ماذا أصابنى..؟ لماذا فعلتم بى كل ذلك؟ تضربوننى على كل جسدى وتطعوننى بخنجر مسموم فى ظهرى.. وتحاصرنى الأقلام المأجورة والمأسوفة وتصورنى كاميرات محمولة على غسيل الأموال من بحر أسن لا حدود له.. هل أستحق كل ذلك..؟ أما حملتكم أجنة ضعافاً فى بطنى وسهرت عليكم صغاراً وأطعمتكم من قوتى وأضعفت نفسى ورق جلدى ووهن عظمى.. ارحمونى رأفة بحالى وارحموا بكائى ودموعى فقد أصبحت «فرجة» للدانى والقاصى وكنت زينة بين العالمين، ووردة للناظرين وكان أبنائى من قبلكم مخلصين فكنت قبلة للطالبين ومطمعاً للطامعين فتصدى لهم أبنائى الثائرون الذين رضعوا الوطنية من ثدى طاهر ورحم أطهر وأصلاب مناضلة ومدارس بالعلم عامرة وأيد بالمصانع ماهرة وأطباء فى المستشفيات ساهرة وفلاحين فى الحقول فالحة وضمير عدالة ناجزة وطبقة متوسطة للمجتمع حامية.. أما أنتم الآن منكم تجاراً بالوطنية والدين سجدوا للدولار والخيانة والعمالة وتقاتلتم على الكراسى والمكاسب والمناصب كلكم إلا من رحم ربى يعمل للهوى والمصالح الشخصية.. ضاعت تربيتى فيكم فقاتل الأخ أخاه وقتل الولد امه وأباه وأنفجر فيكم بركان القيم الفاسدة فلم تحافظوا على أعراف أجدادكم العريقة ولا مكان أمكم الفريدة حتى أصابنى المرض ونهشنى الجوع والفقر وبات بيتكم خاوياً على عروشه ظلمتم وتظلتم.. سرقتم ونهبتهم.. تواكلتم وتكاسلتم الكل ترك عمله لينهش فى كبدى.. أولادى فى النقل العام مضربون وأولادى الأطباء بالآلاف يومياً يجمعون وفى مستشفياتهم لا يعملون وتجار الدروس الخصوصية زادت مرتباتهم أضعافاً وهم لا يعلمون حتى ابنائى العمال لا ينتجون وأهلى واسيادى الفلاحين لا يزرعون وعلى بوار أرضهم الزراعية ساهرون ملأتم الشوارع »زبالة« ودمرتم الطرق وتفشت الحرائق والعوائق.. الكل »ماسك« »مرزبة« بيضربنى على »ضهرى« وقد إنحنى.. وأصبحت غير قادرة على العطاء والعمل.. وأصاب أولادى اليأس والملل والكلل.. إلى متى ياأولادى.. كبدى أولاد.. كبدى يا أولاد إنتفض.. كبدى ياأولادى إتنهش حتى بارقة الأمل فى القوات المسلحة لعلاج كبدى تشككون فيها وهم الساهرون على أمنى ورعايتى وعلاجى وطعامى وشربى.. إتركوهم يعالجون كبدى الذى بين ضلوعى ويسكن جسدى و »كبدى« العام فى كل مكان ونادوا على ولدى جمال حمدان وعبدالناصر هذا الزمان وابنى حمدى أحمد وشكرى سرحان وعبدالحليم وأم كلثوم وعازف الناى كمان.. هاتوا بابا شاروا وآمال فهمى وعمر بطيشة وأحمد سعيد وفهمى عمر وطاهر أبو فاشا نادوا ياأولاد على الزمن الجميل.. وتجسروا عليه نادوا على أخوتكم مصطفى وعلى أمين يقولوا الدنيا بخير والدكتور على جمعة وأحمد الطيب والبابا تواضروس كمان خذوا منهم الدين وابتعدوا عن النصابين. نادوا يا أولاد على ضباطى المخلصين وأسود القوات المسلحة من »العرين« واتركوا تجار الوطنية الكدابين لا تستمعوا إلى كاميرات المتآمرين ولا تقرأوا للجهلاء والمفسدين ونادوا على طه حسين والعقاد والسنهورى باشا وحلمى مراد وفتحى رضوان والشيخ عبدالحليم محمود نادوا على الجادين.. واتركوا »المدلسين« اشتغلوا ياأولاد واعرفوا العدو »مين«؟ فلا مفر من العمل وكل واحد يبدأ بنفسه.. يا أولاد كبدى تعب.. كفاية أخذ فين العطاء فين القيم والقدوة.. لا تصاحبوا المنافقين ولا القوادين إيمانكم بالله ثم الإيمان بالوطن هو سبيل التقدم بين العاملين.. فضيحتى يا أولاد »بجلاجل« عملتوا فيه ليه كده.. عايزين إيه. استغلوا الضمانة الإلهية لأمكم إنه حافظنى من الموت وتقطيع الجسد لكنى أشرفت على الموت.. كفاية طمع.. كفاية نصب.. كفاية كلام إعلموا.. أن التاريخ لن يرحمكم.. وإن رحمكم فلن يرحمكم الرحمن الرحيم.. إلحقوا.. كبدى.. ياأولاد.. ارحموا صرختى ارحموا دموعى و »لبسونى« فستان العروسة وزفونى بين العالمين مرفوعة الرأس ولا تغتصبونى.. حافظوا على بكارتى حتى لا يتداعى على أفاعى العالم وتسرى سمومها فى جسدى ليتكم تسمعون.. ليتكم تعلمون.. ليتكم تعملون ليتكم تتحركون.. ليتكم تفقهون. NORAFE3 @ YHOO. COOM