كانت المرة الاولي ،وأظنها الاخيرة، التي شاركت من خلالها الحكومة في هذا العبث، الذي يتم من خلاله، تنظيم ندوة لاستحضار الجن عن طريق المشعوذين، واستنطاق الضحايا بصوت قرائن الجن داخلهم بدعوي العلاج بالقرآن، وسط كوكبة من كبار اساتذة الطب النفسي وعلماء الأزهر، تحت رعاية وزارة الصحة بمستشفي العباسية للصحة النفسية عام 1996، تحمل عنوان" الممارسات العلاجية الشعبية غير الطبية" بمشاركة قرابة 150" عفريتا" من ممارسيها، وقد لبي كاتب السطور الدعوة الرسمية التي وصلته لتغطيتها صحفيا، مندوبا عن جريدتنا العظيمة الاولي" السياسي المصري". كان طبيعيا ان تسعي "العفاريت " ، مدعو العلاج بالقرآن، لاستظهار قدراتهم في الندوة ، إذ أتي كل واحد ومعه " زبونه " المسكين، غير ان فطنة الدكتور يحي الرخاوي -عالم الطب النفسى الجليل- مقرر الندوة حالت دون تحقيق مرادهم،بكسب تعاطف الحاضرين من المتخصصين الاطباء والصحفيين والعلماء، واكتفت الندوة بكلمة في دقائق، لكل متحدث في هدوء، لكن الخلاف بدأ يدب دبا بالقاعة، حين هاجم شخص يدعي مصطفي ضرغام ينتمي لما اسماه، ب" جمعية العلماء الروحانيين بألمانيا والنمسا ، ادعاءهم القول بأن "العلاج بالقرآن " علاج روحاني، وان جلساتهم روحانية، متهما اياهم بتحضير "القرين" فقط وهو ما وكلهم الشيطان فيه علي حد قوله، فالتهبت القاعة هجوما عليه. ما أود التركيز عليه، أن هذه الندوة كشفت عن تباين واضح في منهج مدعي العلاج بالقرآن، يختلف باختلاف تقافاتهم وحظهم من التعليم،، وقد كانت المفاجأة حين اقترب كاتب السطور من معظمهم للسؤال عن مهنته، فكانت بين عجلاتي ، طعمجي، بائع ريحة، او ابر بواجير او شباشب بلاسيك، او تاجر بسوق الخضار، وبين موظف بسيط باحدي الوزارات، وبين مدرس لعلوم القرآن بجامعة الازهر، وربة بيت امية، ومن علي شاكلة ذلك كثير!! وقد كان من العبث ان تسمع علي لسان بعضهم، ان الامراض التي تسببها الفيروسات كالايدز والسرطان سببها الجن والمردة، لذلك فهو ينصح باستخدام الخور لتغذية الجان في المنازل وطردهم منها حتي لا تتغذي علي اجساد البشر او تؤذيها!! الغريب ان الدكتور حسن بلال وكيل اول وزارة الصحة آنذاك، لفت وبغرابة الي ان الوزارة تبذل علي حد قوله جهودا لدراسة ماوصفه بالنوع الجديد من هذه"العلاجات"، وهنا اشتد عود "المشعوذين" بعد ان هاجمهم الكتور احمد شوقي العقباوي استاذ الطب النفسي والشيخ جمال قطبن، فطالبوا – في الهيصة- الحكومة بتأسيس جمعية للعلوم الروحية والدينية والنفسية، بل وعدم السماح- كمان- لأي شخص بالانضمام اليها إلا بعد التأكد من جهوده- في الدجل طبعا- وفحص الحالات التي- قال ايه- عالجها، بل وتأسيس رابطة باسمهم لها فروع بالمحافظات، فوعدهم الدكتور سيد القط مدير المستشفي ومستشار الصحة النفسية بالوزارة آنذاك بدراسة هذه "المقترحات" !! وللحديث نهاية غدا بإذن الله. This email address is being protected from spambots. You need JavaScript enabled to view it.