سقوط الإخوان المسلمين بمصر يمهد لإسقاط نظام الإخوان المسلمين بالسودان ساندنا 25 يناير و30 يونيه لأنها تعبر عن إرادة المصريين ونطالب بتطبيقها فى السودان نعيش فى مصر بكل حرية وحقوق كاملة قاطعنا حوار الخرطوم وسنحضر مفاوضات أديس أبابا للحل الشامل للقضية السودانية انفصلنا إداريا وتنظيميا عن جنوب السودان بعد الانفصال وتربطنا الأجندة والرؤية نريد التحرر من السياسات الخاطئة وليس التحرر من السودان إذا استمر نظام البشير ستنقسم السودان إلى خمس دويلات هدفنا وحدة السودان و إسقاط النظام بالسبل السياسية والعسكرية والدبلوماسية النظام يمنع وصول المساعدات الإنسانية ومناطقنا بلا خدمات وتعليم و صحة برتوكول منطقة أبيي هو القنبلة الموقوتة المتبقية بعد انفصال دولة جنوب السودان حوار : أيمن عامر أكد نصر الدين كشيب رئيس الحركة الشعبية لتحرير السودان بالشرق الأوسط , أن الحركة رفضت المشاركة فى دعوة النظام السودانى للحوار باعتباره التفاف على المطالب وعدم وجود آليات لتنفيذ المخرجات واصفا الحوار بالمماطلة من النظام لإعادة إنتاج نفسه وكسب وقت للبقاء فى السلطة مؤكدا فى حواره الخاص ل " بوابة المسائية " أن الحركة الشعبية ستشارك فى مفاوضات الوساطة بينها وبين النظام فى أديس أبابا الخميس المقبل من أجل الوصول لحل شامل للقضية السودانية معلناً مقاطعة الانتخابات الرئاسية المقبلة نافياً أن يكونوا انفصاليين موضحاً نريد التحرر من السياسات الخاطئة وليس التحرر من السودان .قائلاً سقوط الإخوان المسلمين بمصر يمهد لإسقاط نظام الإخوان المسلمين بالسودان مؤكدا ساندنا ثورة 25 يناير و30 يونيه لأنها تعبر عن إرادة المصريين مطالبا بتطبيقها فى السودان مشددا نعيش فى مصر بكل حرية وحقوق كاملة . واليكم نص الحوار * فى البداية نود التعرف على الحركة الشعبية وأهدافها ومطالبها ؟ ** الحركة الشعبية لتحرير السودان تنظيم سياسى انطلقت عام 1983 فى دولة السودان شمالا وجنوبا وطرحت مشروع السودان الجديد والذى يهدف إلى تغيير السودان القديم المبنى على العنصرية والتهميش وإحلال المشروع الجديد المبنى على الوحدة الطوعية والتنوع المعاصر والمطالبة بحقوق المهمشين والشعب السودانى من العدالة والمساواة والديمقراطية وتوزيع عادل للثروة والسلطة واتخذنا عدة خيارات لتحقيق هذه الأهداف وأولاها الانتفاضة الشعبية لإسقاط نظام حزب المؤتمر الوطنى الحاكم ورئيسه عمر البشير وثانيها الوسائل العسكرية وثالثها التسوية السياسية فى حالة قبول النظام للحوار الجدي من أجل الوصول إلى الحرية والعدالة والمساواة والتوزيع العادل للثروة والسلطة * هذا قبل انفصال جنوب السودان ولكن بعد الانفصال هل تستمرون فى خياراتكم ضد نظام السودان ؟ ** قبل انفصال جنوب السودان عام 2011 كان هناك برتوكول لمنطقتى جنوب كردوفان والنيل الأزرق يسمى بالمشورة الشعبية وكان على النظام تنفيذه قبل الاستفتاء لكنه تماطل واستفرد بالمنطقتين وأعلن الحرب عليهما حتى قبل انفصال الجنوب بطريقة رسمية كما أعلن الحرب على أعضاء الحركة الشعبية فى 6 / 6 / 2011 لتزويره الانتخابات كما طلب جيش السودان الحكومى من الجيش الشعبى لتحرير السودان من أبناء جنوب كردوفان تسليم أسلحتهم فى ظرف ثلاثة أيام وهو ما رفضوه وأدى إلى وقوع اشتباكات بين القوتين لرفض الجيش الشعبى بتسليم أسلحته نتيجة لوجود اتفاق الترتيبات الأمنية الذى يتم بموجبه دمج القوات العسكرية . واستمرت الاشتباكات حتى يومنا هذا * وهل ظلت تباعيتكم السياسية والإدارية لدولة جنوب السودان بعد الانفصال ؟ ** حدث فك ارتباط سياسى وإدارى وتنظيمى وعسكرى بين الحركة الشعبية لتحرير السودان و دولة جنوب السودان بعد الانفصال لكن نحمل نفس الأجندة والأفكار والرؤية حفاظاً على ما تبقى من السودان * ولكن الاستمرار باسمكم القديم وهو الحركة الشعبية لتحرير السودان يطرح تساؤلات واستفهامات مما تريدون التحرر وهل تسعون لانفصال جديد بدولة السودان بعد انفصال الجنوب ؟ ** الحركة الشعبية لتحرير السودان أهدافها ليس التحرر من من ولكن التحرر من ماذا فمقولة التحرر ليس من شخص ولكن من أفكار وسياسات خاطئة تدير البلاد بالسياسات الطائفية والقبلية وهذه السياسات لن تساهم فى وحدة السودان وهذا ما حدث بانفصال جنوب السودان . * وهل تسعون لانفصال جديد بمناطق بدولة السودان ؟ ** إذا ظل حزب المؤتمر الوطنى الحاكم فى سياساته اتجاه أبناء الهامش سيحدث انفصال أخر وقد يكون الأكبر , هذا ما يجمع عليه المحللين السياسيين والذين يتوقعون إلى انفصال السودان إلى خمس دويلات . * إذا انتم حركة انفصالية ؟ ** نحن لسنا حركة انفصالية بل حركة مطلبية لها حقوق وأهداف ومطالب أهل الهامش فلا لنا علاقة بالانفصال ولسنا انفصاليون . * هل هناك تحالف بينكم وبين حركات سياسية ومسلحة بالسودان ؟ ** نعم توحدت الحركة الشعبية لتحرير السودان مع العديد من الحركات السياسية والمسلحة منها حركة تحرير السودان " جناح مناوى " وحركة تحرير السودان " جناح عبد الواحد نور " وحركة العدل والمساواة وقوة الاتحاد الديمقراطى وحزب الأمة بقيادة نصر الدين الهادى ومؤتمر البجا من شرق السودان وجميعنا نتوحد فى حركة واحدة هى الجبهة الثورية واتفقنا أولا على الحفاظ على وحدة السودان والعمل على إسقاط نظام الخرطوم بكل السبل والوسائل المتاحة سواء سياسية أو عسكرية أو دبلوماسية * كيف تصف لنا مناطق الصراع بينكم وبين النظام ومدى السيطرة عليها ؟ ** مناطق الصراع الأن تنحصر فى جنوب كردوفان والنيل الأزرق ودارفور ونحن نسيطر على 80 % من جنوب كردوفان و أكثر من 60 % من النيل الأزرق وانتقلت الحرب حاليا من جنوب كردوفان إلى شمال كردوفان كما تشتعل الحرب فى كل ولايات دارفور . * ما طبيعة العمليات العسكرية ونوع السلاح المستخدم ؟ ** نشن عمليات عسكرية على النظام من خلال حرب عصابات وقد حدث تطور فى العمليات العسكرية وأصبحنا قوات منظمة تمتلك أسلحة وذخيرة تم الاستيلاء عليها من قوات النظام الى تفر من أمامنا نتيجة لعدم الخبرة * ما مصادر التمويل وهل هناك دول تمدكم بالسلاح ؟ ** لا يوجد أى إمداد خارجى فكل الإمداد يأتى من الغنائم التى نستولى عليها من النظام وخبرة أبناء المناطق تستخدم الإمكانيات المتاحة فى المعارك التى ندخلها وجميع المعارك التى خضناها انتصرنا فيها سوا معارك صغيرة فسيطرنا على مدافع وذخائر ودبابات * ماذا عن الحوار الأخير بين الحركة الشعبية والنظام السودانى فى أديس أبابا ؟ ** كان هناك حوار مشترك بين الحركة والحكومة من عدة أشهر لكنه فشل نتيجة لإصرار الوفد الحكومى على الحل الجزئي فى مناطق جنوب كردوفان والنيل الأزرق وتم رفع تقرير لجنة الوساطة برئاسة الرئيس تامبو ابنقى رئيس جنوبأفريقيا الوسطى السابق إلى مجلس السلم والأمن الأفريقى والذى أصدر قرارا بضرورة مواصلة المفاوضات مرة أخرى فى 22 إبريل الجارى فى أديس أبابا على أن تنتهى الوصول إلى اتفاق فى 30 إبريل ونحن التزمنا بالذهاب إلى المفاوضات لكن نتمسك بالحل الشامل للقضية السودانية . * ما هو الحل الشامل الذى تطالبون به ؟ ** الحل الشامل الذى نطالب به يشمل ضرورة انعقاد مؤتمر دستورى يحدد كيفية حكم السودان وتشكيل حكومة وطنية قومية لإدارة الفترة الانتقالية وإطلاق الحريات العامة وذلك لإبداء حسن النية لممارسة الديمقراطية فى السودان ولابد من وصول المساعدات الإنسانية لمناطق النزاع ومناطق سيطرة الحركة الشعبية حيث ترفض الحكومة توصيل المساعدات إليها * كيف تصف لنا سيطرتكم الإدارية والعسكرية للمناطق التى تسيطرون عليها ؟ ** نسيطر سيطرة إدارية وعسكرية كاملة على المناطق التى نسيطر عليها وهى 80 % من جنوب كردوفان و أكثر من 60 % من النيل الأزرق فلا يوجد جيش أو حكومة بها , * وما رد النظام على سيطرتكم على تلك المناطق ؟ ** النظام يستخدم طائرات الانتونوف وطائرات السخوى الروسية وصواريخ شهاب الإيرانية ويستهدف القرى والمواطنين الأبرياء ولا يقاوم قوات الجيش الشعبى ويبيد الماشية الحيوانية ويبور المحاصيل الزراعية ويستخدم أسلحة محرمة تسبب دمار للتربة وإجهاض النساء ويضرب المدارس ويهدم الكنائس والمساجد ولم يعد هناك أبنية تحتية سليمة ونملك صور وفيديوهات توضح مدى بشاعة جرائم الإبادة الجماعية المنظمة بشكل يومى * وكيف تصف الاوضاع المعيشية والوضع الانسانى بتلك المناطق ؟ ** أولا المناطق أصبحت مغلقة تماما أمام أى مساعدات إنسانية سواء من المنظمات الدولية أو الدولة نفسها لأن نظام الخرطوم يمنع وصول المساعدات لأنه يرى إذا وصل الغذاء سيصل إلى جيش الحركة الشعبية هناك مستشفيات تنقصها كامل الخدمات وهناك مناطق بلا خدمات أو تعليم وصحة كما ورفضت الحكومة السماح بتطعيم الاطفال فى تلك المناطق وترفض توصيل المساعدات أو فتح ممرات للإغاثة وتستخدم الغذاء كوسيلة ضغط علينا وهو ما يصنف جرائم حرب فى المعاهدات والنظم الدولية * ما عدد السكان فى المناطق التى تسيطرون عليها وهل يوافقون على إدارتكم ؟ ** حوالى ستمائة ألف سودانى وهم تابعين وموالين لنا * لماذا رفضتم دعوة الرئيس عمر البشير للقوى السياسية المعارضة والحركات المسلحة إلى الحوار السياسى ؟ ** لقد رفضت الجبهة الثورية المشاركة فى دعوة نظام الخرطوم للحوار باعتباره التفاف على المطالب وعدم وجود اليات لتنفيذ المخرجات وهو ما يعد مماطلة من النظام لإعادة انتاج نفسه وكسب وقت للبقاء فى السلطة وهو ما أسميناه بحوار الطرشان لأن النظام يحاور نفسه بنفسه فكل الأحزاب التى ذهبت للحوار موالية له . * وما تقيمك لمخرجات الحوار ؟ ** رفضنا المشاركة و نرفض أيضاً نتائج الحوار لأن النظام يعيد نفسه . * ولكن الرئيس عمر البشير أطلق قانون الحريات السياسية وهو ما يعد استجابة للإصلاح السياسى فلماذا ترفضون الإصلاحات إن تحققت ؟ ** هذا القانون مخالف للقانون والدستور لأن إعلان حريات الممارسة السياسية ليس من اختصاص الرئيس ولكن من اختصاص مجلس الشعب واتحاد الصحفيين السودانى , إذا هو تدخل سافر من رئيس الجمهورية فضلا أنه فى نفس يوم صدور قانون اطلاق الحريات السياسية اغلقت السلطات الأمنية بعض الصحف واعتقلت بعض الصحفيين , وهو ما يوضح أن البشير غير أمين وليس صادق فيما يقوله ويصدره . * كيف وصل برتوكول منطقة أبيى ؟ ** برتوكول منطقة أبيي هو القنبلة الموقوتة المتبقية بعد انفصال دولة جنوب السودان عن السودان وذلك بعد أن ماطل حزب المؤتمر الوطنى فى تنفيذ هذا البروتوكول والذى كان المفترض تنفيذه قبل الاستفتاء والانفصال ., وقد نظمنا استفتاء من عدة أشهر أحادى من طرف أبناء قبيلة الدينكا فى أبيي والذين قرروا الانفصال والانضمام لجنوب السودان لكن لم تعترف المنظمات الدولية ونظام الخرطوم بهذا الاستفتاء كونه تم من طرف واحد وبدون موافقة الطرفين أو رعاية دولية . والآن وصل ملف أبيي إلى محكمة العدل الدولية بلاهاى للفصل فى المنطقة * وماذا عن اتفاقية المشورة الشعبية فى النيل الأزرق ؟ ** مشروع المشورة الشعبية فى النيل الأزرق انتهى تماماً ولا وجود له الآن فى حساباتنا فقد أرتفع سقف مطالبنا أكثر من المشورة * ما هو سقف مطالبكم الآن ؟ ** هو حل لكل القضية السودانية مع خصوصية منطقتى جنوب كردوفان والنيل الأزرق , وربما إذا أصر النظام على الحرب فسيؤدى ذلك إلى حلول أخرى علما أننا الآن نتحدث عن سودان واحد ومنها النيل الأزرق وجنوب كردوفان . * ما هو دور المنظمات الدولية وجامعة الدول العربية فيما ذكرته ؟ ** كان هناك اتفاق ثلاثى بين حكومة السودان وجامعة الدول العربية والأممالمتحدة لإيصال مواد الإغاثة لكن حكومة الخرطوم اشترطت عبور المواد عبر الخرطوم وإشرافها ., وإذا جاءت عبرها لن تصل إلينا فالنظام يستخدم الغذاء والداء كسلاح لمحاربة أهل جبال النوبة والنيل الأزرق وهو ما جعلنا نرفض الحوار مع النظام فكيف لإنسان جائع وجريح ومحروم من الغذاء والدواء أن تقنعه بالحوار . * هل ستشاركون بانتخابات الرئاسة فى 2015 فى حالة انعقادها ؟ ** نحن أصلا خارج العاصمة ومناطق سيطرة النظام ولن نشارك فى هذه الانتخابات لأننا معارضين للنظام ونسعى لإسقاطه لأن مشاركتنا ستعطيه الشرعية * كيف ترى انعكاس إسقاط نظام الإخوان المسلمين فى مصر على مستقبل نظام الإخوان فى السودان ؟ ** بالفعل هناك تأثير مباشر وقوى لسقوط الإخوان المسلمين بمصر على نظام الإخوان المسلمين بالسودان وهو ما جعل النظام السودانى فى توتر مستمر ويرسل كل يومين مسئول ووزير سودانى للقاهرة فقد نجح المصريين فى اسقاط تجربة الاخوان بمصر والتى أفشلت السودان على مدى 25 عاما متواصلين منذ انقلاب الإخوان عام 89 والتى تسببت فى فصل ثلث مساحة السودان متمثلة فى انفصال جنوب السودان وما بها من 80 % من البترول والاراضى الزراعية الخصية فضلا عن تشريد ملايين السودانيين وملايين النازحين والجدير بالذكر أن التأثير المباشر داخل السودان جعل الشيخ حسن الترابى يتصالح مع عمر البشير بالرغم من الخلاف السياسى الكبير بينهما * كيف تصف لنا وضع اللاجئين السودانيين بمصر الآن ؟ ** وضع جيد جدا فمصر تحترم كل المعارضين الآن فى حين كنا فى أوضاع صعبة أبان عهد محمد مرسى فكانت هناك أطراف تنادى بطرد المعارضين من مصر لكن الآن لهم كافة الحريات والحقوق والاحترام طالما لم يتدخلوا فى الشؤون الداخلية . * وما موقفكم من خارطة الطريق المصرية ؟ ** نحن ساندنا ثورة 25 يناير و30 يونيه لأنها تعبر عن إرادة الشعب المصرى ونتمى أن تحدث نفس الثورة فى السودان ويساندها الجيش السودانى ونطالب الشعب السودانى بأن يكون سباق صاحب ثورة شعبية حقيقية ويتفهم الجيش مطالبها ويساندها . ولكن مؤسسات الدولة السودانية والجيش السودانى الأن متأسلم ويعمل النظام بازدواجية إقصائية استعلائية للأخرين كما يستعين النظام بمرتزقة وميلشيات من دول إفريقية عديدة منها دول غرب إفريقيا وذلك بتمويل قطر وايران والصين فقد أودع أمير قطر مليارى دولار فى البنك المركزى السودانى خلال زيارته للخرطوم الاسبوع الماضى * يفهم مساندة قطر وإيران للسودان لدعم الإسلام السياسى لكن لماذا تساند الصين السودان ؟ ** لأن الصين لها مطامع فى بترول وثروات السودان لذلك تساعد نظام الخرطوم . * لقد عقدت قيادة الجبهة الثورية إجتماعات متواصلة مؤخراً ما نتائجها ؟ ** عقدت قيادة الجبهة الثورية اجتماعات متواصلة الاسبوع الماضى لتقييم الوضع السياسي والوصول الي قرار نهائي حول المشاركة فيما يسمي "بالحوار الوطني"، وتوصلت الي قرار رفض المشاركة في هذا الحوار، و هذا قرار إستراتيجي بعد تقييم مستفيض إذ إنه ومنذ بدء الحديث عن الحوار الوطني قام النظام بعمليات عسكرية ممنهجة طوال الشهريين الماضيين، تمثلت في تصعيد القصف الجوي والهجوم البري عبر المليشيات مستهدفة المدنيين في دارفور وجنوب كردفان/ جبال النوبة وشمال كردفان والنيل الأزرق و أسفرت هذه الحملة عن حرق أكثر من (130) قرية وإغتصاب عشرات النساء وإلقاء عشرات الأطنان من القنابل على القرى الأمنة والمدنيين، وإطلاق أيدي المليشيات الحكومية التي أصبحت جزء لا يتجزء من الجيش النظامي وتضم مرتزقة سودانيين ومن خارج الحدود، وأطلقت يدها مستبيحة دماء المواطنيين وممتلكاتهم بفتوى من شيوخ النظام الذين إجتمعوا مجدداً على الباطل والبغي والإثم والعدوان، مدشنين موجة جديدة من جرائم الحرب وهم يدعون الي "الحوار" ويتلون المصاحف! وتقترف إياديهم الأثمة إغتصاب النساء وتشريد الأطفال الأمنين، الأمر الذي أدى بشهادة الأممالمتحدة الي نزوح أكثر من مائتي ألف خلال شهرين، كما واصل النظام استخدام الطعام كسلاح ومنع إيصال المساعدات الإنسانية وهي جريمة حرب بنصوص القانون الإنساني الدولي، ليس ذلك فحسب بل إن النظام يعمل على الإعداد للهجوم على اللأجئيين في بعض دول الجوار مستغلاً الأوضاع الإقليمية المعقدة وضارباً عرض الحائط بكل القيم والأعراف والقوانيين الدولية، يأتي كل ذلك في ظل إنتقادات خجولة من بعض المؤسسات التي يفترض منها حماية المدنيين، وقد شمل العدوان الإعتداء على طلاب الجامعات وإستباحة دمائهم في وقت يتم فيه التظاهر ببسط "الحريات" مع الاحتفاظ بالقوانين، وتقديم الأمر على إنه منحة من راس النظام الذي لا يحترم الدستور نفسه دعك من قرارات جمهورية يصدرها، وكانت ثالثة الأثافي هي زيارة مجرمي الحرب عبدالرحيم محمد حسين ومحمد عطا لمدينة الفاشر لمباركة حملة جديدة من جرائم الحرب وإطلاق يد المليشيات في دارفور، والتي أرسلت قوة سابقة منها الي منطقة رشاد في جنوب كردفان/ جبال النوبة وتم إعلان الحرب على الجبهة الثورية في وضح النهار والتوعد بسحقها، كما قام النظام من قبل بإنزال أحكام الإعدام على بعض قادة الجبهة الثورية، كل ذلك يتم في وقت تمت الدعوة الي مشاركة الجبهة الثورية في "الحوار الوطني"! الذي أريد له أن يقام على جماجم المدنيين وإغتصاب النساء وحرق القرى وتشريد المدنيين والاستمرار في إرتكاب جرائم الحرب وإبتزاز القوى السياسية وشراء الوقت للتحضير لنسخة جديدة من الإنقاذ بإسم الحوار والتغيير، وكتابة دستور جديد في ظل تحكم أجهزة أمن النظام وأرجاع أمر الحوار ورئاسته الي راس النظام الذي حكم بلادنا على مدى ربع قرن، ونتائج حكمه شواهدها ملايين الضحايا وفصل الجنوب، ولا يزال يمني النفس بالإستمرار بموافقة الضحايا أنفسهم!. ولذلك الجبهة الثورية غير مستعدة للمشاركة في هذا المسخرة الإنقاذية بإمتياز، أننا نمثل الضحايا أمهاتمهم وأباءهم وإخواتهم وأخوانهم نحن، ولا يجوز لنا أن نقدم غطاء لإستمرار جرائم الحرب بإسم "الحوار". * ولكنكم بذلك ترفضون الحوار والحل السلمى والذى يعنى رغبتكم فى استمرار الحرب ؟ ** نحن لا نرفض الحوار أو الحل السلمي الشامل ، ولكننا نقبل بالحوار الذي يتم على أسس واضحة ورغبة لا لبس فيها للإنتقال من الحرب الي السلام ومن الشمولية الي الديمقراطية وبخارطة طريق واضحة تؤدي الي ترتيبات إنتقالية وإقامة البديل الديمقراطي وبناء دولة المواطنة بلا تمييز وتحقيق العدل وإجراء المصالحة على أسس الحقيقة وإنصاف الضحايا، وإن لم نكن بإمكاننا تغيير الماضي، فبإمكاننا بناء مستقبل جديد ووطن يسع الجميع. إن الحوار الحالي يأتي والنظام يصعد الحرب بدلاً من إعلان وقف العدائيات والإتفاق على إجراءات بناء الثقة وتهيئة المناخ وهذا أمر مقصود ومدروس والكل يعلم إن أي حوار لا يؤدي الي وقف الحرب أولاً وتوفير الحريات فإنه حوار لا قيمة له، شارك من شارك ورفض من رفض.إننا ندعوا القوى السياسية ومنظمات المجتمع المدني لاسيما الشباب والنساء والطلاب والنازحين واللأجئيين والسودانيين بالمهجر، ندعوهم لمواصلة النضال وكشف وتعرية النظام وتعبئة الحركة الجماهيرية بكآفة الوسائل المتاحة وتوحيد قوى المعارضة لأجل أحداث التغيير الحقيقي بعيداً من ألاعيب النظام ومكره، ودوام الحال من المحال وإن شعبنا على موعد مع التغيير.