قافلة إنسانية بريطانية تقدم شريان حياة لضحايا غزة

قافلة إنسانية بريطانية تقدم شريان حياة لضحايا غزة
جانب من القافلة البريطانية
محيط - شيماء عيسى
بعد التظاهرات ضد السفارة الإسرائيلية في لندن والتي صاحبت العدوان البربري على الفلسطينيين العزل في غزة ، وضمن استنكار الكثيرين لسياسة بريطانيا المتواطئة مع العدوان ، فقد بدأ النائب البريطاني جورج غالوي يتحدث عن ضرورة التفكير في المساعدة لإعادة بناء غزة عمليا .
وبحسب ما كتبه صباح المختار نائب رئيس قافلة إنسانية من المتطوعين لدعم غزة فإن الفريق بدأ في التفكير حول ما يجب عليهم فعله بعد شعورهم بالذنب من موقف حكومتهم البريطانية ال"غير أخلاقي" الذي اتخذته من جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية التي ارتكبتها إسرائيل وشركائها وقادتها ضد الفلسطينيين في غزة ، والتي لابد من ملاحقة مرتكبيها وإثبات جرائمها قضائيا وإن طال الزمن .
وما إن هدأ القتل الإسرائيلي للمدنيين الفلسطينيين حتى دعى النائب جورج غالوي إلى إرسال حبل نجاة وأنبوب مغذ إلى غزة . وأكد فريق المتطوعين في رسالتهم أنهم لا ينتظروا من الدول والحكومات العربية والغربية تقديم المساعدة للفلسطينيين اللهم إلا بضع تصريحات ومساعدات مالية متواضعة للغاية .
ووعود الحكام لن تصل الأرملة أو الشيخ أو الأطفال الذين دمرت منازلهم وهم في العراء الآن وقد أصبحوا دون حاجة لها .
ومن هنا دعا مئات البريطانيين لهذه النجدة الإنسانية وتكونت قافلة المساعدات الإنسانية البريطانية إلى غزة تحت شعار" تحيا فلسطين" VIVAPALESTINA كحبل إنقاذ لغزة ، إلى أن أصبحت بطول كيلو متر ونصف مكونة من مائة شاحنة تتقدمها سيارة إطفاء تبرعت بها نقابة عمال الإطفاء البريطانية وسيارات اسعاف تبرعت بها نقابة عمال الصحة ( من تبرعات أعضائها) وتبرع الناس العاديين بالمال والشاحنات والحمولة الإنسانية .
ضحايا غزة
يقود الشاحنات سائقون تبرعوا بوقتهم وقبلوا أن يقودها من بريطانيا إلى غزة وقبلوا تحمل وعثاء السفر السريع والصعب في تسع دول ( بريطانيا وفرنسا وإسبانيا والمغرب والجزائر وتونس وليبيا ومصر وفلسطين) دون أجر وقد اخذوا أجازات ورخص من اعمالهم المعتادة .
هذه القافلة التي يرأسها النائب جورج غالوي هي اكبر حملة بريطانيا تمر عبر شمال أفريقيا من الغرب إلى الشرق منذ الحرب العالمية الثانية حينما مرت قافلة الجنرال البريطاني مونتغمري ذاهبة إلى العلمين ولكن شتان ما بين القافلتين فتلك كانت ذاهبة للحرب وهذه ذاهبة لتقديم العون لأخوة الإنسانية !.
هذه القافلة لديها موقع إلكتروني www.VIVAPALESTINA.ORG ويمكن الإطلاع عليه لمتابعة خط الرحلة ومواعيد وصولها إلى الدول المختلفة .
جانب من القافلة
الهدف من هذه القافة هو أولا وأخيرا إيصال المساعدات الإنسانية إلى الفلسطينيين في غزة بأسرع وقت ممكن . واختيار هذا الطريق هو تعفير للقافلة البريطانية بالتراب العربي الآبي الذي قاوم ابنائه الغزوات على مر العصور وقاوم شعبه ومازال ما يزيد على الستين عاما الاستعمار الاستيطاني الصهيوني للأرض العربية المسلمة في فلسطين . وتمر هذه القافلة على أرض الشمال الأفريقي لتسعد بالكرم والدعم الذي يتحرق أهله لتقديمه . وهدف آخر هو إرسال رسالة سياسية للعالم أن العرب والمسلمين البريطانيين والأفارقة يد واحدة لدعم القضية الفلسطينية ولتخفيف ألم الفلسطينيين في غزة .
تدعو القافلة الجميع لدعمها بالعمل والتنسيق لتنظيم الاستقبال والدعم والمساعدة أثناء مرورها في جميع البلدان المحددة بالخطة . ونظرا لرغبتها في الوصول بأسرع ما يمكن إلى غزة فسيكون مرورها سريعا .
جدير بالذكر أن إحصائية حديثة اعدتها دائرة شئون المفاوضات في منظمة التحرير الفلسطينية بان الحرب الاسرائيلية على قطاع غزة اوقعت 1440 شهيدا، بينهم 431 طفلا، و114 امراة.
صورة لعربات القافلة
وحسب الاحصائية التي وزعتها دائرة شئون المفاوضات على كافة دول العالم فان عدد الجرحى بلغ 5380، منهم 1872 طفلا، و800 امراة، اضافة الى تدمير 14 الف منزل، و68 مؤسسة حكومية، و31 مقرا لمنظمات غير حكومية، و53 مؤسسة تابعة للامم المتحدة، و60 مؤسسة صحية، بما في ذلك 15 مستشفى تعرضت للقصف، وتدمير 29 سيارة اسعاف، واستشهاد 16 من افراد الطواقم الطبية، وجرح 22 آخرين.
وبينت الاحصائية ان العدوان ادى الى تدمير 50 في المائة من شبكات المياه في قطاع غزة، و55 في المائة من شبكات الكهرباء، مشيرة الى ان 3900 منشأة صناعية توقفت عن العمل، وفقد اكثر من 40 الف شخص وظائفهم في القطاع الزراعي، و90 الف شخص لوظائفهم في قطاعات مختلفة، ما رفع نسبة الفقر في قطاع غزة الى 79 في المائة.
واكد د. صائب عريقات رئيس دائرة شئون المفاوضات ان التقرير الذي وزع باللغة الانجليزية، يؤكد على فداحة العدوان الاسرائيلي ونتائجه، داعيا المجتمع الدولي لزيادة المساعدات لقطاع غزة لمواجهة الكارثة الانسانية التي يعيشها 1.5 مليون مواطن من ابناء الشعب الفلسطيني يعيشون في قطاع غزة.