واشنطن : توصل باحثون إلى السبب وراء كون وباء الأنفلونزا فى عام 1918 مميتاً مجموعة من ثلاثة جينات تسمح للفيروس باجتياح الرئتين والتسبب فى الإصابة بالالتهاب الرئوي. وخلط الباحثون عينات من سلالة الانفلونزا التى تعود إلى عام 1918 بفيروسات الانفلونزا الموسمية الموجودة اليوم للتوصل إلى الجينات الثلاثة وقالوا إن دراستهم ربما تساعد فى تطوير عقاقير جديدة للأنفلونزا. وتتسبب الأنفلونزا عادةً فى عدوى بالجزء العلوى من الجهاز التنفسى تؤثر على الأنف والحنجرة والحلق إضافة إلى ما يعرف باسم المرض الشامل الذى يسبب ارتفاع فى درجة الحرارة وألم فى العضلات وضعف عام، لكن بعض الأشخاص يصبحون مرضى بشكل خطير ويصابون بالالتهاب الرئوي، وفى بعض الأحيان تسبب البكتيريا الالتهاب الرئوى وفى بعض الأحيان تقوم الأنفلونزا بذلك مباشرة. وأثناء فترة انتشار الأوبئة مثلما كان فى عام 1918 تظهر سلالة جديدة وأكثر خطورة من الأنفلونزا، وقد كان وباء الأنفلونزا عام 1918 أكثر الأوبئة المدمرة لمرض معدى انتشاراً فى التاريخ البشري، وقد تسبب فى حوالى 50 مليون حالة وفاة فى أنحاء العالم، وقد قتلت الأنفلونزا حينها 2.5 بالمئة من الضحايا مقارنة بأقل من واحد بالمئة فى أغلب أوبئة الأنفلونزا السنوية. وتوصل فريق كاواوكا إلى أن الجينات الثلاثة ويطلق عليها "بي.ايه" و"بي.بي.1" و"بي.بي.2" بالإضافة إلى نسخة من البروتين النووى أو جين "ان.بي" لفيروس عام 1918 جعلت الانفلونزا الموسمية الحديثة تقتل قوارض بطريقة تشبه كثيرا وباء الأنفلونزا فى عام 1918. ويتفق غالبية خبراء الأنفلونزا على أن من المؤكد تقريباً أن يحدث وباء انفلونزا من جديد، ولا يعرف أحد متى أو أى سلالة ستكون لكن المشتبه به الرئيسى الآن هو فيروس "اتش5 ان1" المسبب لأنفلونزا الطيور. وينتقل فيروس "اتش5 ان1" بين الدواجن فى آسيا وأوروبا وأجزاء من إفريقيا، ونادراً ما يصيب البشر لكنه قتل 247 شخصاً من أصل 391 أصيبوا بالعدوى منذ عام 2003، ويمكن لتحويرات بسيطة تحويله إلى سلالة وبائية تنتقل بين البشر ويمكن أن تقتل ملايين الأشخاص فى أنحاء العالم خلال بضعة أشهر. وتستطيع أربعة عقاقير مسجلة أن تواجه الأنفلونزا لكن الفيروسات تتحور بشكل منتظم إلى أشكال مقاومة مثلما تتطور البكتيريا إلى أشكال تتهرب من المضادات الحيوية.