السؤال: ما حكم الدين لو أحرمت بالحج والعمرة وعطرت ملابسي قبل نية الإحرام؟ ****يجيب عن هذا السؤال الدكتور عبداللطيف محمد عامر استاذ الشريعة بكلية الحقوق بجامعة الزقازيق يقول: الإحرام هو الدخول في مناسك الحج ويقصد بهذا الدخول التزام الحرمات ولقد أجمع العلماء علي أنه من فرائض النسك حجا كان أو عمرة وذلك لقول رسول الله صلي الله عليه وسلم: "إنما الأعمال بالنيات" ولأن الإحرام لا يتحقق شرعا إلا بالنية والذكر الذي هو التلبية ونحوها مما فيه من تعظيم الله وإذا دخل المسلم في الإحرام فقد خرج من زينة الحياة الدنيا وتجرد لاستقبال المناسك وبدأ رحلة روحية يستشعر فيها تعظيم الله وتلبية أمره بأداء النسك والامتثال لربه الذي دعاه إلي الحج قلبه دعوته وينقسم الإحرام بحسب ما يقصد المحرم أداءه من النسك كالافراد للحج أو العمرة أو الجمع بين النسكين من تمتع أو قران وما دام المسلم قد سبق إحرامه بالنية ثم أحرم بناءً علي هذه النية فقد خطر عليه بعض المباحات ما دام محرما وذلك لتذكيره بما أقدم عليه من تربية النفس علي التقشف. ولقد ورد أن الله عزوجل يباهي ملائكته فيقول: انظروا إلي عبادي أتوني شعثا غبرا أي ثار شعرهم من عدم الحلق وأغبرت وجوههم من عدم التطيب ومن هنا نفهم أن المحظورات أن يتطيب المحرم بماله رائحة طيبة أيضا قال الفقهاء المحرم ممنوع من استعمال الطيب في ازاره أو ردائه وجميع ثيابه وكذلك لا يجوز له حمل طيب تفوح رائحته. أما الثوب الذي فيه عطر وطيب قبل الإحرام فهو جائز عند الشافعية والحنابلة ولا يضر بقاؤه في الثوب بعد الإحرام كما لا يضر بقاء الرائحة الطيبة في البدن قياسا للبدن علي الثوب ولكنهم نفوا علي أنه لو نزع ثوب الإحرام أو سقط عنه فلا يجوز له أن يعود إلي لبسه ما دامت الرائحة فيه بل يزيل منه الرائحة ثم يلبسه أما الحنفية فإنهم لا يجيزون ارتداء الثوب الذي فيه عطر وطيب قبل الإحرام. والرأي الذي نراه ونلحظه أن التعطر والتطيب قبل ارتداء ملابس الإحرام مباح وإن بقيت الرائحة فيها بعد الإحرام أما التعطر والتطيب أثناء الإحرام فهما محظوران وان صار الحاج أشعث أغبر يلحقه التفث هو كل ما يلحق الحاج من الوسخ والغبار وترك الغسل والتطيب وسائر أنواع العطور حتي تتحقق الحكمة من قوله تعالي: "ثم ليقضوا تفثهم وليوفوا نذورهم وليطوفوا بالبيت العتيق". المصدر: جريدة " الجمهورية " المصرية .