ينبغي علي الصوفي الإحسان للناس جميعاً فقد قيل ابذل إحسانك تخلص القلوب إليك وتجتمع عليك فقد كان رسول الله صل الله عليه وسلم يعود المريض ويشيع الجنازة مع ملازمة الخوف من الله وعقابه والرجاء في رحمته وثوابه ومخالفة هوي النفس وردها عن الشبهات فإن الهوي يعمي الأبصار ويذل القدم ويعقبه الندم فمن اتبع هواه لن يبلغ مناه وإذا خالفت النفس هواها صار دواها، ومن أحسن ما قيل إذا أنت لم تعص الهوي.. قادك هواك إلي كل ما فيه هلاك وقد قيل الصبر علي المكاره من حسن اليقين وهو غاية الشرف في الدين والدنيا. وقيل أيضاً.. تلقي المهالك بوجه ضاحك يورث السلامة وقيل لرابعة العدوية متي يكون العبد راضياً عن الله فقالت إذا سرته المصيبة كما تسره النعمة وقيل من كظم غيظه وعفا عمن ظلمه رفعه الله تعالي إلي أعلي الدرجات ولا يخذله وفي حضرته يلاطفه ولا يخجله لأن خير الأصحاب من ينسي ذنبك وينسي معروفه عندك ولا يوجه عتابه إليك ومن يطلب عيب أخيه فقد ضل الطريق وانعدم منه التوفيق ومن جاد فاز وعلي الصوفي أن لا يعادي من عاداه ولا يؤذي من آذاه بل يكون محسناً لمن أساء إليه ولينا لمن قسي عليه كالثمر من الشجر حيث يرمي بالحجر فيرمي الثمر وقيل العز الذين لاذل فيه سكوتك عن السفيه فإذا سبك رجل بما يعلم منك فلا تسبه بما تعلمه منه ليكون أجر ذلك لك لأن من كساه الإحسان ثوبه ستر عن العيوب عيبه وأسوأ الناس من لم يقبل عذره ولا يقبل معذره يقول الله تعالي.. خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين وقال جبريل يا محمد أتيتك بمكارم الأخلاق أن تعفو عمن ظلمك وتعطي من حرمك وتصل من قطعك وتعرض عمن جهل عليك وتحسن إلي من أساء إليك فهذه الآية جمعت الفتوة والمروءة والكرم والحلم والتواضع والإحسان وصل اللهم علي سيدنا محمد وعلي آله وصحبه وسلم.