من المؤكد أن ثورة يناير 2011 مثل كل الأحداث التاريخية الكبري ستكون مجالا للكتابات التاريخية المتناقضه والتي يحاول الباحثون تلمس الحقيقة فيها عن طريق علم يسمي بفلسفة التاريخ وهو علم هام يدرس في الجامعات وهي الأصول المختلفة لفهم ماحدث في ضوء المنهج العلمي للباحث. وأعتقد أن التاريخ ومنه تحليل ثورة يناير من الأفضل أن يتم في حدود الاستدلال العقلي للأحداث والظروف التاريخية شاملة السياسية والمجتمعية المعاصرة للحدث وهو ما سأحاول شرحه باختصار فيما يلي: في سنة 2002 تم رفض فكرة خلافة جمال مبارك لوالده من الولاياتالمتحدةالأمريكية وآنذاك صرح الرئيس المخلوع أن مصر ليست كسوريا مشيرا ضمنا الي تجربة بشار الأسد في خلافة والده. في سنة 2004 ذهب جمال مبارك الي الولاياتالمتحدةالأمريكية وعاد بأجندة أمريكية لاختباره شملت منع محاكمة المدنيين أمام محاكم مدنية واطلاق سراح الناشط سعد الدين ابراهيم والذي كان قد بدأ بفتح قناة اتصال منفرد بالاخوان مع الولاياتالمتحدة عام 2003. بدأ المخطط الأمريكي باستغلال جمال مبارك بطريقة غير مباشرة مستغلين نهمه للسلطة لاسقاط حكم ابيه والذي كان مستعدا للانضغاط الي أضيق مساحة ممكنه من مصالح مصر مقابل بقائه ثم تولي ابنه السلطة من بعده. لم تعمد أمريكا لاسقاط مبارك الا بعد رفض الأخير البدء في اصلاحات ديقراطية تتيح للمعارضة العودة لبلادها بدلا من تهديد مصالح ومنشئات الولاياتالمتحدة والتي تحافظ علي حكم مبارك طالما راعي مصالح الأولي في المنطقة. بعد رفض مبارك القيام باصلاحات ديمقراطية حقيقية بدأ سيناريو الفوضي الخلاقة التي أعلنته كوندليزا رايس أيضا في قاعة ايورت بالجامعة الأمريكية 2006 باسقاط العقد الاجتماعي في مصر عن طريق النصائح الأمريكية لاسقاط دور الدولة تجاه المواطن خاصة الفقراء باعلان تخلي الدولة تدريجيا عن الدعم شاملا التعليم والصحة والاسكان والخدمات مستخدمة وزراء الخصخصة الذين تجمعوا حول جمال مبارك بايعاز أمريكي للاسراع بوتيرة الغضب الشعبي المؤدي الي ثورة يناير دون التخطيط مباشرة لأحداث الثورة والدليل هو التخبط الأمريكي بين المساندة لنظام مبارك في الاسبوع الأول من الثورة الي المطالبة بسقوطه في العشر أيام الأخيرة لها. وهو السبب الأساسي لرفضي سياسة رفع الدعم و التي هلل له الكثيريين قبل البدء في مشاريع قومية كبري مثل التي بدأت فيها الحكومة بالفعل ومازلت أطالب الحكومة بتأجيل رفع الدعم أو فرض ضرائب جديدة حتي تؤتي هذه المشاريع ثمارها بالفعل.