تستضيف دولة الكويت الشقيقة اليوم اعمال القمة العربية الافريقية في دورتها الثالثة بمشاركة واسعة من رؤساء وملوك وحكومات الدول العربية والافريقية وبمشاركة الامين العام للجامعة العربية ورئيس الاتحاد الافريقي الذي يحتفل بمرور خمسين عاما علي انشائة تحت مسمي منظمة الوحدة الافريقية ثم الاتحاد الافريقي .ولاشك ان التعاون العربي الافريقي علي المستوي الاستراتيجي يشكل ضرورة ملحة في عالم اليوم الذي يرتكز علي مبادئ التعاون والشراكة الاقتصادية بغية القضاء علي مشكلات الفقر والجهل والمرض وهي ابرز معوقات العمل التنموي . وتزخر القارة الافريقية العظيمة بامكانيات وموارد لا حصر لها فهي قارة بكر بها من المواد الخام والثروات ما لا يحصي ولا يعد وتبحث عن رؤوس الاموال والاستثمارات ويد العون حتي تخرج ما في احشائها البكر من ثروة ورخاء والعالم العربي هو الاخر لدية من فوائض الثروة النفطية والاموال ما يجعلة يبحث عن اماكن جديدة يستثمر فيها ليعم الرخاء علي الشعوب الافريقية الشقيقة ويعزز من قوة الاقتصاد العربي ويتيح لة منافذ استثمارية جديدة تضمن البقاء بعد زوال الثروة النفطية . مصر تشارك في هذة القمة الهامة وهي ترتدي القبعة العربية وكما قال لي سعادة السفير عبد الكريم سليمان سفير مصر لدي الكويت في حوار اجريتة معة مؤخرا لاذاعة صوت العرب حول مشاركة مصر في هذة الاجتماعات ان مصر ومصر بالذات بموقعها الجغرافي والتاريخي وامتدادها الافريقي وثقلها العربي يمكن لها هي وحدها ان تلعب دورا مركبا في هذة المعادلة العربية الافريقية وتحقق رقما صعبا في هذة المعادلة يستحيل ان تلعبة اية دولة اخري فتستطيع مصر مثلا ان ترتدي القبعة الافريقية كدولة افريقية رئيسية ثم ترتدي القبعة العربية كدولة عربية رئيسة ثم القبعة الاسيوية لان جزءا من اراضيها يقع في اسيا او القبعة الاورومتوسطية لانها دولة رئيسية ايضا علي البحر المتوسط بامتدادة الاوروبي كل ذلك في وقت واحد وبنفس القوة .ونقل لي سفير مصر في الكويت عن تطلع مصر في هذة القمة لبناء المزيد من جسور التعاون خاصة الاقتصادي بالتعاون مع الاشقاء العرب لزيادة حجم التواجد المصري والعربي في هذة القارة التي تمثل عمقا استرتيجيا لمصر وبالتالي الوطن العرب حيث تقع دول عربية اخري في القارة الافريقية بثقل سكاني وحضاري لا يخفي علي احد .اضافة الي ان مصر بعد ثورتي يناير ويونيو تبحث عن عمقها الافريقي المهمل منذ سنوات مما اخل بوضع مصر الجيوستراتيجي في القارة الافريقية واتاح الفرصة للاخلال بالامن القومي المصري من خلال اللعب فقي شريان حياتها وهو نهر النيل . ونرجو ان يكون القرار الذي اتخذته القمة التنموية العربية الثالثة بزيادة رأسمال المصرفي العربي للتنمية الاقتصادية في أفريقيا بخمسين في المائة، بداية حقيقية للتغلب علي الفقر وانعدام الغذاء وزيادة مستوى التجارة العربية الأفريقية والاستثمار، وتعميق وتكامل الأسواق التي بمقدورها أن تسهم في استدامة التنمية الاقتصادية وإيجاد فرص العمل، وخفض الفقر، وتدفق الاستثمارات المباشرة والتنمية الصناعية، ولاندماج أفضل للمنطقتين العربية والافريقية في الاقتصاد العالمي .وانوة هنا الي الفرصة العظيمة التي تتيحها قمة اليوم للقاءات الثنائية التي تزخر بها اجندة الوفد المصري مع العديد من القادة العرب والافارقة وتبقي القدرة علي الاستفادة من هذة المناسبة ونحن بانتظار النتائج العملية التي تخرج هذة القمة من مجرد مناسبة للعلاقات العامة الي مشروعات حقيقية علي الارض الغنية .