من الصعب ان يتربع كاتب على قمة الصحافة الساخرة لاكثر من خمسون عاما ومن الصعب ان تجده يسيرمعك يوم بيوم ويقول كل ما بداخلك ومن الصعب ان تجد له قراء من الكبار والصغار- الشباب والشيوخ -الرجال والنساء بل والاطفال ومن الصعب ان تشعر انه يتحدث عنك سواء كنت مثقف او امى عامل او فلاح ومن الصعب ان تجد كل هؤلاء لا يمر عليهم يوما الا و يقرأوا له والاصعب من ذلك كله .. فراق أستاذ الكتابة الساخرة احمد رجب خصوصا اذا كان الفراق بينك وبين شخص لم تقابله ولم تعرفه معرفه شخصية ولكن فى النهاية تشعر انه منك يتحدث اليك وبلسانك يشعر بآلامك وافراحك يقول مالا تستطيع انت قوله وداعا احمد رجب كاتبنا الساخر العملاق .وداعا نص كلمة وداعا اهم فرسان الصحافة المصرية والعربية وداعا من كان يكتب بلا حسابات وبلا خوف ويكفى انك اذا كنت تريد ان تعرف مزاج المصريين فعليك بقراءة نص كلمة فهى كانت مرآة المجتمع المصرى لقد كانت عبقرية احمد رجب رحمه الله فى توصيل نص كلمته الى مصر كلها.. هذه هى عبقريتة التى انفرد بها منذ اكثر من نصف قرن فى بلاط صاحبة الجلالة مابين الكتابة الساخرة او كتابة زاويته اليومية فى الاخبار نص كلمة واصبح له مدرسته الخاصة وتتلمذ على يديه العديد ولكن ابدا لم يتفوق اى تلميذ على الاستاذ الذى ظل متربعا على عرش الكتابة الساخرة حتى وفاته . والاهم هو انه كان يقول فى نصف كلمته التى لا تتعدى السطور القليلة كلام يصعب على غيره ان يقوله فى صفحات عديدة وهى موهبة فذة حباها الله الى كاتبنا الكبير ومن سخرية القدر ان يتوفى الكاتب الكبير فى نفس يوم وفاة رئيس وزراء مصر الاسبق عاطف عبيد فنجد معظم تعليقات الشعب المصرى سواء على مواقع التواصل الاجتماعى او غيرها تألمت وترحمت وحزنت وتأثرت لرحيل احمد رجب ولم تتطرق لرئيس وزراء مصر الاسبق الا بجملة واحدة فقط ربنا يرحمه ويسامحه وهذا ان دل على شيئ يدل على ان هذا الشعب الكبير الواعى دائما يفرق بين من يقف بجانبه ويفيده حتى ولو بالكلمة ومن يتسبب فى ضرره باى شكل من الاشكال والغريب ايضا ان تأتى وفاة رجب بعد اقل من 3 اسابيع لرحيل رفيق دربه مصطفى حسين صاحب الريشة الذهبية واشهر رسامى كاريكاتير مصر الذىن كونا سويا ثنائيا مصريا رائعا ونموذجا للعمل الجماعى فى الكتابة الساخرة لسنوات عديدة ونجحا سويا سواء على مستوى الرسوم الكاريكاتيرية اوالابداع فى الشخصيات الساخرة التى ابتدعها احمد رجب بفكره بفكره ورسمها مصطفى حسين بريشته ومن شدة اتقانهما اصبحت هذه الشخصيات جزء من نسيج الشعب المصرى بل واصبحت هذه الشخصيات تعبرعنهم فى الافراح والاحزان تنتقد المسئولين وتقومهم وتصفق لهم عندما يحققوا اى انجاز وتقف مع الشعب فى أزماته فأسال المصريين عن مطرب الاخبار او الكحيت او عزيز بك الاليت وكذلك فلاح كفر الهنادوة و عبده مشتاق و كمبورة وغيرهم الكثير من الشخصيات العديدة التى ابتدعها كاتبنا وأصبحت شخصيات حقيقية تعيش معنا و تقول مالا نستطيع نحن قوله .وابداعات رجب الادبية عديدة ومتنوعة. وتحول العديد منها الى اعمال درامية. وعلى مستوى التكريم فنجد كاتبنا الراحل مثله مثل العديد من عباقرة مصر لم يلتفت اليه احد او الى عبقريته الا متأخرا او بعد رحيله ولم ينل الراحل التكريم الذى يستحقه او الذى يتناسب مع موهبيته الا مؤخرا اذ نال «جائزة النيل»، في الآداب في 2011، وهى أرفع جائزة تمنحها الدولة، وأهداها إلى الأخوين علي ومصطفى أمين اللذين اكتشفا موهبته الصحفية. ومخطأ من كان يتصور ان الكاتب الساخر كان على يمين السلطة بل انه دائما ماكان ينتقدها اما فى زاويته اليومية نص كلمة او من خلال التعليق على رسومات مصطفى حسين اليومية بالاخبار وكان دائما على يمين الشعب يعيش معه ويشعر بآلامه وطموحاته وكان يترجم كل هذا فى جرعة يقدمها له يوميا وكان دائما منتقدا بوطنية لكل السلبيات التى نعيشها وكان الوحيد القادر على نقد اى مسئول فى اى وقت دونما اى اعتبارات وكان كاتبنا الفريد من نوعه يكتب فى كل المجالات اجتماعية سياسية فنية اقتصادية او حتى رياضية خلاف الاحداث العربية والعالمية فكتب بعد الثورة – لسنا فى حاجة الى تقديم الساعة فقط بل نحن فى حاجة الى تقديم الزمن لنختصر طريق التقدم والرقى لمصر التى نتمناها نريد ان نرتفع بعملنا الى مستوى الاغانى والحب الذى نغنيه لمصر فأن مصر تستحق منا عطاء كثيرا كثيرا . وكتب ايضا عن مصر . حبيبة عمرى .. اود ان اقدم اليك اعتذارى فلقد احببتك حب العبادة بعد الله وسهرت الليالى فى النجوى وعشق الشعراء ولكننى لم اقدم اليك شيئا نافعا رغم علمى بأنك تواجهين ظروفا عسيرة ساقت اليك الدموع فلا انا مددت يدى الى خدك لاجفف دمعة ولا انا ضمدت لك جرحا ولا انا خبأتك فى حضنى لادفع عنك كل عدوان وهذه مصيبتنا جميعا فى حبك يا مصر ..وقفز الى ذهني وانا اتابع تشيع جنازة الراحل احمد رجب نص كلمة كتبها تعبر عن لحظات وداعه وكانه يطل علينا بقلمة للمرة الاخيرة اذ كتب- ان العالم كله يحتفل بذكرى ميلاد نجومه الا المصريين فيحتفلوا بذكرى وفاتهم ولهذا كان حضور المأتم بدعوة عامة اما الافراح فبتذاكر دعوات رحم الله كاتبنا الكبير احمد رجب والهمنا والهم اهله الصبر والسلوان This email address is being protected from spambots. You need JavaScript enabled to view it.