الرئيس وشجاعة الاعتذار

بقلم:جمال حسين
أحسن الرئيس عبدالفتاح السيسي صنعا عندما أطل على المصريين صباح أمس بعد ساعات من أزمة انقطاع الكهرباء ..الرئيس أراد أن يطلع الشعب على حقيقة وأبعاد المشكلة كشريك فى الحكم .. كم كان الرجل عظيما وهو يعتذر للبسطاء عن تلف طعامهم في الثلاجات بسبب انقطاع الكهرباء وكم كان صادقا وهو يطالب الشعب المصري بالاصطفاف معه لمواجهة التحدي والصبر عليه حتى يتحقق المستحيل لان مشاكل مصر عصية على الحل أمام أي حكومة ..السيسي اختار الطريق الصعب وهو طريق الصراحة والشفافية حيث أنه أول رئيس يعترف بمشاكل البلد ويصارح بها الشعب دون إنكار أو تجميل للواقع الصعب
.. لم يفعل كما فعل الرئيس المعزول عندما وعدنا بضخ مائة مليار دولار للاستثمار وحل مشاكل مصر فى مائة يوم - وكأنه حاوى - ولم يحقق شيئا ، السيسي قال منذ توليه المسئولية انه لا يملك عصا سحرية لإصلاح الأحوال وصارح الشعب بالحقائق رغم مرارتها وطالب الجميع بأن يعملوا بهمة حتى تنهض مصر بجهود كل المصريين .. ..وكم كان صريحا وهو يكاشف الشعب بان هناك متآمرين يخربون في البلد حتى يكون الشعب غاضبا ومستاء وزعلان اطمئنك سيادة الرئيس ان مصداقيتك ومصارحتك من أهم أسباب عدم تفاقم الشعور بالضيق وظهر هذا واضحا جليا عندما تقبل الشعب رفع أسعار المحروقات بدرجة لم تحدث من قبل لثقتهم من سيرك فى أتجاه صحيح ومدروس للارتقاء بحياتهم الاقتصادية والأمنية التى لا تقدر بثمن،
نعم لابد أن نتحمل ونتكاتف خلفك ولا نهتم بالقلة المارقة التي تحاول إحداث نوع من الفتنة والبلبلة لتحقيق آمال وطموحات التنظيم الدولي للاخوان عن طريق ذيوله من أهل الشر والدمار الذين أحرقوا بالأمس فقط عشرات من محطات الكهرباء في حدائق الاهرامات وغيرها ..نعم يستطيع الشعب ان يحمي هذه المحطات وان يحمي مرافقه وان يقطع هذه الأيادي قبل ان تمتد اليها بسوء ..وحفظ الله مصر من كل سوء .