القاهرة: أثار الخبر الخاص باكتشاف70 حالة مصابة بالأنفلوانزا المستجدة خلال أسبوع بمصر الكثير من الشكوك حول احتمال معاودة أنفلوانزا الخنازير للظهور مرة أخري هذا الشتاء بكل المخاوف المتعلقة بها, ومن هنا كانت هناك ضرورة لتناول الأمر وإثارة التساؤلات على المسئولين والمتخصصين حول ماهية هذه الأنفلونزا والتطعيمات الخاصة بها, والاستعدادات اللازمة لها. وأشار الدكتور محمد جنيدي مدير إدارة الطب الوقائي بوزارة الصحة، إلى أن تسمية الأنفلونزا المستحدثة أو المستجدة أو أنفلوانزا الخنازير أو "اتش1إن1" كلها تسميات خاصة بنفس الفيروس, أي أنه لا يوجد فيروس جديد يهاجم مصر هذا العام على الإطلاق فهو نفس الفيروس الذي أحدث جائحة في العام الماضي علي مستوي العالم كله, بما فيه مصر بطبيعة الحال. ويضيف جنيدي في أغسطس2010 كانت منظمة الصحة العالمية أعلنت انتهاء هذه الجائحة وأننا دخلنا في مرحلة ما بعد الجائحة.. لذلك فإن الفيروس الموجود هذا العام هو نفسه فيروس الأنفلوانزا الموسمية الذي يهاجم مصر في الشتاء من كل عام والمسبب له هو فيروس "اتش1إن1"، وأعراضه هى السخونة والرشح والكحة وعند اشتداد هذه الأعراض فإنه لا داعي للقلق لأن "التاميفلو" متوافر في جميع مستشفيات وزارة الصحة وهناك بروتوكول واضح للعلاج، طبقاً لما ورد بجريدة "الأهرام". وأيضا من دواعي عدم القلق، أكد جنيدي أن مصر من الدول القلائل التي تترصد للفيروس وتقوم بالتوعية الكافية وبشكل عام, فإن معدلات الإصابة لا تثير الانزعاج على الإطلاق فظهور 136 حالة إصابة خلال شهري أكتوبر ونوفمبر معدل طبيعي ويكفي أن نقارن بينه وبين المعدلات الخاصة بالإصابة خلال نفس الشهرين من العام الماضي, التي وصلت الإصابة خلالهما إلى2500 حالة إصابة خلال إكتوبر ونوفمبر من العام الماضي, ولعل ذلك دليل قاطع على أن المعدلات تسير في إطارها الطبيعي. وهنا نحب أيضاً أن ننبه كما يضيف مدير إدارة الطب الوقائي بوزارة الصحة، إلى أن التطعيمات متوافرة في هيئة المصل واللقاح وقد اهتمت وزارة الصحة اهتماماً بالغاً بتطعيم الحجاج قبل سفرهم إلى الأراضي السعودية, وكذلك بتطعيم الفريق الصحي في المستشفيات, كما أعلنت منظمة الصحة العالمية وجود تطعيم الأنفلونزا الموسمية المتوافر سنوياً وإن كان الجديد هذا العام أن هذا التطعيم يحتوي على عدة فيروسات من بينها فيروس "اتش1إن1" والتطعيم اختياري ومتوافر لمن يرغب من المواطنين وإن كنا لسنا في حاجة الي وجود حملات بالمدارس كما كان يحدث في العام الماضي.. ونكرر أن التطعيم متوافر واختياري ولا داع لإثارة الذعر بين المواطنين. لم يحدث تحور ومن جانبه، أكد الدكتور عبدالهادي مصباح أستاذ المناعة وزميل الأكاديمية الأمريكية للمناعة يتفق مع الرأي السابق, مشيراً إلى أن تسمية الانفلوانزا المستجدة كانت قد استقرت عليها منظمة الصحة العالمية منذ العام الماضي بمسمي "الانفلونزا المستجدة"، وقد أصيب به كل بلاد العالم تقريباً، وهناك مناعة جزئية ضده.. وطالما أنه لم يحدث تغير أو تحور جيني فالفيروس يظل فيه نوع من المناعة الجزئية الموجودة التي يمكن أن تعطي الوقاية للشخص المصاب به, وإن كان هنا يجب أن نشير إلى أن هناك بعض الدول التي لاتزال تعاني من زيادة نسبة الاصابة بالفيروس كالهند ونيوزيلندا ولايزالون يتعاملون مع الفيروس كأنه في طور الانتشار وبشكل وبائي لأن هناك زيادة في نسبة انتشار الفيروس بين السكان. ولكن في مصر، يضيف الأمر مختلف تماماً ولعل من أهم دواعي الأمان توافر التطعيم هذا العام محتوياً على السلالة المسببة للأنفلونزا المستجدة، وكذلك الانفلونزا الموسمية، وكذلك سلالة "بي"، وبالتالي فإن من يحصل علي اللقاح الواقي ضد الانفلوانزا هذا العام سوف تتحقق له الوقاية الكافية وخصوصاً بالنسبة للأشخاص الأكثر عرضة للإصابة كالأطفال أقل من سنتين والحوامل وكبار السن فوق ال65عاماً والمصابين بأمراض مزمنة كالفشل الكلوي أو الكبدي أو الإيدز أو حساسية الصدر. وهناك نوعان من الأعراض وفقاً لدرجة مناعة المريض أولهما إحساس بأعراض خفيفة من الممكن التغلب عليها بالراحة التامة وبالمسكنات الخفيفة للرشح والألم والنوع الآخر بمضاعفات شديدة كالصعوبة في التنفس وزيادة سرعته وارتفاع مستمر في درجة الحرارة دون انخفاض حتي مع استعمال المخفضات, وهنا لابد من التوجه للمستشفي لتلقي العلاج اللازم والمهم منذ بداية الأعراض هو العلاج بمضادات الأنفلوانزا مثل "التاميفلو" أو ال"ريلينز". ويضيف مصباح هو عدم التعامل مع الفيروس بنوع من الاستخفاف أو الهلع, فلا ينبغي أن نغفل أن الانفلوانزا الموسمية تتسبب في وفاة 36 ألف مواطن سنوياً, والأمر يسير في مصر وفقاً للمعدلات الطبيعية.. وإن كانت هناك ضرورة بالغة لإتخاذ الإجراءات الوقائية اللازمة وهى غسيل الأيدي باستمرار وتطهير الأسطح ودورات المياه والنظافة العامة باستخدام المطهرات وعدم الوجود في أماكن مغلقة والحرص علي تهوية الأماكن الخاصة بالتجمعات خاصة الاتوبيسات والفصول الدراسية وكذلك تناول اللقاح الواقي من الأنفلوانزا خاصةً بالنسبة للفئات الأكثر عرضة للإصابة المشار إليها سلفا. ومرة أخري يضيف: نكرر أنه لا داع للفزع, خاصةً بعد أن أعلنت منظمة الصحة العالمية أنه لم يحدث تحور للفيروس على الإطلاق.