من يهتم بهم او يهتم ببحثهم العلمى وكان الكثير منهم يعانى الامرين من اجل استكمال مسيرته فى البحث العلمى بالاضافة الى اضطهاد المجتمع لهم وعدم توفير التمويل لبحوثهم العلمية فكان من يستدان من اجل تحقيق هدفه او من يتجه الى بلد اخرى تقدره وتقدر علمه وللاسف كان معظم هؤلاء العلماء من الشباب واحتضنتهم الدول التى قدرت علمهم ووفرت لهم كل مقومات النجاح حتى نجحوا وتقدمت هذه البلاد المهتمة بالعلم بهم واثر ذلك بالايجاب على اقتصادها ولكن للاسف فى مصر لم تكن هناك ارادة حقيقية للاعتماد على العلماء والمبتكرين وبحوثهم العلمية فكان العالم اوالاستاذ الجامعى او الباحث العلمى ليس فى نطاق اهتمام الدول بل انه وللاسف الشديد كانت الدراما تصور العالم او المهتم بالبحث العلمى بشخص غير طبيعى ويكاد يقترب من الجنون وهو ما ترك صورة سلبية سيئة لدى كل اطياف المجتمع نحو العلم والعلماء ومن هنا ارى ان مع اطلاق الرئيس للمبادرة القومية نحو بناء "مجتمع مصري يتعلم ويفكر ويبتكر" ان تتخذ الدولة فى كل قطاعتها منحى مختلف فى التعامل مع العلم والعلماء واساتذة الجامعات والبحث العلمى ويكون هذا فى كل القطاعات خصوصا المالى والادارى فيجب ان يتوفر للعالم راتب محترم يعينه على غلاء المعيشة حتى يكمل اعماله وابحاثه وابتكاراته ويكفى ان نقول ان مرتب العالم او الباحث فى مصر لا يتعدى الثلاث الاف جنيه وفى دول اخرى لايقل عن 10 الاف دولار ثانيا ان توفر الامكانات للباحث او العالم لاجراء بحوثه او تجاربه ولايتحملها وحده كما يحدث حاليا وحقا وضع الرئيس يده على شيء هام وهو انه بالعلم والعدل سنتقدم وأن مصر تسير على الطريق الصحيح بالأمل فى الله والثقة فى النفس ولذلك كانت مبادرة الرئيس هامة جدا فى هذا التوقيت لتؤكد انه ان الاوان ان يصبح هناك مكان مرموق فى الوطن لكل عالم او باحث وانه سوف تهتم الدولة بهم وبأبحاثهم العلمية ليس هذا فقط بل و ستتبنى الدولة المتفوقين دراسيا من خلال تنمية مهاراتهم الدراسية وارسالهم فى بعثات علمية فى اكبر الجامعات العالمية وهو ما يعود بالنفع عليهم وعلى البحث العلمى فى مصر – وكذلك طلب الرئيس وضع استراتيجية مصرية للبحث العلمي تتواكب مع استراتيجية تطوير التعليم وإصدار قانون لتنظيم البحث العلمي الذى ادرك انه ليس رفاهية وأنما اصبح ضرورة لتقدم الوطن ، خصوصا أن الدستور كفل حرية البحث العلمى ورعاية الباحثين ويكفى ان نشير الى ان الدول الكبرى تعتبر البحث العلمى ركيزة اساسية للنهوض باقتصادها وان التنمية التى لاترتكز على العلم هى تنمية ضعيفة وغير مستمرة ومن هنا يجب على كل أجهزة الدولة ان تهتم بالعلماء وبحوثهم العلمية وتوفر لهم المناخ الملائم لاكمال مهامهم وتبدأ الدولة حقبة جديدة فى رعاية العلم والعلماء وتذليل كل الصعوبات التى واجهتهم وتواجههم لاكمال ما يقدموه وتفعيل مبادرة الرئيس في تطوير منظومة البحث العلمي من خلال الجهد المشترك بالتعاون بين وزارة البحث العلمي وبين مجلس خبراء وعلماء مصر، والمجلس التخصصي للتعليم والبحث العلمي التابعين لرئاسة الجمهورية. كذلك يجب تفعيل توصية الرئيس الخاصة بضرورة تعاون ليس الدولة فقط بل ايضا القطاعين الخاص والأهلي ورجال الأعمال للاستفادة من نتائج الأبحاث العلمية المصرية في قطاع الصناعة، والمساهمة في تطوير وتمويل البحث العلمي بمصر، لتحقيق الاستفادة المشتركة والمنفعة المتبادلة بين الجميع والذى فى النهاية حتما سيصب فى مصلحة الدولة ويجب الا يكون ما حدث مجرد زوبعة فى فنجان تنتهى مع انتهاء الاحتفالات وتكريم العلماء وبعدها كأن شيئا لم يكن ويبقى الوضع على ما هو عليه وهنا لابد على الحكومة كلها وليس وزير البحث العلمى فقط ان تدرك ما ادركه الرئيس وتنفذ توجيهاته لانها فى النهاية تخدم الوطن وليس اشخاص . ويأتى هنا الحديث على اهمية دور وسائل الاعلام المختلفة فى ابراز النماذج المتميزة من علمائنا سواء فى الداخل او الخارج والقاء الضوء على إسهاماتهم وماقدمه علمهم لخدمة البشرية ليأخذوا حقهم اعلاميا وليكونوا قدوة لغيرهم والتركيز على شباب الباحثين والعلماء وما اكثرهم فى وطننا وبحث المعوقات التى تواجههم لتذليلها كما يجب على الدراما ان تغير من نمط تقديمها للعالم او الباحث ولا تضعه فى قالب المعزول عن المجتمع او الشخص الغير سوى والغير مهتم بحياته ولا من حوله واهتمامه فقط بعلمه ولا يخالط المجتمع لان هذه صورة سيئة وغير صحيحة وتعود بالسلب على هذه الفئة وعلى المجتمع معا ولكن يجب تقديم نمازج معاصرة توضح كيفية اجتهادهم وقصص نجاحهم This email address is being protected from spambots. You need JavaScript enabled to view it.