وضاعت فرحة ليلة العمر.. بسبب الأمطار والإهمال محيط عادل عبد الرحيم
الأمطار اغرقت الشوارع القاهرة : حار جاف صيفا ، دافئ ممطر شتاء ، يتذكر جميع أبناء مصر هذه العبارة التي كانت أول ما يدرسون في مناهج الجغرافيا عن حالة المناخ في مصر وهم يتندرون عليها بالضحك وضرب الأكف ، حيث تبدلت أحوال المناخ تماما إلى : حار موت صيفا صاقع ثلج شتاء ، لذا بات من الواجب تعديل هذه المناهج التي تتحدث عن طقس أضحى من الأساطير ، وقد داهمت موجة من الطقس السيئ ملايين المواطنين من سكان مصر حيث سقطت أمطار عنيفة على معظم المحافظات صاحبتها رياح شديدة وحالة غير معهودة من الصقيع . ولعل ما يزيد من حجم سوء الأحوال الجوية في مصر عدم استعداد معظم المرافق لأي حالة طوارئ مفاجئة ولو أنها باتت متكررة مثل هطول الأمطار التي تصل أحيانا إلى حد السيول ، وتظهر معالم المأساة بشكل واضح في حالة الشلل التامة التي تصيب المرور في أغلب الشوارع الرئيسية والمزدحمة بالسيارات والمكتظة بالبشر . ويكون وقع الأزمة أخطر على أولئك الذين تقودهم الأقدار للسير بعرباتهم أسفل أحد الكباري أو الأنفاق حيث تتراكم المياه في المنطقة السفلى منه دون وجود فتحات تصريف فيرتفع منسوب المياه إلى عدة سنتيمترات التي تدخل بدورها في أجزاء السيارة مثل ماسورة الاحتراق "الشكمان" أو ربما تصل إلى أجزاء الكهرباء والنتيجة معروفة قطعا عدم قدرة السيارة على الحركة وبالتالي يتراكم خلفها طابور عريض يضيف مأساة جديدة لأبعاد الأزمة الحالية .
الطرق السريعة تضررت أيضا وخلال جولة شبكة الأخبار العربية "محيط" في ساعة الذروة التي صاحب سقوط الأمطار لاحظنا إصابة الحياة بالشلل التام ووقوع عدة تصادمات بين المركبات بسبب عدم رصف معظم الطرق واختلاطها بمياه الأمطار مما يؤدي لتكون "الطين" المبتل الذي لا يستجيب لفرامل السيارات فيفقد السائق القدرة على التحكم في عجلة القيادة . كما أصيب شارع الملك فيصل بمحافظة الجيزةجنوب العاصمة القاهرة بحالة من التجمد بسبب الزحام الرهيب المترتب على انهمار الأمطار الغزيرة وعدم وجود فتحات تصريف المياه وكان من أطرف المواقف التي شاهدناها تعطل سيارة تقل عروسين أسفل نفق فيصل، وحين نزل سائق العربة للكشف على العطل وإزاحتها على جانب الطريق، اندفعت المياه المتراكمة أسفل النفق لتغرق فستان العروس وبذلة العريس وتضيع فرحة ليلة العمر فما كان من العروس سوى الصراخ في حالة هيستيرية "تقطع القلب" .