"عملاً تخريبياً" وراء انقطاع كابلات الإنترنت فى الشرق الأوسط الدوحة: مازالت مشكلة العطل المفاجئ لخدمات الإنترنت التي حدثت فى الشرق الأوسط أواخر الشهر الماضي تلقى بظلالها على الساحة فى ظل حالة الغموض حول الأسباب الحقيقة وراء انقطاع ثلاثة كابلات بحرية فى أوقات متزامنة، وما زاد من هذه الحالة ما أعلنه الاتحاد الدولي للاتصالات بأنه لا يستبعد أن يكون "عمل تخريبي" وراء هذا الانقطاع. وقال مدير مكتب تنمية الاتصالات في الاتحاد الدولي سامي البشير المرشد: "رغم أننا بصدد انتظار نتائج الأبحاث ولا نريد استباق الأحداث إلا أننا لا نستبعد أن يكون عمل تخريبي وراء حوادث قطع الكوابل البحرية قبل أكثر من أسبوعين". وأضاف في تصريحات نقلتها صحيفة البديل المصرية أن بعض الخبراء يشكك في الرواية المتناقلة حول قطع الكابل البحري عن طريق الخطأ خاصة وأن هذه الكوابل تقع على أعماق كبيرة تحت البحر ولا تطالها السفن، موضحاً أن الاتحاد الدولي للاتصالات لا يجري التحقيقات بل يشجع على القيام بها. يأتي ذلك في كلمته التي ألقاها على هامش افتتاح الملتقى الإقليمي لأمن المعلومات المقام حالياً في العاصمة القطرية الدوحة، والتي تعرض فيها إلي حوادث انقطاع الكوابل وقال "مهما كان السبب عن عمد أو غير عمد سواء كان جريمة سيبرانية "معلوماتية" أم حدثاً عارضاً، فإن كل بلد يحتاج إلى أن يتأهب لاتخاذ إجراءات منسقة". ويهدف الملتقى الى تحديد التحديات الرئيسية التي تواجه دول المنطقة في "تطوير أطر عمل للأمن السيبراني" و"حماية البنية التحتية للمعلومات الحرجة". وقد تأثر قطاع المال والأعمال والمشاريع التجارية وخدمات الأفراد في مصر ودول الخليج والهند بعد أن توقف 70 في المائة من عمل شبكة الانترنت الأربعاء الأخير من الشهر الماضي بعد توقف الإنترنت إثر انقطاع فى الكابلات المزودة لهذه الخدمة الموجودة فى البحر المتوسط. وقد وقع الضرر في الكابلات الممتدة بين مدينة الاسكندرية المصرية ومدينة باليرمو الايطالية، وترجع المشكلة لحدوث قطع في كابلين بحريين أحدهما لشركة "فلاج تيليكوم" العالمية، على بعد 12 كيلومترا في البحر المتوسط. وأفادت الأنباء بأن خدمات الإنترنت في كل من الإمارات العربية والكويت والسعودية تعطلت أيضاً، وفي الكويت، بعثت شركة "جولف نت" التي تقدم خدمات الإنترنت رسائل بالبريد الإلكتروني لزبائنها تعتذر فيها عن " الأداء السيء عند تصفح الإنترنت"، بينما اشتكى متصفحو الإنترنت في البحرين وقطر من بطء الخدمات، وفي الهند اشارت التقارير الى ان شبكة الانترنت فيها تضررت بشدة حيث وصلت نسبة الضرر الى 50 في المئة.
ونجحت بعض الشركات في هذه الدول في تشغيل الإنترنت مرة أخرى من خلال تحويل حركة الإنترنت إلى مسارات بديلة. في هذه الأثناء، توقع خبراء بحريون مصريون وجود عمل إرهابي وراء قطع ثلاثة كوابل بحرية للاتصالات والتقنيات التكنولوجية أثر بشدة على جودة تقديم خدمة الانترنت والاتصالات الدولية في منطقة الشرق الأوسط وآسيا طوال الأيام الماضية. وقال القبطان تامر صادق الذي يعمل على مركب لإحدى الشركات العالمية في مد وصيانة الكابلات البحرية، أن كلام المسؤولين في مصر عن تسبب الأحوال الجوية في قطع الكابلات غير صحيح لان التيارات المائية في الأعماق التي توجد الكابلات فيها تكاد تكون منعدمة. وجاء كلام صادق ردا على تصريحات سابقة لوزير الاتصالات المصري والتي رجح فيها أن تكون الظروف الجوية السيئة وراء الحادث، في وقت أعلنت فيه إحدى الشركات أن سبب القطع هو خطاف مركب أبحر من السواحل المصرية. وعن إمكانية استهداف الكابلات في وقت واحد خاصة وأنهما يبعدان عن بعضهما 5 كيلو متر وفق معلومات مؤكدة، قال صادق : هذا سهل جدا وبخاصة في مصر وتحديد مكان الكابل سهل للغاية فهناك مراكب إمداد لديها مخاطف طويلة قد تصل إلى 300 متر ويمكن رميها وشبكها بالكابل وسحبها على المركب وقطعه وإذا كانت المسافة بينهما 5 كيلو متر فلن تستغرق العملية ربع ساعة لتصل المركب إلى الكابل الثاني وتقوم بتكرار ما فعلته مع الأول هذا إذا كانت مركبا واحد فقط . من جانبه، أشار المهندس دسوقي بخيت الخبير البحري، إلى أن قطع كابلات تبعد عن بعضهما البعض 5 كيلو متر ليس صدفة وإنما هو فعل متعمد لان أي مركب لن تستطيع شد الهلب الخاص بها وهو معلق في مركز لمسافة أكثر من 200 متر وبعدها ينكسر الخطاف وينقطع الهلب ومن الصعب على أي غواص عادي النزول إلى عمق 100 متر وهو العمق الموجود على بعد 12 كيلو متر من الإسكندرية لان الضغط فيها يزيد على 10 بارات والإنسان لا يتحمل أكثر من 1 بار. وأبدى بخيت دهشته من الحديث عن وجود منطقة اخدود في مكان انقطاع الكابل، مشيرا إلى ان الكابل مثل الحجر الذي يلقي في البحر يسقط في موضعه ولا يتحرك ولا يوجد في العمق تيارات والمد والجزر يكون على السطح كما ان اسماك القرش لا تأكل البلاستيك حيث ان هذه الكابلات عليها مواد عازلة كثيفة ومستحيل مهاجمتها.