اعادت ثورة 30 يونية التالية لثورة 25 يتاير الحياة الي انتصارات اكتوبر بعد عام واحد في الذكري 39 لنصر العبور التي كانت بمثابة اغتيال لأكتوبر المجيد حيث جلس فتلة زعيم العبور الرئيس الراحل انور السادات علي منصة الاحتفال في ظل وجود الرئيس المعزول محمد مرسي الذي حول الفرح الذي يحتفل به المصريين علي مدار 40 عاما الي ما يشبه المأتم في ظل حضور كم من الاهل والعشيرة ليست لهم اية علاقة بالحدث الذي نذكر به الاجيال جيلا بعد جيل لبث روح الانتماء والعزة والكرامة بداخلهم .. وتأتي احتفالات هذا العام بعد ان حقق الجيش المصري العظيم في 30 يونية عبورا جديدا اعاد فيه مصر الي المصريين بعد عام كساد كاد ان تقوم جماعات موتورة فيه بسرقة البلد .. ولانه عام المتناقضات وفي ظل احتفالات مختلفة للنصر الكبير يتصدر فيها ابطال القوات المسلحة المشهد تظهر نكسة حقيقية لطيف من اطياف المجتمع ينظر الي انتصارات هذا العام لمجرد احتفال الشعب بجيشه وجنوده علي انها نكبة او نكسة لتظهر الحقيقة التي تتطلب الكشف علي جينات هؤلاء التائهين بين وطنية حقيقة ومصرية خالصة وبين انتماءات فئوية لفصيل او جماعة .. ولم يدرك هؤلاء ان اكتوبر ليس مجرد ذكري ولكنه حدث هو الأهم في تاريخ مصر الحديث ولولاه ما كان لهؤلاء والابنائهم وابائهم واحفادهم هذا الامان..ولعل واحد من الاف عاشوا مع اسرهم الصغيرة لحظات الخوف والحرمان قبل الانتصار العظيم . فوالدي احد الجنود المتطوعين في القوات المسلحة قبل النكسة قاسي الهزيمة ومراراتها وغاب لشهور بين حياة وموت في معارك الاستنزاف وحتي النصر العظيم .. فوالدي زكريا عبد الفهيم الذي خرج الي المعاش برتبة عقيد منذ سنوات قليلة الذي افتخر به حكي لنا مما حكي الكثير عن النكسة وكيفية سقوط الجنود قتلي بجواره وكيفية قيامهم بالاضطرار للشرب مما (يتبولون) بعد ان تاهوا في الصحراء وكيف كانوا يضعون حبيبات ( الزلط ) الصغيرة تحت السنتهم كي يجري ( ريقهم ) وكيف كانوا يضطرون في الظلام لتناول اي اطعمة في طريقهم .. ومن اطرف ما حكي وقوفه بصحبة مجموعة من الجنود علي عربة خشبية في الظلام لتناول ساندوتشات الكبدة حتي فوجئوا بحركات واصوات غريبة في ( حلقهم ) فقام احدهم باشعال عود كبريت لرؤية الساندوتشات فاذا بها محشوة بالحشرات و ( الصراصير ) فقاموما بتنظيفها وواصلوا التهامها.. لم يعلم الربعاوية وغيرهم كيف عاني الجنود المصريين واسرهم..لم يروا كيف قام الرقيب زكيا عبد الفهيم يحضر لمدة ساعة من كتيبته بالسويس لمشاهدة مولوده الاول ويمضي وهو يبكي عائدا الي ثكنته العسكرية .. ولم يشعروا كيف عاشت زوجته ايام الرعب اثناء النكسة وغيابه لشهور دون ان يعلم احد عنه شيئا .. ولا عندما عاد محمولا بعد العثور عليه علي طريق السويس قاب قوسين او اني من الاستشهاد وملامحه من كم غبار الرمال غير واضح .. ولم يقرأوا رسالته الي ابنه الوحيد قبل شهور من العبور العظيم ولا بكائه قبل المغادرة في شهر يوليو قبل العبور بثلاثة شهور وعمر ولده عامان وهو يصرخ كي لا يتركه الاب من احضانه وستد صراخه ولا خضة الام يوم العبور في انتظار زوج واب لوحيد سيعود او لا يعود انا فخور بوالدي وفخور بكل مجند شارك في العبور العظيم وبكل اسرة كان لها مجند .. فلا يعرف المعاناة والام الخوف الا من عاشها شاهدت احزان والدي العام الماضي وهو يشاهد احتفالية الاخوان المشوهة بنصر اكتوبر وسمعته وهو يقول لم نضحي ونقاسي ونعاني وننتصر كي يجلس هؤلاء هنا .. ووجدت الابتسامة والفرحة تعلو وجهة بعد قرار الفريق اول عبد الفتاح السيسي في 3 يولية 2013 وسمعته يقول تحيا مصر اسمحوا لي ان اقولها بصوت عالي .. انا فخور بك والدي وفخور بجيش بلادي وفخور بكل ام مصرية شاركت في صنع النصر. This email address is being protected from spambots. You need JavaScript enabled to view it.