"إرفع رأسك فوق أنت مصرى". كم هزنى مشهد المصريين وهم يحملون الأعلام وترتفع أصواتهم إلى عنان السماء: "تحيا مصر". فى نفس الوقت يتردد صوت الرئيس المصرى وصداه فى جنبات الأممالمتحدة أمام العالم: "تحيا مصر"، ليسمع ويشاهد ويقف ويصفق العالم لمصر. فالرئيس المصرى أذهل العالم عندما بدأ خطابه بتحية للشعب المصرى. إنها رسالة لكل شعوب ودول العالم، رسالة مفادها أن الشعوب هى التى تقرر مصيرها. وأن الرئيس المصرى الذى يقف فى قلب نيويورك فى المنظمة الدولية جاء بإرادة الشعب المصرى الذى أذهل العالم بثورتين: ثورة على النظام الفاسد المستبد، وثورة ليسترد هويته ومصريته ووطنه ودولته من المتاجرين بالدين. نعم، الشعب المصرى كما قال الرئيس المصرى سيغير تاريخ العالم. فالشعب المصرى بثورته فى 30 يونيو كان حائط الصد لمؤامرة تفتيت وتقسيم مصر والعالم العربى إلى دويلات صغيرة. كان الصخرة التى تحطمت عليها خطة ومؤامرة إشعال الفتن الطائفية والعرقية وإشعال الاقتتال بين أبناء شعوب المنطقة. هذا الشعب العظيم الذى خرج من أجل العدالة الاجتماعية والحرية والديمقراطية واستقلال الإرادة الوطنية. إن ثورة 25 يناير التى قامت ضد الفقر والذل والقمع والتبعية والاستبداد والفساد وبيع وخصخصة المصانع والبنوك والأراضى وبيع ممتلكات الشعب المصرى التى بناها بعرقه وجهده وماله، والاستيلاء على ثروات الشعب التى هى ملكا له وللأجيال القادمة. ثورة يناير التى قامت ضد انتهاك الحريات والتعذيب. ضد شريحة حاكمة احتكرت السلطة ورأس المال ولم تترك حتى الفتات لملايين الفقراء. نفس الشعب العظيم الذى ثار فى الثلاثين من يونيو ضد المتاجرين بالدين وبالدم وبالأوطان، عندما أحس بوعيه الفطرى أن بلاده يتم خطفها، وأن هويته يتم سرقتها، وأن حضارته العظيمة تداس بالأقدام، وأن تاريخه فى التسامح والحضارة يتم محوه، وأن إبداعاته فى كل المجالات يتم تدميرها. هذا الشعب يقول لنا إن نظام المخلوع ونظام المعزول وجهان لعملة واحدة وهى (القوى المضادة للثورة). هذا الشعب يذكرنا فى كل يوم ونحن على أبواب انتخابات البرلمان، ويقول لنا: انتبهوا! فالشعب لن يسمح مرة أخرى بعودة أى من هؤلاء إلى الحياة السياسية ليخدعونه أو ليسرقونه أو ليدمروا بلاده. هذا الشعب الذى أشاد رئيس الجمهورية بثورته وعظمته يقول للرئيس: لن نسمح بمصالحة مع من قتلوا الشعب المصرى، مع من أحرقوا كنائس المصريين، مع من اعتدوا على الأرواح والممتلكات من الجماعة الإرهابية. هذا الشعب لن يسمح أيضا بعودة من تسببوا فى قتل الآلاف من أبنائه بالمبيدات المسرطنة، وتشريد الملايين ليعيشون فى مناطق عشوائية لا آدمية، والاستيلاء على الثروات على حساب ملايين الفقراء.