مهرجان سور الأزبكية محيط - مي كمال الدين شهدت جامعة القاهرة اليوم ختام " مهرجان سور الأزبكية الأول " ، والذي جاء في إطار موسمها الثقافي والفني ، وتفعيل لرسالتها التعليمية والتثقيفية في المجتمع المصري . المهرجان جاء لإحياء أشهر سوق للكتب القديمة في المنطقة العربية، والذي يشكل أحد معالم الثقافة والإطلاع والمعرفة. أقيم المهرجان تحت رعاية فاروق حسني وزير الثقافة المصري ، د.هاني هلال وزير التعليم العالي والدولة للبحث العلمي، و د. حسام كامل رئيس الجامعة، وتحت إشراف أ.د هبة نصار نائب رئيس الجامعة لشئون خدمة المجتمع وتنمية البيئة. اختار منظمو المهرجان الساحة الأمامية للمكتبة المركزية لجامعة القاهرة مكانا له ، وشارك فيه هيئات ثقافية ودور نشر كبرى إلى جانب كليات الجامعة، ولم يقتصر مهرجان سور الأزبكية على الكتب فقط، بل تم تنظيم العديد من الفعاليات الفنية والندوات التي شارك فيها كبار رجال الثقافة والفكر. وصرحت د. هبة نصار أن المهرجان جاء لإحياء قيمة كبيرة في عالم الثقافة والمعرفة والذي يرجع إلى منتصف الثلاثينات من القرن الماضي، كما انه دعوة للعطاء من أساتذة الجامعة لإهداء كتبهم في جميع التخصصات لطلاب الجامعة، ودعوة للعطاء الثقافي الذي يساهم في زيادة المعرفة لشباب الجامعة. ولم يقتصر المهرجان على سور الأزبكية فقط بل نظمت العديد من الفعاليات والتي تضمنت ندوات ثقافية عقدت بالمكتبة المركزية، شارك بها رموز الأدب والفكر منهم السيد ياسين الكاتب الصحفي بالأهرام، ومحمد سلماوي رئيس اتحاد كتاب مصر، والشاعر جمال بخيت وغيرهم، كما أقيم على هامش السور مسابقة فنية للطلاب، في الفن والتصوير، وعرض فني للتنورة، كما تضمن برنامج المهرجان حفلتين موسيقيتين بقاعة الاحتفالات الكبرى للموسيقار يحيي خليل، وفرقة "أنا المصري". تقليد دائم د. أشرف الأرناؤوطي تحدث أ.د أشرف الأرناؤوطي نائب مدير مركز خدمة المجتمع ومنسق المهرجان الأول لسور الأزبكية عن تنظيم الجامعة للمهرجان قائلاً أنه أمر طبيعي أن تنظم الجامعة مثل هذا المهرجان فهي الجامعة الأم، وهي الأولى من حيث التاريخ والأصالة، ونأمل أن تحذو حذوها الجامعات الأخرى في تنظيم مثل هذا المهرجان. وعن إمكانية تكرار مثل هذه التجربة أكد أن المهرجان حقق الكثير من النجاح في أولى تجاربه، وأن الجامعة سوف تسعى أن يكون مهرجان سور الأزبكية تقليدا دائما بالنسبة لها، يعقد سنوياً ولكن مع اختلاف التوقيت حيث سيكون في بدء العام الدراسي وليس في نهايته. أما عن السبب وراء تنظيم المهرجان باستضافة سور الأزبكية بالتحديد، فأوضح د.أشرف أن سور الأزبكية بصمة معتمدة في تاريخ الكتب والثقافة، ويرسخ في الوجدان ، وأي إنسان مولع بالثقافة لابد أن يكون قد تجول فيه وتعلق بكتبه القديمة والتي يفوح منها رائحة العراقة والأصالة. وبناء على ما سبق فقد جاء تنظيم مثل هذا المهرجان واستضافة سور الأزبكية كدعوة من الجامعة وأساتذتها للطلاب حتى تكون الكتب في يد الجميع وبأسعار رمزية، ولإحياء التراث الذي بدأ يتعرض للتهديد في سور الأزبكية بانتشار المحلات التجارية، والباعة الجائلين وطغيان ذلك على القيمة التاريخية والأدبية للمكان. إقبال طلابي هائل اقبال الطلاب وفي أخر أيام المهرجان يرى د. أشرف الأرناؤوطي أن المهرجان حقق الكثير من النجاح، وأنجز أكثر من الأهداف المنشودة منه، حيث تم بيع أكثر من 80% من الكتب المشاركة، وكان هناك إقبالا كثيفا من طلاب الجامعة . وعلى الرغم من الاعتقاد السائد أن الطلاب غير مهتمين بالكتاب مع وجود ما يشغلهم من وسائل التكنولوجيا الحديثة، إلا أن ما حدث هو العكس و شهد المهرجان إقبالا هائلا . وقال ل "محيط" : المهرجان لا يهدف للربح والدعاية لدور النشر ، وإنما لنشر الثقافة وجعل الكتاب في متناول جميع الطلاب حيث تم إعادة تسعير الكتب والتي تم الاتفاق على عرضها ضمن المهرجان من كافة دور النشر. رأي الطلاب الطلاب وزيارة لسور الأزبكية وتجولت "محيط" بين الطلبة الذين بدت السعادة على وجوههم وهم يشهدون هذا الحدث الثقافي ، وقالت شيماء الطالبة بكلية الآداب أنها عرفت من أصدقائها الذين زاروا السور انه يضم العديد من الكتب بأسعار رمزية لذلك سارعت بالمجيء حتى تلحق المعرض في أخر أيامه وتشتري الكتب التي تحتاجها. ومن كلية تجارة إنجليزي الفرقة الأولى قالت ندا وليد أنها تحب القراءة وأتت هي وأصدقاؤها لزيارة السور من دافع الفضول وحبها للقراءة لعلها تجد به كتبا تحبها، وأعجبتها فكرة استضافة الجامعة لسور الأزبكية وتريد أن تتكرر في الأعوام المقبلة. بينما قالت نورهان يحيي من الكلية نفسها أنه شكل مصغر من سور الأزبكية ولكنها تعترض على عدم إلمامه بجميع الأقسام وعدم تنوع الكتب المعروضة، وشاركت الرأي مع من اعترض على موعد إغلاق السور في الساعة الرابعة عصرا ، وأن هذا قد يتعارض مع مواعيد محاضراتهم المسائية، ويرغبون بمد ميعاده لأكثر من ذلك حتى يتمكن الجميع من زيارته، بالإضافة إلى أن فترة المعرض قصيرة. كما أبدى بعض الطلاب رغبتهم بأن يكون هناك كتيب صغير يتم توزيعه كدعاية في أنحاء الجامعة وأن تكون الفاعليات الثقافية أو الفنية مدونة به حتى يتسنى لهم متابعتها، مع وجود إعلانات كافية وملصقات في أنحاء الجامعة. الكتب بأسعار رمزية أما أحمد فكري من كلية التخطيط العمراني في الفرقة الثانية وهو مهتم بالكتب والقراءة، فقال أن فكرة السور فكرة رائعة وان أسعار الكتب مناسبة، وكان معه كتاب صغير اشتراه من المعرض بسعر "جنيه واحد"، وقال أنه يوميا يأتي لزيارة السور لانتقاء كتب جديدة . أحمد محمد طالب بكلية دار العلوم الفرقة الثانية تمنى وجود كتب في علم اللغة العربية وكتب في النحو . الرسم بجانب القراءة الفنان أيمن رشدان إلى جانب الكتب التي يضمها سور الأزبكية، تزين المدخل بعدد كبير من لوحات الفن التشكيلي، وتحدث الفنان أيمن رشدان مشرف ملتقى الفن الجماهير عن المهرجان قائلاً أن هذا تفاعل جميل جداً، وأنه اتفق مع د. هبة نصار والتي وجهت دعوة رسمية له للمشاركة في المهرجان، على أن يتم عقده كل عام مع مشاركة الفن التشكيلي. ويبدي رشدان سعادته بمشاركة الطلاب معهم في إنجاز عدد من اللوحات وبالفعل تحقق الهدف الأساسي لملتقى الفن والجماهير، ووجدنا تفاعل ومشاركة من الشباب أكثر مما كان متوقعاً. وبسؤاله عما يتم بانتهاء المهرجان من تعاون مع الشباب الموهوبين بالرسم من طلبة الجامعة ، فأوضح أن هناك ملتقى دائم كل يوم جمعة بحديقة الجزيرة للفنانين التشكيلين الكبار والموهوبين . وإلى جانب ذلك فقد نظمت مسابقة فنية للموهوبين في مجالات رسم البورتريه والتصوير والكاريكاتير، وأعلن عنها في الكليات بواسطة اتحاد الطلبة، وخصص مساحة من سور الأزبكية لعرض عدد كبير من اللوحات التي رسمها الطلاب بأيديهم.
اقبال الطلاب ركن الفنون التشكيلية ركن الفنون التشكيلية رسومات الطلاب انتقاء الكتب رسومات الطلاب اقرأ أيضا السور أرابيسك والباعة حائرون