كل جسم مغمور فى سائل يخضع إلى قوة رأسية موجهة من أسفل إلى أعلى تساوى وزن السائل المتحرك.. واستنادًا إلى ذلك، هناك احتمالان: إما أن يغطس الجسم إذا كان وزنه أكبر من قوة الدفع، وإما أن يطفو إذا كان وزنه أقل منها. من الممكن شرح ذلك سريعًا، ولكن يبقى الأمر غامضًا نوعًا ما، فحسب قاعدة الطفو لأرشميدس، الحقائق كالمسامير الصلب تذهب سريعا إلى الأعماق السحيقة، لكن على سطح البحر مباشرة تسبح المعلومات، كالسفن المتهمة فى حادث قطع كابلات الإنترنت تحت سطح البحر المتوسط يوم 19 ديسمبر الماضى، وهى منه براء. لا أذيع سرًا، أن دوائر مصرية عليا صارت حاليا «وبعد مرور أسبوعين» على حادث قطع كوابل الإنترنت المغذية للأراضى المصرية، أقرب إلى فرضية حدوث عمل تخريبى للكوابل تحت سطح البحر، أدى إلى إعتام على الأراضى المصرية بلغ 80 فى المائة، وتأثرت خدمات الإنترنت – ولاتزال - فى 14 دولة، من بينها السعودية وجيبوتى والإمارات والهند وباكستان وقطر وسوريا وتايوان واليمن وزامبيا وجزر المالاديف، والأخيرة – المالاديف - تم إعتامها كلية لعدم وجود كوابل بديلة. وترجح تلك الدوائر المعنية - بتحقيق الحدث الأكبر فى سلسلة حوادث قطع كابلات الإنترنت فى البحر المتوسط «ثالث حادث خلال أقل من العام، كابل ثم ثلاثة ثم ستة» - ضلوع أجهزة دول بعينها فى المنطقة فى تخريب الكابلات تحت سطح البحر، وهو ما ينتفى معه أى احتمالات تخريبية سطحية، كالتى راجت إبان قطع كابل فبراير الماضى قبالة الإسكندرية، الذى يعتقد الخبراء أن تكون الأضرار التى تعرض لها نتجت عن مرساة سفينة غادرت الغاطس السكندرى، نظرًا لسوء الأحوال الجوية وقتذاك. وفيما تحفظت دول المنطقة المتضررة عن التعليق على الحادث، وكأنه لم يقع أصلا، اكتفت الشركات الخاصة المالكة ببيانات غامضة غموض الحادث نفسه.. شركة «فرانس تيلكوم» للاتصالات مثلا، أعلنت فى بيان أصدرته، «أن سبب الانقطاع الذى تم رصده فى البحر المتوسط بين صقلية وتونس، فى الأجزاء التى تربط بين صقلية ومصر (بينها نحو 130 كيلو مترا) يظل غير واضح»! الترجيحات تشير إلى حدوث عمل تخريبى على أعلى درجة من الاحترافية، وبإمكانيات دولة لها أساطيل بحرية تملك غواصات أعماق، أو فرق غطس محترفة فى العمل على تلك الأعماق السحيقة، ليس أدل على ذلك من تزامن انقطاع الكوابل الثلاثة المغذية للأراضى المصرية (سيمواى – 4) و(سيمواى - 3) و(فلاج) فى أقل من 38 دقيقة، فالأول (سيمواى - 4 ) تم تخريبه فى السابعة و28 دقيقة، و(سيمواى – 3) فى السابعة و33 دقيقة صباحا، و(فلاج) فى الثامنة و6 دقائق صباحا..عمل احترافى على ثلاثة محاور، تشكل تتابعا تخريبيا أقرب لسلسلة الهجمات الإرهابية المتعاقبة فى أماكن متباعدة. أيضا المسافة بين (سيمواى - 4) و(فلاج) تتجاوز المائة كيلو متر بين صقلية وتونس، والتخريب تم على أعماق تتجاوز ال300 متر، مما ينتفى معه حدوث أى عمليات تخريب سطحية كمرور السفن الضخمة أو الناقلات الحديثة، على هذه الأعماق يرجح العمل تحت سطح الماء، وهناك من يذهب بالترجيحات إلى حدود اتهام دولة بعينها فى التخريب، وتلك لم تتأثر بالحادث مطلقا، بل تعمل على كابل مباشر دون المرور بالأراضى المصرية. أخيراً.. أصابع اليدين والرجلين تشير إلى إسرائيل، صحيح إسرائيل خارج نطاق حزمة الكوابل المصرية، لكن هناك صراعا إسرائيليا – مصريا على مرور تلك الحزمة من الكوابل التى تضمن لمصر قناة إلكترونية تضارع قناة السويس فى الأهمية الإقليمية.