المشير السيسي في حوار 4 ساعات مع الأخبار والأهرام برنامجي يعيد بناء الدولة المصرية الديمقراطية مكسب لن يستطيع أحد انتزاعه من الشعب الدولة يجب ألا تستند إلي كتف رجل واحد.. إذا مات تروح في داهية

المشير السيسى يتحدث مع ياسر رزق ومحمد عبدالهادى علام بعد انتهاء الحوار
اتخذت قراري بالترشح يوم 27 يناير من أجل وطن مهدد
5 آلاف كيلو متر من الطرق الجديدة
طريق بطول 1200 كيلو متر في ممر التنمية خلال 18 شهرا
10 آلاف ميجاوات من الطاقة الشمسية
أسطول جديد لنقل السلع ومشروع ضخم لتربية الماشية
من 3 إلي 4 مليارات جنيه لكل محافظة لتطوير بنيتها
صوبات متعددة الطوابق لزيادة الإنتاجية 8 مرات
أسواق موازية ومجمعات لضرب الغلاء والجشع
تحديث 4 آلاف مركز شباب للنهوض بالرياضة والثقافة
هذا الرجل يمتلك جرأة الحلم وجسارة الأمل
ومعهما لا ينقصه صدق العزم وصلابة التصميم
اجراه ياسر رزق
.
الحلم.. إعادة بناء الدولة المصرية الحديثة، والأمل.. إخراج ملايين الفقراء من دائرة الفقر، والعزم.. استنهاض طاقات وهمم المصريين، والتصميم.. إنجاز الهدف في 4 سنوات هي مدة الرئاسة، إذا نال الثقة وحظي بتكليف الشعب.
4 ساعات كاملة أمضيتها والصديق العزيز محمد عبدالهادي علام رئيس تحرير الأهرام نحاور المرشح الرئاسي المشير عبدالفتاح السيسي.
هذا هو الحوار الصحفي الثاني الذي يجريه السيسي مع الصحافة المصرية، كان حواره الأول معي في أكتوبر الماضي، ولحسن حظي أنني كنت طرفا في حواره الثاني الذي اختص به «الأخبار» و»الأهرام».
لا تمل أبدا إذا جلست إلي المشير السيسي، شيء ما في هذا الرجل يجذبك، مزيج من الصدق والأمانة والإخلاص لا يخطئه وجدان، في حديثه الآسر الذي يخاطب العقل والفؤاد.
ولا يشعرك أبدا بتململ، مهما امتد بك الوقت معه، حتي لو طغي علي لحظات راحة ينشدها أو دقائق تأمل فيما ينتظره من مهام.
لا يطلب السيسي أسئلة مسبقة، ليرتب إجابات، فهو لا يتحدث إلا بما يعتقد، ولا يسعي لتزويق ما يقول.
لا يتردد السيسي في الرد علي أي سؤال.. يجيب بصراحة مطلقة علي أي استفسار، ويترك لمن يحدثه تقدير ما قد لا يكون من المصلحة الوطنية إعلانه في هذا التوقيت.
لا يخفي السيسي مشاعره، هو رجل ذو وجه واحد. حتي إذا غلبته العبرات، وهو يتحدث عن الوطن والشعب والناس الغلابة، فلديه شجاعة الإفصاح عن دمعة تترقرق.. يقول في هذا أنه ليس أعز من رسول الله صلي الله عليه وسلم الذي كان يبكي.
علي مدي أكثر من 240 دقيقة، تحدثنا مع السيسي في حوار طاف بكل القضايا، الوطنية والعامة وحتي الجوانب الشخصية التي لا يعرفها كثيرون.
واليوم ننشر الجزء الأول من الحوار..
نعلم أنك كنت ترفض خوض انتخابات رئاسة الجمهورية، قلت: إن شرف حماية البلاد، أعز عندك من شرف حكم مصر، وبعدها بشهور حينما ألحت الجماهير عليك للترشح، لم تغلق الباب وقلت: «الله غالب علي أمره»، ثم أخيرا أعلنت يوم 26 مارس الماضي أنك تنوي الترشح. متي كانت اللحظة التي حسمت فيها قرارك بينك وبين نفسك قبل أن تعلنه؟
السيسي: رأيي تشكل بناء علي تقدير موقف يضع المصلحة الوطنية فوق كل اعتبار. أما المصلحة الشخصية فكانت تقول: إني وزير دفاع والدستور يكفل لي بقائي في منصبي 8 سنوات، لكن أمام المصلحة الوطنية وفي ظل وجود وطن مهدد تنتفي المصلحة الشخصية.
في البداية حينما كنت أعتزم إعلان عدم نيتي في الترشح، كان الموقف مختلفا، فقد تغير النظام، وتولي رئيس المحكمة الدستورية رئاسة البلاد، وكان التقدير أن رد الفعل سيكون التعامل مع الموقف بسلام، غير أن هذا لم يحدث، وكان القرار الحاسم لذلك التيار كما كانت قراراتهم دائما هو المجابهة.
لذلك وجدنا أنفسنا أمام تهديد داخلي من جانب تيار يريد هدم البلد، ولو هدمها فلن يستطيع هو أو غيره أن يمسك بها. فالدولة لها أذرع تمسك بها لكنها ظلت تتآكل وتضعف علي مدي 40 عاما أو أكثر، وحالة الانفلات والضعف الأمني أدي إلي إضعافها وتراجع قدراتها.
وتساءلت هل هناك قدرات لأحد علي تولي المسئولية في هذه المرحلة؟.. وإلي أي مدي ستتحمل الناس أعمال القتل والتخريب التي يمارسها التيار الذي يريد هدم الدولة؟.. إلي أي مدي سيحتمل الناس الموقف الأمني غير المستقر والوضع الاقتصادي المتردي؟.. فضلا عن التهديدات الداخلية والخارجية، ووجود أجهزة مخابرات خارجية تعمل في الداخل ضد الدولة.
ووجدت أن حماية مصر التي قلت إنها أعز عندي من حكم البلاد، تدفعني للترشح، وإنني لن أكون مسئولا أخلاقيا ولا وطنيا ولا تاريخيا ولا دينيا أمام الله، لو لم أتصد للمشهد.
لهذا اتخذت قراري بيني وبين نفسي يوم 27 يناير الماضي، وفي اجتماع المجلس الأعلي للقوات المسلحة، شرحت موقفي، وكان حديثي معهم إنسانيا، فطوال عمري كنت أعيش معهم، وأظن أن لي رصيداً عندهم، وطرحت حجم التحديات، وتركوا لي حرية اتخاذ القرار، وكان قراري هو خوض الانتخابات، لأن المصلحة الوطنية فوق كل اعتبار، حتي لو كان الثمن في المستقبل هو ضياع شعبيتي.
من أول من فاتحته في قرارك؟
صديق عزيز وزميل عمر، دائما كان يضغط علي في هذا الاتجاه بعد قيام ثورة 30 يونيو، وكان يقول لي أن البلد لن تتحمل، تجارب مريرة أخري
الناس كانت تتصور أنه بمجرد انتهاء مهلة الأيام السبعة ونزولها إلي الشوارع والميادين بعشرات الملايين يوم 30 يونيو، أنه سيتم الاستجابة فورا لإرادة الشعب وإزاحة النظام، لكنك أعطيت الرئيس السابق محمد مرسي مهلة أخري 48 ساعة.. لماذا؟
نحن لم ننقض علي السلطة. الانحياز للشعب شيء والانقضاض علي السلطة شيء آخر. منذ يناير 2013 وأنا أنبه بكل شفافية من أجل المصلحة الوطنية. وكان الغرض من مهلة ال 7 أيام هو محاولة الوصول إلي حل يؤدي إلي إجراء استفتاء علي رئاسته. وعندما نزل الشعب بالملايين، سجلنا نزوله، وشاهد التسجيلات، لكنه قال إن العدد لا يتجاوز 130 ألفا، وعندما قلت له: هل كل هذه الأعداد هو 130 ألف فقط؟.. رد قائلا: ده فوتو شوب.
المهلة الثانية وهي مهلة ال 48 ساعة، جاءت اتساقا مع ضميري الوطني والإنساني، وقلت إنها مهلة لإنقاذ ماء وجهه. وظللت أحاول معه حتي الساعة الرابعة عصر يوم 3 يوليو. وكان موجوداً بمكتبه ولم يكن مقبوضاً عليه، ولو كان قَبِل إجراء الاستفتاء علي استمراره أو عدم استمراره كانت هناك فرصة للحل.
لكن الشعب بعد خروجه يوم 30 يونيو لم يكن ليقبل الاستفتاء، وكانت المطالب تجاوزت هذه الخطوة.
كانت هناك فرصة لو وافق بأن نقنع الجماهير بإجراء استفتاء خلال شهر مثلا، لكنه رفض ولو كان متأكدا أنه سينجح في الاستفتاء لكان وافق لكنه كان يدرك أن حتي من انتخبوه من الناس الغلابة تخلوا عنه
كيف تري التحدي الأكبر أمامك، لو قدر لك أن تحوز ثقة الشعب؟
التحدي الأكبر أن مصر لابد أن تعبر حالة العوز وتخرج من فقرها فالفقر هو المعول الذي هدم مؤسسات الدولة
أنا لا أنام الناس تسأل: لماذا هو مهموم؟.. همي هو القضاء علي الجهل والفقر من أجل استعادة الدولة الحديثة. فالدولة المصرية الحديثة بدأت في عهد محمد علي، ثم توقفت وسقطت. وعادت من جديد في عهد عبدالناصر وسقط المشروع عام 1967، وما نراه الآن هو آثار وامتداد ماجري عام 1967. أريد إقامة ركائز للدولة الحديثة وهي الركائز التي وئدت، فأول خطة خمسية (1962 / 1967) كانت هي آخر خطة حقيقية.
خطابي ليس هو خطاب العواطف وعندما كنت أقول للناس : انتم نور عنينا كنت أعنيها وأقصد أن هذه القوة الضخمة وهي الجيش المصري لن تكون أبدا ضدكم.
علينا أن نعيش الواقع ويجب أن يكون الضمير الوطني حاضرا في التشجيع والمجابهة
هناك من يقول إن حديثك ليس حديث مرشحين للانتخابات.
لا وقت للمجاملة حجم التحدي أكبر مما نتصور وهو غير مسبوق في تاريخ الدولة المصرية. من حق الناخبين أن يقولوا: لا. وأنا لا أقبل علي المصريين أن يقودهم نحو اختيارهم أحد ولا يشرفني أن يقودهم أحد لذلك.
الديمقراطية الحقيقية أن أتحدث كلاما حقيقيا وصريحا.. هل تريدون أن تبقوا معي علي صراحتي.
أنا أتحدث مع إعلاميين وصحفيين ومسئولين وخبراء، أحاول تشكيل فهم حقيقي للواقع المصري، واستدعي المسئولية الوطنية لدي كل الناس. لماذا أفعل هذا ولمصلحة من ؟.. إنه لمصلحة الوطن. ولو قدرت أخدم بلدي بأي شيء، فسوف أخدمها بعمري. ولست ممن يقولون: «يا أنا.. يا بلاش».. من يريد أن يتقدم فليتقدم
بالتعبير العسكري.. ماهي المهمة المباشرة التي تريد إنجازها خلال السنوات الأربعة للرئاسة، إذا فزت بثقة الشعب؟
المهمة المباشرة هي الخروج بملايين الفقراء من دائرة الفقر. ثم تأتي بعد ذلك المهمة الرئيسية في بناء الدولة الحديثة، وهي الانطلاق نحو آفاق المستقبل الذي يستحقه المصريون علي صبرهم إزاء الفقر والعوز.
وهذه المهمة لابد أن نجهز لها أبناءنا للمستقبل ونعد قيادات حقيقية لقيادة البلاد والدولة المصرية، وأنا سأكون سعيدا بهم، وأقول إن الدولة المصرية يجب ألا تكون مبنية علي كتف شخص واحد، إذا مات تروح في داهية
نأتي للبرنامج الانتخابي.. تحدثت عن بعض ملامحه في لقاءات تليفزيونية.. لكنك لم تعرضه بالتفصيل.
هنا يقف المشير السيسي من مجلسه، ويحضر حقيبته الخاصة، ويخرج منها 3 مجلدات كبري، أضخمهما يحمل عنوان «الأمل المصري»، ويقلب المشير السيسي أمامنا في صفحات المجلدات التي تتضمن رؤيته الكاملة للنهوض بالبلاد في مختلف المجالات، والمشروعات التي ينوي تنفيذها بالتفاصيل والتوقيتات الزمنية والمواقع ونستشعر معه أن الإعلان عن بعضها قبل أوان التنفيذ ربما يضر ولا يفيد في ظل ظروف أمنية معقدة.
ثم يقول المشير السيسي: كل من تتخيلون من خبراء مصريين سواء من المقيمين في الداخل أو الخارج جلست معهم في نقاش حقيقي مطول، نطالع أبحاثا ودراسات عن واقع مصر ومستقبلها.
ونسأل: ما هي أولويات المشروعات في البرنامج؟
يقول: البنية الأساسية. فالهدف هو توسعة خارطة مصر العمرانية التي تبلغ مساحتها 7% من إجمالي مساحة البلاد. وسوف نزيد هذه الخارطة بنسبة كبيرة خلال عامين.
ويضيف المشير السيسي قائلا: علي سبيل المثال سيتم إنشاء ما بين 4 و 5 آلاف كيلو متر من الطرق لتحقيق الربط وسهولة الاتصال والحركة بين مناطق البلاد.
أيضا سيتم إضافة 10 آلاف ميجاوات من الطاقة الشمسية من خلال إقامة 3 محطات كبري في جنوب هضبة الفيوم وشرق العوينات وأسوان، وقد أظهرت الدراسات أن أرض مصر كلها تسمح لعمل 9 ساعات يومياً من الطاقة الشمسية.
سيتم تخصيص ما بين 3 إلي 4 مليارات جنيه لكل محافظة في العام الأول لتطوير البنية الأساسية ووضع مصر علي خريطة الاستثمار، مع الاهتمام بمحافظات الصعيدوسيناء ومطروح ومنطقة حلايب وشلاتين.
بالنسبة لمياه الري.. أمامنا بدائل منها ترشيد استخدام المياه عن طريق تطوير نظم الري للمساحة المنزرعة، لتوفير 10 مليارات متر مكعب من المياه من أجل استخدامها في الاستصلاح.
أما عن الزراعة.. فهناك مشروع لإقامة مصانع زراعية، عبارة عن صوبة متعددة المستويات تقام علي 3 طوابق فوق الفدان الواحد، وهذا الفدان بهذه الطريقة يستهلك 10% فقط مما يستهلكه الفدان الذي يروي بالنظام العادي، ويحقق 8 أمثال إنتاجية الفدان في الأرض القديمة ويوفر فرص عمل من 8 إلي 12 فرصة ويمكن زراعته بالخضراوات والفواكه والنباتات الطبية، لتزرع الأرض القديمة بالذرة والأرز والقمح.
هناك أيضا أفكار كثيرة لترشيد الإنفاق مثل عدم استخدام 20% من عدد السيارات يوما واحدا في الأسبوع وهذا معناه خفض استهلاك الوقود 20% سنويا. كذلك أفكار عن حسن إدارة أصول الدولة.
هناك مشروع ضخم لتطوير أسطول نقل البضائع والسلع لتجنب فقد ما نسبته 20 إلي 25% من المنتجات بسبب ظروف التعبئة والنقل، ومشروع ضخم آخر لتربية الماشية لتوفير اللحوم والألبان بأسعار رخيصة وثالث لتوفير السلع الغذائية في المجمعات الاستهلاكية لضرب الغلاء والجشع.
أما المشروعات القومية الكبري فهي ممر التنمية.. ومحور قناة السويس.. وتنمية سيناء، وكذلك وصل غرب النيل بشرقه والوصول بمحافظات الصعيد إلي البحر الأحمر.
ومشروع ممر التنمية يشمل إنشاء طريق بطول 1200 كيلو متر، ومثل هذا الطريق ينشأ في 10 سنوات، كم تتصور أن يستغرق من الوقت بأسلوبي؟..
لن يستغرق أكثر من 18 شهراً
أين موقع الفقراء والمهمشين في برنامجك، خاصة أن الهدف الرئيسي الذي حددته هو الخروج بالملايين من دائرة الفقر خلال عامين؟
علي المدي العاجل سنقيم أسواقا موازية ومجمعات استهلاكية لتوفير الخضر والفاكهة والسلع الغذائية للناس الغلابة بأسعار معقولة، سنعمل بكل قوة لإصلاح العشوائيات، لكن إنهاء المشكلة يتطلب سنوات لرفع مستواها من حيث الخدمات والمرافق، أيضا سندخل المياه والكهرباء إلي القري المحرومة خلال عامين، وسنراجع أيضا المواقف الحالية للضمان الاجتماعي، وسيجد الفقير تحسنا في الخدمات المقدمة له ولأبنائه في الصحة والتعليم.
ويصمت المشير السيسي قليلا.. ثم يقول بتأثر: نسبة الفقر عالية جدا. ماحدش أنصف الغلابة ولا أعطاهم حقوقهم، الغلابة هم الذين يعانون من البطالة والغلاء وتدني المرتبات وسوء حالة الخدمات والإسكان.
نحن سنعمل بجد من أجل ناسنا الغلابة. سأضخ في شرايين الاقتصاد في مدة زمنية بسيطة حجما من الأموال يعطي لهؤلاء فرصة العمل والكسب والعيش، جنبا إلي جنب مع جهود ضبط الأسعار وتحسين الخدمات.
لكن كل هذا هو حلول جزئية، أما الحل الجذري لمشكلة الفقر، فهو التنمية المستدامة وتأسيس مشروع وطني عملاق يحقق عائدا هائلا للمصريين.. وهذا مانريد تحقيقه.
ويضيف المشير السيسي قائلا: غير ذلك هناك مشروعات سيفاجأ بها الناس، بدأ العمل بها حينما كنت قائدا عاما للقوات المسلحة، مثل الطريق الدائري الإقليمي الذي يربط محافظات عديدة وسيصل بنهاية الشهر القادم إلي الفيوم وفي نهاية العام إلي الإسكندرية، كذلك طريق القاهرة بورسعيد الذي سيصبح 4 حارات بنهاية العام، ومحور روض الفرج وغيره.
أين موقع الفلاح المصري ومشاكله؟
مشاكل الفلاح المصري يكمن حلها في 4 عناصر
أولا: إعادة النظر في آليات بنك الائتمان الزراعي ليكون هدفه هو خدمة الفلاح ودعمه وليس العكس.
ثانيا: حل مشاكل البذور والأسمدة، لتوفير أفضل مستلزمات إنتاج له بأنسب الأسعار.
ثالثا: دعمه بالبحوث الزراعية لتطوير محاصيله وإنتاجيته.
رابعا: إيجاد آلية تسويق تساعده ليستفيد من كامل محصوله
السؤال.. من أين يأتي التمويل لكل هذه المشروعات ؟
يبتسم المشير السيسي .. ويجيب: كما قلت من قبل.. التمويل الذاتي للمصريين، ومساعدات الأشقاء، والاستثمار العربي والأجنبي.
وبالنسبة لرجال الأعمال في مصر، يعملوا حساب يشرفوا عليه من أجل الانفاق علي المشروعات، وهذه ضرورة وطنية وأمنية.. باختصار كله هيدفع.
ويضيف قائلا: عندما تحدثت عن الرفق والحنو كنت اقصد أن كل صاحب مال يجب أن يعرف أن الجري وراْ المال ستكون نتيجته الاضرار بالفقراء. لابد أن يراعي الناس الآخرون. ويمكن أحيانا أن تكون قاسيا من اجل الرفق وما قصدته هو الرحمة بالفقراء.
تحدثت عن محاربة الفساد وقلت إنه لا مكان عندك لفساد
بحدة يقول السيسي: الفساد عدو حقيقي لي. حتي الفساد الأخلاقي. أنا لا أتعامل بأنصاف الأشياء. وأقول بوضوح لا مجال عندي لفساد أو مجاملة أو محاباه. هناك ثوابت في شخصيتي لا تقبل المجاملة ولا تشجعها وإنما تجابهها
حينما تحدثت عن الديمقراطية.. البعض حاول أن يصور أنها قضية مؤجلة عندك.. كيف تنظر إلي قضية الحريات والديمقراطية؟
السيسي: الديمقراطية والحرية والعدالة الاجتماعية، مكاسب حققتها الجماهير في ثورتين ولن يستطيع أحد أن ينتزعها من الشعب.
الديمقراطية فرضها الشعب، ولا يوجد أحد يحترم شعبه ويحب أبناء وطنه يفكر في أن يتدخل فيها أو ينتقص منها. نحن نمارس التجربة الديمقراطية، ومن صالحنا أن يكون هناك مناخ ديمقراطي حقيقي، ولابد من أن يتحسن المناخ الحالي، حتي نري ممارسة حقيقية، هذا هو التطور الطبيعي من أجل إنضاج تجربتنا مثل الدول الكبري والديمقراطيات العريقة.
وأقول إن الديمقراطية في مصر ليست مهددة، وحجم الوعي الذي تشكل في وجدان المصري البسيط ارتفع للغاية، فالكل يتحدث في السياسة، وهذا مؤشر علي الوعي بأهمية المشاركة السياسية.
وأذكر أنني منذ 9 سنوات، أعددت ورقتي البحثية للحصول علي درجة الزمالة بكلية الحرب العليا الأمريكية، وقلت فيها إن الديمقراطية في الشرق الأوسط تحتاج إلي محاربة الفكر والجهل، ورفع مستوي التعليم، وتغيير الخطاب الديني والتركيز علي دور الإعلام.
وبعد ثورة 25 يناير. جاءتني السفيرة الأمريكية آن باترسون في مكتبي كمدير للمخابرات الحربية، وكانت قد قرأت الورقة وأبدت دهشتها من تحليلي للوضع المتوقع في الشرق الأوسط.
قلت إنك تهدف إلي إيجاد كوادر شبابية وقيادات شابة للمستقبل، كيف يمكن أن يتحقق ذلك؟
ليس من طبيعتي المزايدة لكنني أقول بصدق إن شباب مصر بالنسبة لي هم طاقة الأمل للمستقبل. طاقة هائلة. هم النقاء والضمير الوطني والهمة. وأقسم بالله هناك شباب كثير وطني أتمني أن يكونوا بجواري. أقول لهم: لا تعطوا ظهركم لبلدكم بعد كل ما فعلتموه من أجله. بلدكم يحتاج إليكم، ولا يوجد أحد يحب وطنه لا يريد الشباب بجانبه.
سيكون الشباب النجباء القادرون بجواري في كل مواقع العمل. الشباب الأنقياء الشرفاء أصحاب الهمة.
وسأوفر للشباب التأهيل اللائق للمناصب القيادية، مثل إعداد باقة للدراسات في كليات الدفاع الوطني والاقتصاد والجامعة الأمريكية وغيرها. سنوفر باقة فكر وثقافة هائلة من خلال منظومة عمل تشارك فيها وزارات الشباب والإعلام والأوقاف والتعليم والآثار والثقافة.
وسنعد برنامجاً متكاملاً لشباب مصر في المدن والقري بالاستفادة من 4 آلاف مركز شباب، يمكن تحويلها إلي خلايا حية للنهوض بالرياضة والثقافة والمعرفة والوعي السياسي.
نحن لا نحتاج إلي إقامة منظمة موازية كمنظمة الشباب أو غيرها للقيام بهذا الدور، فالمجتمع لابد أن يتناغم مع محيطه، ولهذا سنرفع كفاءة مراكز الشباب ونعيد تأهيلها ويمكن تحقيق هذا من خلال تخصيص 5 ملايين جنيه لكل مركز
غداً في أخبار اليوم الجزء الثاني من الحوار