الرياض: نحتفل اليوم ببداية عام هجري جديد، وبمروره تطوى صفحة عام كامل بما فيه من حسنات وسيئات ، ومع قدوم عام جديد تدور في الأذهان سؤال ملح " ماهو حكم التهئنة بالعام الجديد" . وعن رأي العلماء والمشايخ في حكم التهنئة يقول الشيخ محمد بن عثيمين رحمه الله في فتوى سابقى له : " إذا ما هنئك أحد فردَّ عليه ولا تبتدئ أحدا بذلك، هذا هو الصواب في هذه المسألة، لو قال لك إنسان مثلا: نهنئك بهذا العام الجديد قل: هنأك الله بخير، وجعله عام خير وبركة، لكن لا تبتدئ الناس أنت؛ لأنني لا أعلم أنه جاء عن السلف أنهم كانوا يهنئون بالعام الجديد، بل اعلموا أن السلف لم يتخذوا المحرم أول العام الجديد إلا في خلافة عمر بن الخطاب رضي الله عنه. ويتفق معه في الرأي الشيخ الدكتور سلمان بن فهد العودة " المشرف العام على مؤسسة الإسلام اليوم" فيقول: أفضل ما يقال في شأنها أن من هنأك ترد عليه بكلام طيب من جنس كلامه، ولا تبدأ أحدا بها. وهذا بعينه ما روي عن أحمد في التهنئة بالعيد أنه من هنأه رد عليه، وإلا لم يبتدئه. وأضاف ، بحسب جريدة " المدينة " السعودية : " لا بأس بتهنئة الناس بعضهم بعضا بما هو مستفيض بينهم، وقد يستدل لهذا من حيث العموم بمشروعية سجود الشكر، ومشروعية التعزية، وتبشير النبي صلى الله عليه وسلم بقدوم رمضان، قال ابن تيمية رحمه الله: قد روي عن طائفة من الصحابة أنهم كانوا يفعلونه، ورخص فيه الأئمة كأحمد وغيره. وذكر الحافظ ابن حجر مشروعيته، وثمة آثار عديدة في مثل ذلك. قال أحمد: لا أبتدئ به، فإن ابتدأني أحد أجبته. وذلك لأن جواب التحية واجب؛ لقوله تعالى-: (وإذَا حُيِّيتُم بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا) ولم يرد في مثل ذلك نهي، والله تعالى أعلم. ونفى العودة دخول تلك التهاني في باب البدع؛ لأنه من محاسن العادات وطيب الأخلاق، ولا يقصد به محض التعبد. ويرى الدكتور عمر المقبل عضو هيئة التدريس بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية ": الأصل في التهاني -والله أعلم- أنها من باب العادات، ولكن الأولى هنا -أعني في التهنئة بالعام الجديد- ألا يبدأ بها الإنسان؛ لأن هذا ليس من السنة، وليست الغبطة بكثرة السنين، بل الغبطة بما أمضاه العبد منها في طاعة مولاه، فكثرة السنين خير لمن أمضاه في طاعة ربه، شر لمن أمضاها في معصية الله والتمرد على طاعته، وشر الناس من طال عمره وساء عمله -كما يقول شيخنا ابن عثيمين رحمه الله تعالى- في ديوان خطبه. وتابع المقبل: لكن لو هنّئ الإنسان، فلا ينبغي له أن ينكر، بل ينبغي أن يجعل الرد بالدعاء، كأن يقول: جعل الله هذا العام عام عز ونصر للأمة الإسلامية، ونحو هذه الدعوات الطيبة.